الثلاثاء 04 يونيو ,2019 الساعة: 08:37 صباحاً
قرابة 20 عاماً ..
مضت منذ أستقريت في صنعاء ..
وها أنا اليوم أشعر بغربة مطلقة ،
وغضب لا يوصف ..
ها أنا أصبحت بلا بيت ،
أتنقل بين الفنادق كأي سائح
يزور بلد غير وطنه ،
مع فارق الإحساس ..
ثم يأتي أحد الأوغاد ليحدثني عن
الوطن والإنتماء والولاء ..!!
عليكم اللعنة أنتم وهذه الخرابة
التي أسكنتها قلبي كوطن،
فسكنتني وجعاً وحسرة وخذلان
يذبح الروح ،
وينهش القلب ..
ومنحتني التشرد و الخيبة ،
هوية وإنتماء ..
2
ما أتعس حال شرفاء هذه البلاد
المتخمة باللصوص والأوغاد،
المثخنة بالمواجع والويلات ..
"كل هذه البلاد بلادي،
وفيها كل شيء إلا أنا وبلادي".
3
خطيئتنا أنّا صدقنا أن ما فعلناه
ذات يوم ، كانت ثورة نقية
مكتملة الإنتصارات..!!
وتعامينا عن فاجعة تسلل اللصوص ،
والأوغاد ، والسفلة ، والكثير من
القتلة والسماسرة،
إلى مقدمة الصفوف ..
وأننا ، ويا للحسرة والخيبة،
منحناهم إمتياز تحقيق المكاسب ،
وتقاسم اليمن بكل أرضه وإنسانه
غنائم وإمتيازات..
نحن المضحوك علينا لم نحصد
سوى الخيبات ، والإنكسارات ..
وها نحن نقف مخذولين وعرايا ،
ومنكسرين حد التيُم ..
عرضة للإهانة من أحط المخلوقات ،
وأكثرها تفاهة ودناءة ووساخة..
لعنتي عليكم جميعاً أيها الأوغاد
المتوزعين ما بين ( شرعية ) و ( إنقلاب ) ..
4
أسخر كثيراً من أولئك الذين يقولون :
( نموت ويحيا الوطن)!!
أي وطن هذا الذي سيحيا بمواطن ميت ؟!!
حياة الإنسان وكرامته أثمن
من التراب ،
وأقدس من كل المسميات والشعارات ..
الأوطان الحقيقية هي التي
تمنح مواطنيها الكرامة والحياة ..
والأوطان التي لا تفعل ذلك
ليست سوى مقابر جماعية !