نحن العشاق السريين لصنعاء
الأربعاء 17 أبريل ,2019 الساعة: 08:42 مساءً

لا تغضبوا يا أصدقائي

في صنعاء دنيا كانت مخبأة لنا نحن عشاقها السريين

ليست هذه مساهمة دعائية للحوثي ليتركنا في صنعاء بأمان ، فالمدينة ملك لنا ونحن فقط من يملك شيفرة البوابة في بصمة العيون ، نحن الذين لم نتعرف ذواتنا الا في صنعاء ، كنا قرويين مكتظين بالكتب والتطلعات الساذجة وحد طموحنا وظيفة بوساطة رئيس فرع المؤتمر .

منحتنا صنعاء صوتا وقوة قرار بشأن الأحزاب ، منحتنا مقرات مؤسساتها الصحفية وآذان ساستها وهم يتصلون على غرار ماكان يفعل البركاني الرجل القوي في الحزب الحاكم : خفف علينا يا أستاذنا .

منحتنا صنعاء شخصية وأطرافا حديدية ومكان تحت الشمس ، فكيف نتخلى الآن عن كل الذي نحن عليه ، عن الشجرة التي أسقطت ثمارها في طريقنا على سبيل الود ، الصخرة التي من تمسك بها نجى في محيط متلاطم .

في صنعاء إلى أن تحط اليمامة على كتفي ، إلى أن ترسل الدنوة هكذا : اشتقت إليك ولو ساعة فقط نراك وتعود لحبيبتك ،

أحبك ياذات الألف مئذنة ومائة سوق وسبعة أبواب ، أحب لحظتك هذه وأنا وأنت نتبادل إيمائة مقام الوجد، مثل ابتسامة سرية بين الله وصوفي وجد المعنى وقال : زدني .

في صنعاء بالتصوف وبمزاج الكتابة الحديثة ، نرتدي بنطلوناتنا المنسية ونضع من آخر زجاجة عطر من أيام الهدايا ، نترجل الأرصفة بسحنة عناد ووعود مسائية مرحة ، وفي صنعاء نحن ربطات عنق تحاول انعاش ذاكرتها ، وبالانتظار والحدة والتغابي وترديد المنسي من أغنيات قديمة .

في صنعاء بعيني البردوني وريشة هاشم علي وبعكاز الكهل الجالس يتشمس بباب السبح ،

في صنعاء بغرامنا السري وعنادنا القروي .

في صنعاء بسؤال محمود درويش : لم تهربون وتتركون نسائكم في جوف ليل من حديد ؟

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account