ضبط 2 متهمين باغتيال الضابط المخلافي، من أفراد ابو العباس، والشرطة تؤكد ملاحقة البقية
الإثنين 18 مارس ,2019 الساعة: 11:29 مساءً
تعز - خاص

عاد الهدوء الى مربعات الأحياء القديمة من تعز جنوب المدينة عقب اشتباكات مع مطلوبين متهمين بإغتيال أحد ضباط اللواء 22 ميكا في الجيش الوطني، يتبعون كتائب ابو العباس، المدعوم من الإمارات.

 

واغتال مسلحون ظهر اليوم الإثنين المقدم عبدالله مقبل المخلافي قائد إحدى سرايا اللواء 22 ميكا ومرافقه، فيما اصيب نجله، وسط مدينة تعز جنوب غربي البلاد.

 

وهذه أول عملية اغتيال لضابط منذ أشهر وسط المدينة، وأول اشتباك مسلح تشهده تعز عقب وصول المحافظ الجديد نبيل شمسان لأداء مهامه في المدينة أمس الأحد.

 

وقالت مصادر عسكرية وامنية لـ" الحرف 28" إن مسلحين يتبعون القيادي المقرب من ابو العباس يوسف الحياني، هم في نفس الوقت أفراد في كتائب القيادي السلفي الموالي للإمارات ، قاموا بإرداء الضابط المخلافي ومرافقه بإطلاق الرصاص عليهما عندما كانا يستقلان سيارة متوقفة في المركزي بشارع جمال وسط المدينة، وأصيب في العملية نجل الضابط المخلافي ونقل الى المستشفى في حالة حرجة.

 

وحسب رواية مصدر عسكري مسؤول فإن المسلحين لاذوا بالفرار الى الخط الدائري المحيط بقلعة القاهرة وتم ملاحقتهم ومحاصرتهم هناك من قبل الحملة الأمنية مسنودة بالجيش، فاضطر إثنان منهم لتسليم نفسيهما، أحدهما مصاب.

 

وطبق المصدر فإن عددا من المتورطين بعملية الإغتيال، مازالوا موجودين أسفل جامع الشيباني تقاطع حي السواني والجمهوري جنوب المدينة بكامل عتادهم، وأحدهم يحمل جهاز لاسلكي، وكان يوجه آخرين عبر الجهاز" بالبقاء في أماكنهم حتى تأتي أوامر بالإنصراف".

 

وحصل الحرف 28 على أسماء المشاركين في عملية الإغتيال، بحسب مصدر أمني، تعتبرهم السلطات المطلوبين الرئيسيين وهم : علاء الهاجسي ، محمد المطري، وهيب حزام ، رسيان محمد الأديمي ، محمد كامل البرام وقد سلم اثنان منهما وهما وهيب حزام ورسيان الأديمي، نفسيهما الى ضابط الأمن في شرطة تعز المقدم نبيل الكدهي.

 

وأكد الإعلام الامني، في بيان وزع في وقت متأخر مساء اليوم انتهاء الاشتباكات المسلحة، والقبض على عنصرين من المشاركين في الاشتباكات، مؤكدا استمرار ملاحقة المتورطين في الاغتيال.

 

وقال بلاغ الشرطة إن "الإجراءات القانونية فيما يخص اغتيال أحد ضباط الجيش و مرافقه ظهر اليوم تسير بالتوازي مع الحملة الأمنية من خلال التحريات والتحقيقات المستمرة لكشف تفاصيل الجريمة والوصول لكافة المتورطين".

 

ووجهت الأجهزة الأمنية الدعوة لجميع أبناء المحافظة الالتزام بالنظام والقانون، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستتخذ كافة التدابير والإجراءات الصارمة لضبط كل من ثبت تورطه بأحداث اليوم وتقديمهم للعدالة.

 

كما شددت على أنها ستتصدى لأي اختلالات أمنية بقوة وحزم، مؤكدة عدم تهاونها في التعامل مع كل من يتسبب بإقلاق السكينة العامة وإثارة الفوضى في المدينة، مهيبة بجميع "ابناء المحافظة التعاون معها في ضبط الأمن، والإبلاغ عن المجرمين".

 

اقرأ أيضاً:

مقتل ضابط برصاص مسلحين وسط تعز ولواء عسكري يحذر

 

كما جددت الشرطة " دعوتها لكل القيادات العسكرية والمدنية للتكاتف وبذل المزيد من الجهود في سبيل ضمان تحقيق السلامة المجتمعية، ومكافحة الجريمة والقبض على المجرمين والقتلة، و استتباب الأمن ، و التغلب على ظاهرة السلاح المنفلت، وتحقيق الاستقرار".

 

وكان بيان اللواء 22 ميكا صدر على خلفية اغتيال احد ضباطه " دعا كافة السلطات الرسمية في المحافظة إلى القيام بواجبها تجاه هذه الجريمة الخطيرة وكل الجرائم الإرهابية، وتوجيه الجهات الأمنية إلى القيام بدورها على أكمل وجه والقاء القبض على القتلة وايصالهم للعدالة

 

وشدد اللواء 22 ميكا في بيان له، على ضرورة الإسراع في مواجهة خطر الجماعات الإجرامية قبل خروج المحافظة عن السيطرة وما يمثل الانزلاق إلى هذا الوحل من تبعات على مستقبل المحافظة.

 

وجاءت واقعة تصفية الضابط المخلافي، لتعيد جرائم اغتيال ضباط الجيش في تعز الى الواجهة، عقب هدوء وانتهاء شبه تام للظاهرة، منذ أشهر عندما نجحت حملة امنية مسنودة بالجيش العام الماضي في طرد عناصر وصفت بالإرهابية من المربعات الشرقية للمدينة.

 

وجوبهت الحملة الامنية بالسلاح من قبل كتائب ابي العباس المحسوبة على اللواء 35 والمدعومة مباشرة من الإمارات، قبل ان تعود الكتائب للخضوع للحملة الأمنية واخلاء تلك المناطق، وتوجيه معظم افرادها الى مناطق ريفية في مناطق الكدحة غربي المحافظة وضواحي مدينة التربة جنوب تعز.

 

ورغم أن بعض الروايات أرجعت واقعة الاغتيال الأخيرة للضابط المخلافي الى عملية ثأر، على ذمة مقتل أحد افراد الكتائب واصابة شقيق القيادي المقرب من ابي العباس يوسف الحياني قبل قرابة شهر، في اشتباك مع مسلح يدعى " علومي" في احد اسواق القات بتعز، إلا أن مصادر قالت للحرف 28 إن الضابط المخلافي لا يمت بصلة للمسلح المذكور، وأن المدعو "علومي" كان من أفراد ابو العباس.

 

وتقول مصادر خاصة إن مدينة تعز وبعض مديرياتها الريفية، شهدت في عهد المحافظ السابق امين محمود عقب مغادرة معظم افراد كتائب ابو العباس خارج المدينة مع احتفاظها بمقرها الرئيسي، توزيعا كثيفا للأسلحة، شاركت فيها قيادات محسوبة على المؤتمر الشعبي العام.

 

ومن ضمن هذه القيادات، يوسف الحياني الذي أصبح مقربا من ابي العباس، بعد تنسيق مع الإمارات وطارق صالح، ما دفع المؤتمر الشعبي الذي يترأس فرعه بمحافظة تعز، عارف جامل وكيل المحافظة الى إصدار بيان يعلن عدم مسؤوليته عن أي تصرف أو توزيع للسلاح خارج سيطرة الشرعية ومؤسسة الجيش.


Create Account



Log In Your Account