الحياة قيمة وموقف
السبت 25 مايو ,2019 الساعة: 04:43 مساءً

الإنسان موقف، والرجولة موقف، والعظمة موقف والبطولة موقف. 

الموقف هو خلاصة القوة ووضوح الرسالة، وسر التغييرات العظيمة التي تحصل للشعوب، تبدأ وتتشكل من مواقف شخصيات استثنائية، اتخذت قرارها دون تردد، تنطلق مثل الرمح دون وجل أو ضجيج أو التفاتات واهية، هنا أو هناك فهدفهم أن ترتفع راية الوطن وتنجز الرسالة. 

هؤلاء، بالضرورة، مثالا للنظافة والنزاهة والتضحية وحسابات الأخذ والعطاء والربح والخسارة لديهم ، تتم بحسابات ترتبط بمشاريع وطنية وحسابات عامة وعلوية المقصد. 

وهؤلاء هم الذين تصان بهم الكرامة وتعيش الشعوب مرفوعة الهامة.

وبجهودهم ودمائهم يجدد الأمل وتحقق طموحات الشعوب.

وعندما يأتي أجلهم، يرحلون مثل الأشجار واقفة، مثمرة، مظلة مثقلة بالعطاء، فتتضح الصورة وينكشف الغطاء.

حياتهم إستثنائية وموتهم إستثنائي، وبرحيلهم يبدأ توهجهم كنجوم تنشطر إلى أكثر من نجم وأكثر من مسار نور، ونوافذ ضوء.

الشهادة لهم ارتقاء، وموتهم عنوان حياة، وروح عالية تتدفق بالعطاء، يستمد منها القوة والإصرار ويتجدد العزم.

هؤلاء لا يمكن أن يرحلوا عن الحياة بطريقة عابرة كما يرحل الناس العاديون. 
نهايتهم استثنائية ومختلفة، يصنعونها هم وينسجوها بخيوط من أشعة الشمس الشارقة.
كلمة كلمة ، وموقف موقف. 

صحيح أنها تحدث حزنا ورجة في النفوس، لكنها ما تلبث أن تتجسد حياتهم مثالا، ودورهم أيقونة، تشد العزم وتصنع النموذج في حياة جنود وطلاب وتلاميذ ومريدون كثر، فتتشكل بنفس الطينة ونفس الروح.

ليبدأ مشوار متجدد وسير متعددة، و شامخة لعظماء لا يشار إليهم بالبنان، ولا يتزاحمون على الأضواء بل ينغمسون بواجبهم ويتماهون مع رسالتهم.

لا وقت لديهم للإهتمامات الصغيرة أو قشور المظاهر الزائفة. 

ربما لا يلتفت إليهم إلا عند رحيلهم العظيم الذي يظهر كوميض شهب خاطفة الأبصار، صاعدة نحو العرش وحدائق الخلود. 

الشهيد بسام مسعود الذي رحل الليلة، أحد هؤلاء الذين يعيشون بيننا بانسيابية عطاء كبير .. دون ضجيج، ثم يبهرنا رحيلهم ...لنعيد قراءة سيرتهم أسفار مجد لا يموت. 

رحمك الله 
وحسبنا الله ونعم الوكيل.


Create Account



Log In Your Account