السبت 10 فبراير ,2018 الساعة: 08:48 مساءً
كلّ من يُخبرك أنه كانَ من أنصار فبراير وكفر به، تيقن أنه كان أقرب للنظام من قربه للثورة، ما كان ثائرٌ قط ولم يدرك يوماً معنى النضال، هو رأى الثوار يحتشدون، فصفقّ معهم كان يظنّ الثورة مكان لتوزيع الغنائم، وحين خاب ظنّه عاد ليلعن فبراير، فما من ثائرٍ حقيقي يكفر بنفسه و تهزمه الخُطوب بهذه السُرعة، ليس ثمةَ ثائرُ أصيل يطعنُ حلمه ، ليس مناضلاً ذلك الذي يهوي مع أول تحدي تصادفه الثورة، ولا يصلحُ لابتكار الأحلام من تُفزعه مآلات النضال فيذوي عند أولِ عقبة تواجهه
أما الثوار المهزومين الذين أدركهم العجز باكراً، وذهبوا يلعنون فبراير، فهؤلاء؛ لم يكونوا مؤسسين بما فيه الكفاية؛ كي يخوضوا النضال وصولاً للطلقة الأخيرة، الثائرون الذين أدمنوا حالة القنوط لا يصلحون للمهات النضالية الكبرى، الثائر الحق يشهد الدقائق الأخيرة للنزال بذات الروح المتوثبة والعنفوان الذي رافقه لحظة الخروج الأول...!
الفدائيون يُدركون أفخاخ الأنظمة الساقطة، يعلمون جيدا أن الحُكام المتساقطون لا يستسلمون بسهولة ، ولهذا يعملون بنفسٍ طويلة حتى تقطفَ الثورة أولى عناقيدها، لا يعودون لمقاعدِ الفُرجة والشكوى، لا ينهزمون بسهولة، يعضون على حُلمهم حتى تُنجز الثورة أحلامها، وبهذا ينتصرون وبهذا ينحتون مستقبل الأمم..!
*المقال خاص بموقع الحرف28