ليبيا: حكومة الوفاق تدعو مجلس الأمن لوقف هجوم حفتر مع احتدام المعارك قرب طرابلس
السبت 13 أبريل ,2019 الساعة: 04:59 مساءً

خلفت المعارك العنيفة التي دارت الجمعة بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وقوات المشير خليفة حفتر في ضاحية طرابلس الجنوبية، عشرات القتلى وآلاف النازحين.

 

واحتدمت المعارك في ضاحية السواني على بعد 20 كلم جنوب طرابلس ما دفع بعشرات الأسر إلى مغادرة مناطق القتال، بحسب مصدر أمني. حيث نزح أكثر من 9500 شخص جراء المواجهات في ضواحي طرابلس نصفهم في اليومين الماضيين، كما أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الجمعة.

 

ودعت حكومة الوفاق مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوقف هجوم حفتر، معربة عن أسفها لانقسام المجتمع الدولي حول ليبيا. وقال محمد طاهر سيالة، وزير الخارجية في حكومة الوفاق، للصحافيين "نريد تدخلا سياسيا وليس عسكريا".

 

وفي نيويورك طلبت الأمم المتحدة الجمعة بـ"هدنة إنسانية" تؤدي لوقف المعارك في محيط طرابلس لتسهيل خروج المدنيين وتقديم مساعدة للمحتاجين إليها. وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك للصحافيين إن "المعارك مستمرة.. هناك استخدام متزايد للمدفعية الثقيلة التي يمكن أن يكون لديها عواقب كارثية خصوصا في المدن".

 

وتابع دوجاريك "المعارك تمنع المدنيين من الهرب. شاهدنا استهداف طواقم طبية وسيارات إسعاف وهذا أمر غير مقبول بتاتا"، مطالبا "بهدنة إنسانية ليتمكن المدنيون من المغادرة بأمان ولنقل مساعدات".

 

كما دعا الاتحاد الأوروبي في بيان الجمعة "كل الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية". وأضاف البيان "على الجيش الوطني الليبي وكافة القوات التي انتشرت في طرابلس أو ضواحيها الانسحاب واحترام كل الهدنات التي دعت إليها الأمم المتحدة".

 

وقال سيالة "نأمل أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من أن يوقف القوات التي تهاجم العاصمة وأن يقنع الدول التي تدعمها بتغيير موقفها". وبحسب الوزير الليبي فإنه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يدعو قوات حفتر إلى "الانسحاب إلى المواقع التي كانت فيها قبل الهجوم" على طرابلس. مضيفا "عندما يحصل ذلك ستتوقف القوات التي تدافع عن العاصمة" عن القتال.

 

فرنسا تنفي معرفتها مسبقا بالهجوم على طرابلس

وفي باريس قالت الخارجية الفرنسية إنها "تتحدث مع كافة أطراف" النزاع الليبي، من دون أن تؤكد معلومات لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية أفادت بأن حفتر أوفد مبعوثين إلى باريس قبل ساعات من شن حملته العسكرية على طرابلس. وصرحت متحدثة باسم الوزارة "على غرار شركائنا، نتحدث مع كافة أطراف النزاع في ليبيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار". وأضافت "لم يتم إبلاغنا بالحملة على طرابلس التي نددنا بها على الفور".

 

ومنذ 4 نيسان/أبريل يشن حفتر، الرجل القوى في شرق ليبيا والذي يطلق على قواته اسم "الجيش الوطني الليبي"، هجوما على العاصمة الليبية حيث مقر حكومة الوفاق. ويأمل حفتر المدعوم من سلطات مقرها في الشرق وغير معترف بها دوليا، أن يوسع نطاق سيطرته التي تشمل حاليا شرق البلاد وقسما كبيرا من جنوبها إلى الغرب الليبي الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق.

 

في المقابل تقاوم القوات الموالية لحكومة الوفاق وتؤكد عزمها على شن هجوم مضاد.

 

وبعد مباحثات مطولة وافق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الخميس على إعلان دعا "الجيش الوطني الليبي" إلى "الانسحاب" من العاصمة وكذلك قوات أخرى أتت من مناطق أخرى للقتال. ورغم هذا النداء احتدمت المعارك الجمعة على عدة جبهات في الضاحية الجنوبية للعاصمة خصوصا عين زارة ووادي الربيع والسواني.

 

وفي بلد غارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 تخشى المنظمات الدولية من أن يدفع المدنيون مرة أخرى ثمن أعمال العنف. وقتل عشرات الأشخاص منذ 4 أبريل/نيسان وأصيب أكثر من 300 بجروح، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية الجمعة.

 

 المصدر : أ ف ب


Create Account



Log In Your Account