عن التصعيد الأمريكي الإيراني الأخير
السبت 25 مايو ,2019 الساعة: 12:21 صباحاً

التوترات الأخيرة، بين أمريكا وطهران، لا تمت للحقيقة بصلة، ولا يوجد عداء حقيقي بينهما، بل إن الواقع أثبت للجميع أن العداء الأمريكي الإيراني يثمر نتائج إيجابية، ويحقق إنجازات ومكاسب حقيقية على أرض الواقع لكليهما، بعكس التوترات الشكلية، والتصعيد الإعلامي، الذي تتخللة مناورات بتصريحات شديدة اللهجة، من قبل الطرفان.

 

تنتابني المخاوف من التصعيد الأخير، بين أمريكا وايران، لأن الضحية بالطبع سيكون العرب، وبالذات الخليج العربي، وهم من سيدفع ثمن تدمير بلدانهم.

 

لم تكن ثمه عداوة حقيقية، بين إيران من جهة، وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى، كل مافي الأمر بينهم تبادل مصالح، وكل طرف يحقق فوائد سياسية واقتصادية، من تحركات الطرف الآخر.

 

ومن باب تبادل المصالح بين طهران وامريكا والغرب، فقد دخلت أمريكا العراق، وسلمتها لإيران، وهاهي اليوم امريكا تساند وتدعم تحركات الحوثيين في اليمن، والذين يعدون ذراع إيران في جنوب الجزيرة العربية، وساندت تمكين حزب الله في لبنان، وحافظوا على بشار الاسد لخاطر عيون ايران، كل هذه المنجزات التي تحققت لايران، هي ثمرة العداء الأمريكي الايراني!

 

وبالمقابل استحدمت امريكا التسليح الإيراني، لتهديدات أمن واستقرار الخليج العربي، لابتزازهم وربح الكثير من الأموال الطائلة بحجة حماية الحلفاء، من التهديدات الإيرانية وجنون تسليحها النووي.

 

اليوم تطورت الأحداث، وأصبحت الأوضاع العسكرية متوترة كما نلاحظ، بين طهران وامريكا، بينما الهدف والضحية هو الخليج العربي، والشعوب العربية والإسلامية بشكل عام، حيث ستدار المعركة على الأراضي العربية، هذا إن تطورت الأحداث كما يزعمون، وانفجر الوضع، وتحولت التهديدات والمناورات الإعلامية، الى حرب حقيقية، وكما يقول المثل الشعبي اليمني «الحجر من الأرض والدم من رأس القبيلي»، أي أن التكلفة المالية للحرب والأراضي التي ستندلع عليها المواجهات، لاشك انها ستكون الخليج العربي، وبهذا تكتمل اللعبة، وينهي المتآمرون الغربيون على الشعوب العربية والإسلامية، سيناريو العداء الإيراني الغربي، بنهب أموال العرب، وقتل رجالهم، وتدمير بلدانهم، بحجة الدفاع عنهم، وحمايتهم من التهديدات الإيرانية الخبيثة.

 

بدأت ايران بتنفيذ بعض التهديدات، بضرب أهداف حيوية في كل من الإمارات والسعودية، عبر ذراعها الحوثي في اليمن، لتفتح المجال أمام أمريكا لإدخال بارجاتها التي تحمل قوات وعتاد عسكريين الى الخليج، وعمل قواعد عسكرية في المنطقة، بحجة مواجهة التهديدات الايرانية على الخليج، وحماية حلفائها، لتجني المزيد من الأموال، مقابل الحماية، وردع البعبع الايراني المهدد لأمن واستقرار الخليج.


Create Account



Log In Your Account