أقنعة مكيافيلية
الجمعة 19 أبريل ,2019 الساعة: 08:18 مساءً

هنأت السيدة توكل كرمان، السيدة رضية المتوكل، وتبعها صحفيون محترمون وكذلك ناشطون موقرون، بعضهم من تعز، المدينة التي تقول تقارير مواطنة، أن سكانها يقصفون أنفسهم ولا تعلم مصدر القذائف!

فالراصدون المدعومون بخبراء تحليل أسلحة وخرائط جوجل، لم تسعف راصديها إلا من حيث اعتداءت بيت الجنيد وبيت الرميمة، في أقصي أراضي جبل صبر في مدينة تعز.

 

هو مفهوم الأقليات الذي يصغي اليه المجتمع الدولي وعلى ضوئه يمنح الجوائز .. وفي تقريرها “فصول من جحيم”، توثق منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، عدداً من الوقائع التي سقط فيها مئات المدنيين قتلى وجرحى وتضرر الآلاف منهم، في سياق النزاع المسلح البري، إلى جانب وقائع خروقات القانون الدولي الإنساني من قبل "أطراف النزاع".

 

هكذا يتعاطى المجتمع الدولي بمثل هكذا هلاميات صياغية، أطراف النزاع ، ضحايا النزاع الخ ..بعيداً عن الحق في العدالة المبدئي، وهو تحديد مرتكبي الجرائم ، وبعيداً عن فلسفة أن هذه مهام المحاكم الجنائية الدولية أو أن علينا التطرق للبعد الأخلاقي والإنساني للمنظمات الحقوقية والتي أصبح الكثير منها دكاكين مباشرة للبيع والشراء بالقضايا الوطنية والحقوقية.

 

ومع ذلك قد يكون موقف هذه المنظمة وغيرها مفهوم ومفسر، لكن ما ليس مفهوما ولا مبررا هو التهاني التي تقاطرت على الأخت رضية من أحد "أطراف النزاع" على حد تعبيرها، وفي سريالية سياسية مركبة تجاوزت حد البرجماتية الى الإبتذال الفاقد للحذلقه المعهودة عند الانتهازية السياسية أو الشخصية، تبرع بعض الصحفيين والناشطين بالعمل المدني بقفزة حلزونية، لتهنئة السيدة رضية بموقعها الجديد المؤثر !

 

باختصار نحن في زمن الانحطاط التام، فالرداءة بلا مضامين ذكية تصبح عته، بمعني أن اختيار السقوط لا يجب أن يكون بالمجان، رسالة الى الغير بريئين من المهنئين للشخصية الأكثر تأثيراً في العالم!

 

هي لا تأثير لتأثيرها إلا بقدر حيادها من القضايا الإنسانية وعدائها للسعودية، النغمة التي تستجلب دعم بيرني ساندرز والمجتمع الأوربي والأمريكي بهيئاته المدنية والحقوقية.

 

عموما مبروك لبيرني ساندور وحمد بن خليفة.


Create Account



Log In Your Account