باحثون أتراك يطوّرون تقنية للحد من مخاطر عمى "الجلوكوما"
الجمعة 15 مارس ,2019 الساعة: 10:40 صباحاً
صُحف

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا تحدثت فيه عن نجاح باحثين أتراك في جامعة البوسفور في تطوير تقنية تُساعد في الوقاية من الجلوكوما أو الماء الأزرق، التي تُعد من أهم مُسببات العمى، ومن الأمراض التي يُمكن الوقاية منها.

وقالت الصحيفة، إن عدد المصابين بمرض الجلوكوما حول العالم يتجاوز 70 مليون شخص، وهم يُعانون من خطر فقدان بصرهم، كما أن نصفهم لا يعلمون بإصابتهم بالمرض، وذلك بحسب البيان الذي نشرته الجامعة على موقعها الرسمي.


ومن المتوقع أن يصل عدد المرضى إلى 110 ملايين شخص بحلول سنة 2040، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الشيخوخة في العالم.


وتجدر الإشارة إلى أن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأولئك الذين تتجاوز أعمارهم 40 سنة، هم من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض الجلوكوما، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.


عدسة لاصقة


وذكرت الصحيفة أن البروفيسور جونهان دوندار، والبروفيسور أردا دينيز يالتشنكايا من قسم الهندسة الإلكترونية والكهربائية، بالإضافة لفريق عمل من طلبة الدكتوراه يترأسه أوزغور كايا من قسم الهندسة الطبية، قد عملوا على تطوير عدسة لاصقة تستطيع متابعة الضغط الداخلي للعين وتزويد المريض والطبيب بالتطورات على الدوام، من أجل متابعة ضغط العين الذي يُعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالجلوكوما. وقد أطلقوا على هذه العدسة اسم "عدسة جلاكو".

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور جونهان دوندار أن مرض الجلوكوما يتطور ببطء، ولهذا السبب لا يستطيع غالبية المرضى إدراك إصابتهم بالمرض حتى بعدما يضيق مجال الرؤية لديهم. ويكمن الخطر في أنه لا يُمكن تلافي موت الخلايا العصبية في العين المعرضة للضغط، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية في حال تأخر البدء بعلاج الماء الأزرق أو الجلوكوما.


وأضاف البروفيسور أن العملية الجراحية تساهم في إزالة المياه الزرقاء من خلال فتح قناة في العين من أجل تقليل الضغط، ولكن هذه القناة قد تُغلق مجددا بمرور الوقت ليرتفع ضغط العين مجددا، ولهذا السبب يُعتبر مرض الجلوكوما مرضا مزمنا ويتطلب متابعة دورية.

وأوردت الصحيفة أن البروفيسور دوندار أشار إلى أن تطوير تقنية تساعد في متابعة ضغط العين على مدار 24 ساعة سيُساعد الأطباء كثيرا في متابعة حالة مرضاهم. ويتمثل الهدف من ابتكار هذه العدسة في منع تطور وتقدم مرض الجلوكوما، الذي قد يسبب العمى في نهاية المطاف.

وفي حديثه عن فوائد هذه التقنية، بين البروفيسور دوندار أن الأجهزة الحالية المتوفرة لمتابعة ضغط العين لا تقدم تقييما ومعطيات كافية للأطباء لا سيما أثناء النوم. لكن بإمكان هذه العدسة اللاصقة قياس ضغط العين على مدار اليوم، بما في ذلك خلال ساعات النوم.


وتستطيع هذه التقنية الجديدة تقديم معطيات لم يكن بإمكان الأطباء الحصول عليها من قبل، وهو ما يعني أنها ستكون مفيدة جدا للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالعمى.

وأكّد البروفيسور أن العالم اليوم يتجه نحو التركيز على التشخيص المبكر، وهناك من يعمل على الذهاب لمرحلة ما قبل التشخيص المبكر حتى، التي تعنى بدراسة احتمالات الإصابة بالأمراض لدى الأشخاص، ويأتي كل ذلك في إطار الطب الوقائي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أردا دينيز يالتشنكايا تحدث عن معطيات العمل على هذا المشروع، الذي يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية؛ العدسة اللاصقة التي تستطيع قياس ضغط العين، والقطعة الإلكترونية التي تستطيع نقل هذه المعطيات باتصال لاسلكي، والبرمجة الخاصة بها. وأوضح يالتشنكايا أنهم حصلوا على الدعم من عدة جهات من أجل إتمام هذا المشروع الذي انطلق العمل عليه في شهر شباط/ فبراير سنة 2017.

وتوضيحا للخطوات القادمة لهذا المشروع، أشار البروفيسور يالتشنكايا إلى أن الحصول على الشهادات والتراخيص العالمية يعتبر الأولوية القادمة. وفيما بعد، سيجرى الفحص المختبري لهذه التقنية خلال مدة أقصاها أربعة أو خمسة أشهر، ومن ثم، إجراء تجارب حية على الحيوانات، قبل الوصول للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة الفحوصات في العيادات.

وأضاف يالتشنكايا أن هذه التقنية لا تقوم بقياسات يدوية، وإنما تجمع المعطيات حول ضغط العين على مدار الساعة بصورة تلقائية، وهذا سيوفر الكثير من الجهد بالنسبة للمرضى والأطباء على حد سواء. وستكون تكلفة هذه التقنية منخفضة مقارنة بنظيراتها من التقنيات اليدوية.

ونقلت الصحيفة عن الباحث أوزغور كايا أن العدسة اللاصقة ستقوم بمشاركة المعلومات التي تجمعها من خلال جهاز صغير محمول سيكون أخف وزنا من أجهزة الجوال. وأوضح كايا أن هذه التقنية ستساعد في تقليل التماس المباشر بين المرضى والأطباء، حيث يعاني الكثير من المرضى من حالة من الخوف والقلق عندما يتواصلون مع الأطباء بصورة مباشرة، وهو ما يُعرف "بتأثير اللباس الأبيض للأطباء".

وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن إجراءات فحص فعالية التقنية ستكون من خلال الحصول على الشهادات الدولية اللازمة بهذا الخصوص، وإجراء الفحوصات على الحيوانات وبعد ذلك على الإنسان، من أجل إثبات فعاليتها وعدم ضررها على جسم الإنسان، قبل البدء باستخدامها بشكل عام من قبل الأطباء والمرضى، وذلك حسب الباحث أوزغور كايا.

ترجمة عربي21


Create Account



Log In Your Account