عن ماذا تريد الشعوب العربية من الثورات؟
الخميس 11 أبريل ,2019 الساعة: 03:37 مساءً

سقط البشير وسقط بوتفليقة وقبله سقط القذافي وبن علي ومبارك وصالح، سقطوا بهمة الشعوب كمستبدين وضحايا أيضا لثقافة متجذرة عند الشعوب العربية.

 

استطاعت الشعوب أن تحدث فراغا في السلطة وتسقط الدكتاتور، لكنها لم تستطع تنقية الأجواء واستئصال المرض!

ولم تستطع بعد، كيف تملأ الفراغ ولا كيف تحدث تحولاحقيقيا في طريقة حل معضلة الحكم، لأن ترسبات الإستبداد والتفرد ما زالت عالقة حتى عند دعاة التغيير ولم يصل الثوار إلى فلسفة واضحة لمعاني الحرية والعدالة وتنفيذ معنى إرادة الشعوب والدفاع عن معايير وليس أهواء.

 

نحتاج إلى موجة أخرى أو موجات من الوعي والثورة المتداخلة، لإيجاد نظام جديد وثقافة جديدة وراسخة

وشكل جديد يفرض التبادل الديمقراطي والرقابة الشعبية والدفاع عن مبادي وقيم عامة مثل النزاهة والإنصاف والعدالة وتطبيق القانون ومحاربة الفساد وتجريم التعصب ضد هذه القيم والمصلحة العامة.

 

وهذه هي المرحلة الأصعب وتبدأ بالتخلص من ركام الإستبداد وثقافته في الذات الفردية و الجمعية للشعوب.

 

ربما نحتاج إلى أجيال كي نصل إلى هذا المستوى.

 

المهم أن تبقى الشعوب حية تتحرك إلى الأمام، باحثة عن الهدف الذي ينمو بالوعي، بأهمية المصلحة العامة والوصول إلى رؤية واحدة لشكل ومعنى المصلحة العامة،

وأن لاتتعدد التفسيرات لمعاني مثل الشراكة والتبادل السلمي للسلطة ومحاربة الفساد ومعايير الديمقراطية

لأن هذه الأهداف، يفسدها حالة كل يغني على ليلاه، فالشعوب لا تصلح والتغيير المنشود لا يحدث إلا بمعنى وطني واحد وواضح وليلى واحدة!

 

وجه واحد ودولة واحدة بملامح وأسس محددة، يعمل من أجلها الجميع ويغني لها الجميع نشيد وطني واحد.بعيدا عن الترسبات التفردية والأنانيات القاتلة والعقد الصغيرة.


Create Account



Log In Your Account