أخلِ الساحة أيها الغبي
الثلاثاء 07 مايو ,2019 الساعة: 06:14 مساءً

'أخلِ الساحة أيها الغبي" يافطة رفعها أحد المواطنين في إحدى التجمعات المستقبلة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وحُكم عليه بغرامة مالية 30يورو وإن بُرئ بعد ذلك من المحكمة.

إنها النرجسية التي تضخم الذات وتصبح أعلى من النقد.
تقول موريال ميراك فايسباخ في كتابها المهووسون بالسلطة في تحليل لشخصية الحكام العرب بعد ثورة الربيع العربي " أنهم يحيطون أنفسهم دائماً بالرجال الذين يوافقونهم في الرأي، والمتزلفين والمتملقين كما أنهم يحتاجون إلى الشعور بأنهم محبوبون ويُخشى منهم، ولا يحتملون أي انتقاد وهم عاجزون تماماً عن النظر في إمكان أن ينقلب شعبهم عليهم. ويتوجب الأمر تجنب الأشخاص الذين يظهرون أي حكم مستقل على الأمور، ومن يجرؤ على انتقاد الزعيم النرجسي، أو يُشكك في سلطته، يصبح عرضة للضغط الاجتماعي الهائل".

تلك هي الحاشية التي أنبرت بالأمس، للدفاع عن هيبة الرئيس، بعد أن سخر مقدم برنامج كوميدي من إغتراب السيد الرئيس في دولة تخوض حرباً مع جماعة استعبادية تريد اخضاع البشر وإعادتهم لعصور غابرة.

مقدم برنامج، لم ينم عن أداء وظيفتة، و يترك الناس لمواجهةمصيرهم وحيدون لينجو هو ويعتصم بالفنادق، مقدم برنامج وليس القائد الأعلى للقوات المسلحة!

في رائعة شكسبير "يوليوس قيصر" يقول على لسان أحد المتآمرين على قيصر "لماذا أضحى قيصر طاغية مستبداً؟ إنه ما كان ليصبح ذئباً إلا لأنه رأى الرومان أضحوا نعاجاً".

وياليتة قيصر، إنه هادي وشلة المخلصين في تعذيب أنفسهم بالمهانة والذل.

يقال : يستحيل أن يهب الإنسان نفسه مجاناً، ووفقا لجان جاك روسو، إن الانسان يتخلي طوعاً عن حريتة الطبيعية مقابل الحرية المدنية التي تمنح إمتيازات المجموع إراديا.

إلا أن بعض ثوار ما بعد الربيع العربي، وهبوا أنفسهم مجاناً باتجاه التخلي لصالح الإستبعاد الذهني والنفسي والمادي مقابل وهم الحضوة وفتات المنصب.

"ويصل الكواكبي بأن "الحاصل أن العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل والغباوة، فإذا ارتفع الجهل وتنوّر العقل زال الخوف، وأصبح الناس لا ينقادون لغير منافعهم، "

وحتى يحين ذلك الوقت، لابأس أن يحاكم الربع من شلة الغباوة وطلاب الموائد. 


Create Account



Log In Your Account