تفاصيل اختطاف العميد الشميري ومعلومات حصرية عن عنصر القاعدة الذي كان يقاتل مع ابي العباس واستلمته بلاده (تقرير خاص)
الأربعاء 29 مايو ,2019 الساعة: 02:17 صباحاً
خاص

لليوم الرابع على التوالي مازال مصير العميد جمال الشميري، قائد الشرطة العسكرية بمحافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، غير واضح بعد عملية اختطاف نفذها مسلحون على صلة بتشكيلات مدعومة من الإمارات.

 

واختطف مسلحون ملثمون السبت الفائت، القائد العسكري الشميري، أثناء مروره بسيارته من منطقة "طور الباحة" في محافظة لحج المجاورة، عندما كان متوجها مع عائلته الى عدن في طريقه لأداء مناسك العمرة.

 

وتقول المعلومات إن الشميري طلب من المسلحين إخلاء سبيل عائلته والإكتفاء باحتجازه شخصيا، لتجنيب عائلته أي ضرر.

 

وثارت موجة الإتهامات، وكانت إحداها أكثر تداولا، تحدثت عن وقوف قبائل الصبيحة خلف عملية الإختطاف، للمطالبة بتسليم متورطين في حادثة صالة حواء (وسط مدينة تعز)، وقعت مطلع مارس الفائت، وراح ضحيتها شيخ قبلي بارز من أبناء الصبيحة.

 

وسارعت قبيلة الاغبرة، كبرى قبائل الصبيحة الواقعة شمال غرب مضاربة لحج، الى نفي صلتها بواقعة الاختطاف، مشيرةً إلى أنه "ليست من عادات القبيلة اعتراض واختطاف انسان مهما كانت صفته ورتبته القيادية وهو بصحبة عائلته".

 

في الأثناء، لم تفصح السلطة المحلية والسلطات الامنية بتعز عن الجهة المتورطة، في جريمة إختطاف العميد الشميري، لكن منشورا لوكيل المحافظة عارف جامل على صفحته في الفيسبوك، وضع يده على مقدمة خيط، فدعا السلفي ابو العباس، قائد كتائب مدعومة من الإمارات، الدولة الثانية في التحالف، الى التعاون للإفراج عن الشميري.

 

تلى تلك الخطوة، معلومات غير رسمية تتحدث عن ضلوع كتائب ابي العباس، المدعومة من الإمارات باختطاف الشميري، للضغط على السلطات الأمنية للإفراج عن أحد عناصرها، وهو مرتبط بتنظيم القاعدة يدعى " أحمد الصرة".

 

بحسب المعلومات فإن" الصرة" مرافق شخصي للقيادي في كتائب العباس عادل العزي المقرب من الإمارات، وهو أحد ابرز المطلوبين الذين تم القبض عليهم في الحملة الأمنية الاخيرة التي اطلقتها السلطات في مارس وابريل الماضيين، لملاحقة عناصر إرهابية، متورطة بجرائم اغتيالات لأفراد الجيش.

 

وأثارت الحملة الأمنية الكثير من الجدل السياسي، واستهدفت معقل كتائب ابي العباس في المدينة القديمة بتعز بعد اعتراضها من قبل الكتائب التي قاتلت الى جانب المطلوبين، في تكرار لعمليات سابقة كانت ساحتها المربعات الشرقية من مدينة تعز.

 

الحملة التي خاضت معركة مسلحة كبيرة، ونجم عنها سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين ، انتهت بخروج عناصر الكتائب الى منطقة الكدحة إحدى البلدات الريفية غربي المدينة،  حيث تعسكر مجاميع ابو العباس بتكليف إماراتي، ورفضت مرارا أوامر من السلطة المحلية بتسليم مطلوبين بينهم متورطين باغتيال موظف الصليب الاحمر، وإخلاء المدينة القديمة من الافراد والسلاح الثقيل، قبل ان تجبرها الحملة الأمنية على المغادرة.

 

بحسب معلومات "الحرف 28" فقد أسفرت الحملة عن القبض على عدد من المطلوبين، بينهم أحمد الصرة المقرب من عادل العزي القيادي المقرب من الإمارات في كتائب العباس، لكن أهم المطلوبين كان عنصرا عربيا، من تنظيم القاعدة، سعودي الجنسية كان يقاتل في صفوف كتائب ابي العباس، أثناء الحملة الأمنية.

وتبين بعد القبض عليه أنه  كان يقيم مع عائلته في المدينة القديمة، وهو الأمر الذي التزمت حياله  الأجهزة الأمنية بتعز الصمت وترفض الإدلاء بأي معلومات بشأنه.

 

لكن مصادر "الحرف 28"  في العاصمة عدن، قالت إن السلطات السعودية، تحركت بشكل سريع وطلبت من سلطات  تعز تسليم مواطنها السعودي وعائلته، ليتحرك على إثر ذلك رتل من السيارات المصفحة، تقل عناصر أمنية وعسكرية سعودية الى تعز واستلموا العنصر الذي لم يكشف عن هويته، ونقلوه فورا، الى مطار عدن، لتقله طائرة سعودية خاصة الى بلده.

وحاول "الحرف 28" الإتصال بالسلطات الأمنية بتعز للتأكد من صحة المعلومة، لكنها رفضت التعليق.

 

وترجح مصادرنا أن تكون نتائج الحملة قد تسببت، بحرج شديد لكتائب العباس وحلفائها، ما دفعها للإنتقام واختطاف الشميري للضغط من أجل الإفراج عن" الصرة" خازن أسرار القيادي العزي بالاستعانة بعناصر من أبناء الصبيحة، وأختارت المكان في محافظة لحج لإبعاد الشبهة عنها، مستغلة حادثة سابقة بتعز أودت بحياة شيخ بارز من الصبيحة.

 

وأكدت مصادر أخرى أن المتورطين بجريمة اختطاف الشميري، مسلحون سلفيون من أبناء الصبيحة، يرجح أنهم ينتمون لتشكيل مسلح مدعوم من الإمارات وتربطهم، علاقة قوية بالقيادي السلفي ابو العباس.

 

وطبق المعلومات، فإن الخاطفين أبدوا استعدادهم الإفراج عن الشميري، لكنهم يشترطون مبادلته بـ " احمد الصرة" مرافق عادل العزي المتورط بجرائم اغتيالات، ماعزز اليقين بأن كتائب العباس المدعومة من ابوظبي ضالعة بشكل مباشر، في الجريمة وعمدت الى خلط الأوراق باللجوء لعناصر متطرفة من الصبيحة.

 

وتقول مصادر " الحرف 28" إن السلطات الحكومية في لحج وعدن ممثلة بمحافظ لحج اللواء احمد التركي، ووزير الداخلية احمد الميسري، رفضت شرط المبادلة، وأكدت على ضرورة إطلاق الشميري فالتزم الخاطفون بالإفراج عنه وأمهلوا حتى  مساء أمس الثلاثاء، كما كان مقررا، ولم يتم التنفيذ حتى اللحظة.

 

وتفيد المعلومات بأن السلطات خيرت الخاطفين بين الإفراج عن الشميري أو مواجهة حملة أمنية وعسكرية تطوق مكان الإحتجاز للإفراج عنه.

 

كيف تعاملت سلطات تعز؟

وانتقد ناشطون السلطات بتعز، بسبب ما اعتبروه اهمالا لواقعة اختطاف، قائد عسكري، كبير كان له دور بارز في انجاز الكثير من المهام الامنية بالمحافظة.

 

وتقول السلطات في تعز، انها تواصلت مع السلطات المحلية والأمنية في لحج، من أجل التحقيق في الحادثة، والكشف عن مصير قائد الشرطة العسكرية.

 

ووجهت السلطة المحلية، برقية لمحافظ لحج، اللواء أحمد التركي، تطالبه فيها بسرعة الإفراج عن قائد الشرطة، دون اي تعليق على المعلومات التي تؤكد ضلوع كتائب ابي العباس في الواقعة.

 

أما المجلس الأهلي لمديرية مقبنة، وهي مسقط راس العميد الشميري فقط طالب رئاسة الجمهورية والحكومة بالتدخل الفوري لإطلاق سراح العميد جمال الشميري، محملاً السلطة المحلية في تعز مسؤولية الاختطاف ومحاسبة الخاطفين وكشف ملابسات الحادثة.

 

وقال المجلس الأهلي في بيان له، إن "أبناء مقبنة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا لم يكن هناك تحركا عاجلا من قبل الجهات المسؤولة عن سلامة أبناء محافظة تعز، خاصة وأن العميد جمال جزء من المؤسسة العسكرية والأمنية واستهدافه يعني استهدافا لسلطات الدولة وعبثا بالأمن والسلم المنشود".

 

كما نفذ العشرات من أبناء تعز مساء اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية تنديداً باختطاف قائد الشرطة العسكرية بالمحافظة العميد جمال الشميري. مستنكرين صمت السلطة المحلية بالمحافظة وقيادة المحور تجاه قضية اختطاف قائد الشرطة.

 

وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية سلطات محافظتي تعز ولحج بسرعة الإفراج عن العميد الشميري.

 

اقرأ أيضاً:

قيادة الشرطة بمأرب تهدد بالتدخل للإفراج عن "الشميري" وتقول: لن نخضع لأي مساومات

 


Create Account



Log In Your Account