الناتج الطبيعي في سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية على "حجور" ربما لم يكن متوقعاً، وبالمقابل أيضاً لم يكن مفاجئاً البتّة لأن أدوات القوة الحوثية عسكرية أو إعلامية أو شعبية كتواصل ميداني وأخرى كانت الأكثر تفوّقاً ربما لكون "حجور" عاشت أقسى لحظاتها التاريخية للاستماتة المقاومة كدفاع هجومي، كما عاشت أوحش حالات العزلة التي فرضتها عليها الحوثية كعدوان أو الشرعية بتجاهلها المخجل إلاّ من ثمّة تصريحات فجّة بل خجولة جداً لا تسمن ولا تغنِ من جوع، بل ربما كانت بإعلانها التّبجحي عن تحريكها لثمان كتائب قتالية من مناطق ومحاور عسكرية مختلفة أكثر منها دعائية جعلت الحوثي يعزّز بقوة تعادل كتائب الشرعية الوهم بعشرات المرّات مع أن الواقع في "حجور" نفى وصول هذه الكتائب شكلاً ومضموناً، رغم أن أمر تحريكها لفك الحصار عن "حجور" المخدوعة مشفوعاً بوثيقة مسربة من القيادة والسيطرة للجيش الوطني، ما أحدث شرخاً في ثقة الجيش أولاً بنفسه وأيضاً بقيادته وثالثهما فقد كل ثقته في "حجور" التي لا تؤمن بالتكتيكات الوهم للشرعية كما لا تؤمن أبداً بالحوثي سوى أنه عدوان إرهابي هو الوحيد يعلم نسبية ضعف الشرعية وخذلانها ليس لحجور فقط لكن قبله في "تعز" وغيرهما، ما جعله يخوض المعركة للسيطرة على "حجور" وهو أكثر اطمئناناً.
وبقدر ما خسرت "حجور" جولة للحرب لكنها اكتسبت الكثير وسجلت موقفاً شهد له العالم دون أي اكتراث يُذكر لحجم الهجوم الوحشي الإرهابي الحوثي قياساً باستماتتها المذهلة في وجهه البغيض، أو بتغاضيها عن مواقف الشرعية البائس والذي ربما أسندها التحالف بسلاحه الجوي المكثّف والذي لم يغِب تقريباً أو بإمداداته الطبيّة أو الحربية أو أخرى لكن دون تحريك قوات رسمية مدرّبة على الأرض يصبح كل ذلك مضيعة للوقت، برغم أن جبال ومناطق "حجور" كجغرافيا مناعية "هجومية أو دفاعية" مُتاحة لإقامة فرقة عسكرية وليس كتائب بعدد الأصابع، لكنها إرادة الحسم هي الأكثر غياباً من ذهنية الشرعية "الفُندقية".
فلتستعد "حجور" لجولة قادمة من المشاورات أو المفاوضات في أي دولة من دول العالم كي تُدوّل ولكن كورقة خائبة بيد دهاقنة الشرعية السياسيين تحديداً والذين ينتظرون على أمل هكذا أوراق دفع أهلها ومناطقها الثمن أرواحاً وضحاياً ومكتسبات مادية وكرامة قد انتهكت من جميع الأطراف بما فيهم جيوش الشرعية الجرارة التي تفوق المعقول.