الأحد 17 مارس ,2019 الساعة: 10:42 صباحاً
صحف
تبين أن شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر والأوسع انتشاراً في العالم “فيسبوك” تعمل على إنتاج التكنولوجيا الأخطر على الإطلاق والتي ستجعل المستخدمين بكل معلوماتهم في قبضة يد الشركة، في الوقت الذي لا يزال الجدل محتدماً حول حجم انتهاك الخصوصية التي تقوم به شبكة “فيسبوك” وكيف يتم استثمار معلومات وبيانات المستخدمين في مجالات لم يوافقوا عليها.
وكشف تقرير جديد أن شركة “فيسبوك” تعمل حالياً على تطوير تقنية قد تتيح قراءة ما يدور في عقل المستخدمين من أفكار، وهي أحدث حلقة في عالم انتهاك الخصوصية الذي تقوم به الشبكة.
وشرح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة بالتفصيل كيف يجري البحث حالياً عن “واجهة تجمع بين العقل والكمبيوتر” وذلك خلال مقابلة مع الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة هارفارد جوناثان زيترين.
وحسب التقرير الذي نشره موقع “Wired” المتخصص بالعلوم والتكنولوجيا ففي المستقبل القريب سيسمح هذا النظام للمستخدمين بالتفاعل مع بيئات الواقع المعزز باستخدام العقل فقط، حيث لن تكون هناك لوحات مفاتيح أو شاشات تعمل باللمس أو إيماءات يدوية.
وهذا المفهوم الذي يتخيله زوكربيرغ، سيسمح للمستخدمين بالتنقل في القوائم أو نقل الأشياء من صفحة إلكترونية إلى أخرى أو حتى كتابة الكلمات باستخدام عقولهم فقط، ودون أي حاجة لليدين.
وأوضح الموقع الذي نشر التقرير أن المستخدمين سيرتدون جهازا يشبه غطاء الاستحمام على رؤوسهم، وهو قادر على التقاط تدفق الدم ونشاط الدماغ والأفكار، وهذا ما يكوّن بيانات يمكن قراءتها إلكترونيا، بالإضافة إلى تحويلها إلى أنشطة فعلية.
ويتم دعم هذه التكنولوجيا من خلال حقيقة أن الباحثين يمكنهم بالفعل اكتشاف ما إذا كان المستخدم يفكر في شيء معين بشكل خاص من خلال النظر في نشاطه العصبي.
ويزعم زوكربيرغ أن جهاز القراءة الذهنية سيجعل من الأسهل بكثير على البشر التفاعل مع التكنولوجيا “فالطريقة التي تعمل بها هواتفنا اليوم، وجميع أنظمة الحوسبة، المُنظمة حول التطبيقات والمهام، لا تعكس في الأساس طريقة عمل أدمغتنا وكيفية تعاملنا مع العالم، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلتني متحمسا لفترة طويلة حول أشياء خاصة مثل الواقع المعزز، لأن ذلك سيعطينا منصة أعتقد أنها في الواقع طريقة تفكيرنا في الأشياء”.
ونفى أن تكون هناك أي آثار أخلاقية محتملة قد تنشأ عن الجهاز، مشيرا إلى أنه سيتعين على المستخدمين الموافقة على المنتج.
وفي عام 2017 خصص زوكربيرغ مبلغ 50 مليون دولار من أمواله الخاصة لشركة “Chan Zuckerberg Biohub” لدعم تطوير عمليات زرع في الدماغ بهدف قراءة ما يدور في العقل.
وعلى الرغم من أن عمليات الزرع هذه ستستخدم فقط في التطبيقات الطبية، إلا أنه من الممكن أن يكون لها استخدامات أخرى أيضاً.
وفي العام نفسه، كشفت فيسبوك عن بحث جديد حول هذه التكنولوجيا من شأنه أن يتيح للمستخدمين “الكتابة مباشرة باستخدام عقولهم”.
وكشف زوكربيرغ أن “فيسبوك” تعمل على تطوير نظام يتيح الكتابة مباشرة من العقل بمعدل أسرع بمقدار 5 مرات مما يمكنك كتابته على هاتفك اليوم، مشيرا إلى أنه يرغب في تحويل هذه الفكرة إلى تقنية يمكن ارتداؤها.
يشار إلى أن العلماء ينشغلون منذ سنوات في ابتكار تكنولوجيا تقرأ الأفكار في الدماغ، لكن هذه هي المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن مثل هذه التكنولوجيا من قبل شبكة تواصل اجتماعي، ما يعني أنها ستكون متاحة لكل المستخدمين في العالم، وستصبح شائعة شيوع “فيسبوك” وشيوع شبكات التواصل.
وفي العام 2018 أعلن علماء أمريكيون أنهم طوروا آلة قراءة ذهنية تترجم أفكار الأشخاص وتعرضها بشكل نصي على الفور وبدقة تصل إلى 90 في المئة أو أكثر.
وتعمل الآلة من خلال تفسير الحروف الساكنة في دماغ الانسان، ويُعتقد أنها قادرة في يوم من الأيام على مساعدة المرضى، الذين يعانون من ظروف لا تسمح لهم بالتحدث أو التنقل، حسب ما نشرت صحيفة “دايلي ميل”.
وتقوم الآلة، التي طُورت في جامعة كاليفورنيا بتسجيل وتحليل تركيبة حروف العلة والحروف الساكنة، التي نستخدمها عند بناء جملة في عقولنا. وتُفسر هذه الجمل على أساس الإشارات العصبية، بحيث يمكن ترجمتها إلى نص بشكل فوري.
ولاحقاً لذلك قال علماء أمريكيون إنهم تمكنوا من تطوير آلة تقرأ ما في الدماغ وتحوله إلى كلام محكي أيضاً، وليس فقط الى نصوص مكتوبة، حيث حسب المعلومات التي نشرتها جريدة “دايلي ميل” البريطانية فان العلماء اختبروا بنجاح آلة يمكنها قراءة ما يجول بالعقل وتحويل الأفكار إلى خطاب، مشيرين إلى أن هذا الاختراق يوصف بأنه “تغيير للحياة” بشكل كامل بالنسبة لأولئك الذين لم يعودوا قادرين على التواصل مع الآخرين.
ويقدم هذا النظام أملا للمصابين بالشلل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية أو حادث ما، للتواصل مع الأصدقاء والأقارب، على الرغم من عدم القدرة على الكلام.