حولت مليشيا الحوثي عيد الفطر إلى مناسبة للقتل والإختطافات وابتزاز المواطنين الواقعين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإرغامهم على اتباع قرارها بتأجيل العيد ومنع أي مظاهر احتفاء بالمناسبة الدينية العزيزة. وأشعل سلوك مليشيا الحوثي العدائي معركة دامية في قيفة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد عندما حاول مواطنون الإحتفاء بعيد الفطر وتأدية الصلاة، سقط فيها عشرات القتلى، بينما شهدت محافظات حملات اعتقالات ومضايقات، لمنع مظاهر الإحتفاء بالعيد. وكانت الحكومة الشرعية أعلنت أن اليوم الإثنين هو أول أيام عيد الفطر، وهو ما ترفضه حكومة الانقلابيين غير المعترف بها دوليا، الموالية لإيران، التي أصدرت تعميما، يعتبر هذا اليوم المتمم لشهر رمضان وحددت الاربعاء أول ايام العيد. وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد انقساما طال شعيرة دينية، ويحمل دلالات سياسية،رغم ان البلد تعاني انقساما سياسيا جراء حرب مدمرة تسببت بها مليشيا الحوثي بعد انقلابها على الرئيس الشرعي في سبتمبر 2014، وتتطور نحو اتقسام أعمق، حيث تحذو المليشيا حذو إيران، وقررت الإنضمام لها بفرض الاربعاء أول ايام عيد الفطر. وفرضت المليشيا على المواطنين الواقعين تحت سيطرتها، الإلتزام بالصيام، ووجهت مسؤولي الأوقاف والاجهزة الامنية في المحافظات والمديريات بالنزول الميداني "من بعد صلاة الفجر حتى الصباح لمتابعة تنفيذ التوجيه وضبط المخالفين وسجنهم ومصادرة مساجدهم"، وقتل نحو 70 شخصا معهظمهم من مليشيا الحوثي عندما داهمت حملة تتبع المليشيا مصلى العيد" وطلبت من الخطيب ان يتوقف عن الخطبة لكنه استمر فاطلقوا عليه النار وقتلوه". وقال المحامي عبدالرحمن برمان في تغريدة له على موقع التدوين المصغر تويتر، إن المصلين من المواطنين، اشتبكوا مع عناصر المليشيا " وقتلوا 60 مسلح حوثي هم جميع أفراد الحملة واستشهد 9 مواطنين بينهم خطيب العيد". وفي صنعاء شددت المليشيا الرقابة على المواطنين، وقامت بحملة اعتقال للعشرات في أحياء مختلفة من العاصمة. وطبق مصادر محلية فقد أودعت مليشيا الحوثي اكثر من 30 فرد في أحد أقسام الشرطة في حي الستين الجامعة، بتهمة الإفطار، واعتقلت قرابة 25 آخرين في حي حزيز جنوب المدينة، عندما قام إمام مسجد بالقاء خطبة العيد وتأدية الشعائر، ليتم اعتقاله مع آخرين. وأحتفلت محافظة تعز بمختلف مديرياتها الواقعة تحت سيطرة السلطة الشرعية بعيد الفطر،وأحتشد آلاف المواطنين رجالا ونساءا في ساحة الحرية وسط المدينة لأداء صلاة العيد ورددوا الشعارات المؤيدة للجيش الوطني ومطالبة السلطة الشرعية باستكمال تحرير المحافظة للخلاص من كابوس الانقلاب الحوثي.في المقابل، منعت مليشيا الحوثي سكان بقية مناطق المحافظة ،الواقعة تحت سيطرتها من الإحتفال بالعيد وقامت بمعاقبتهم. وأفادت مصادر محلية الحرف 28 أن أن طقم حوثي في منطقة مخلاف أسفل مديرية التعزية شمال مدينة تعز، أطلق النار على شخص يدعى على احمد عبده حسان وأصيب في ساقه وجرى اقتياد اخوانه الى سجن المليشيا، بتهمة شراء القات ظهر اليوم الثلاثا ومضغه، وهي العادة الإجتماعية التي تصاحب الإحتفاء بالأعياد. وقالت المصادر إن الطقم قام بمصادرة القات من السوق بالقوة في منطقة تبشعة أخدور مخلاف أسفل، لعقاب المواطنين، كما قامت بإجبار اصحاب المحال التجارية والأسواق على الإغلاق نهار اليوم، للتعبير عن الإلتزام بالصيام، في منطقة الستين شمال المدينة. وفي مديرية حيفان جنوب المدينة، منعت المليشيا الحوثية الجزارين من الذبح في سوق الخزجة،كمظهر مصاحب للإحتفال بالعيد، واغلقوا السق بالقوة، ومعاقبة أي شخص يلبس ثياب جديدة والتقطع للمسافرين، واحتجاز من تظهر عليه ملامح الإفطار. وقال مصدر محلي إن المليشيا قامت مساء أمس الإثنين بإجبار المصلين على إقامة صلاة التروايح، بالقوة عبر مكبرات الصوت، رغم أنها منعتهم من القيام بذلك طيلة أيام شهر رمضان، وهو السلوك الذي قامت به في محافظات أخرى كصنعاء.