منظمة دولية تحذر من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون في "حجور" و "الحشا"
الإثنين 11 مارس ,2019 الساعة: 07:49 مساءً
متابعات

حذّرت منظمة سام للحقوق والحريات، من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في كل من منطقتي "حجور" بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، و"الحُشا" في محافظة الضالع (جنوبي اليمن).

 

وأوضحت "سام" ومقرها جنيف، في بيان صحفي صباح اليوم الإثنين أنّ تلك الجرائم والانتهاكات أدت حتى اللحظة إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن هدم أكثر من 17 منزلاَ في منطقة "حجور"، منها 13 منزلاً بقرية "التامرة"، إضافة إلى تفجير مسجد ومدرسة وتضرر مئات المنازل بسبب القصف ، وتهجير ما يزيد عن 2700 أسرة.

 

وقالت "سام"، إنّ الانتهاكات في منطقة "حجور" بدأت عندما قصفت ميليشيا الحوثي في العاشر من يناير الماضي 2019، قرية "شليله" بصاروخين من نوع "كاتيوشا، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين نصفهم نساء، وجرح 5 آخرين.

 

وفي السادس والعشرين من يناير، قصفت ميليشيا الحوثي مخيماً للنازحين من قرية “شليله”، بصاروخ أسفر عن مقتل 8 مدنيين، وجرح ما يقارب 24 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

 

وبيّنت “سام” أنّ مليشيا الحوثي شنت في بداية شهر فبراير هجوماً شاملاً ، من ثلاث جهات ، على منطقة "حجور" مستخدمة كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات ومدافع الهاون، والصواريخ البالستية.

 

وقالت منظمة "سام" إن مليشيا الحوثي أطلقت 3 صواريخ بالستية في الرابع والخامس من آذار/مارس الجاري، من منطقتي عبس الساحلية ، وجبل حديد في مديرية خيران المحرق، على منازل المدنيين، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، ونزوح أكثر من 2000 أسرة إلى مناطق أكثر أمناً، منهم 425 أسرة لجأت إلى القرى المجاورة، و225 أسرة إلى المدارس، في حين نزحت بقية الأسر إلى محافظتي "صنعاء" و"عمران" والمديريات المجاورة في محافظة “حجة”، وتعرض نازحون للقصف بطيران التحالف أثناء نزوحهم ما تسبب بمقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

وذكرت أنّ ميليشيا الحوثي فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على المنطقة، ثم قامت بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عنها، سعياً منها – فيما يبدو – إلى التكتيم على جرائمها، ومنعت مليشيا الحوثي دخول المواد الإغاثية والأدوية للسكان المحاصرين في قرى حجور المحاصرة، حيث أنشأت نقاط تفتيش مسلحة على المداخل الشرقية من جهة “قفلة عذر عمران”، وأخرى من الجهة الجنوبية من منطقة “أفلح الشام”، وثالثة من الجهة الغربية على مدخل “مستبا”.

 

وقالت إنّ العمليات العسكرية المستمرة أدت إلى تعطيل الحياة العامة، حيث توقفت الحركة التجارية في أغلب أسواق المنطقة، مما ضاعف من معاناة السكان، إضافة إلى تعطل العملية التعليمة في أغلب مدارس المنطقة، حيث توقفت أكثر من 100 مدرسة عن التعليم، إما بسبب القصف أو تحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين.

 

ولفتت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أنّ انتقام مليشيا الحوثي بشكل واسع من الخصوم من خلال تفجير منازلهم، وإحراق مزارعهم ومواشيهم، واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، ما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها والآمرين بها.

 

وذكرت "سام" أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة "حجور"، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.

 

وأشارت "سام" إلى أنّ منطقة "الحُشا" في محافظة الضالع وسط اليمن، تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث قتل 8 مدنيين، وجرح أكثر من 30، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين وإغلاق 4 مدارس ما تسبب في حرمان 1500 طالب من الدراسة.

 

ويحسب المنظمة فقد تسبب القصف في نزوح 700 عائلة من قرى سناح، قعطبة، الفاخر والزقمة إلى مناطق أقل خطرا.

 

وذكرت "سام" أنّ ميليشيا الحوثي سيطرت في ٨ شباط/فبراير، على قرى "النجد" و "المحرم"، وفجروا منزل يعود للمواطن "عبد الجليل احمد الحذيفي"، بعد نهب محتوياته، وإطلاق النار عليه وترويع النساء والأطفال، إضافة إلى تفجير بعض المحال التجارية، ونهب المواشي.

 

من جهته أعرب المحامي توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، عن قلقه من معلومات تتحدث عن انتهاكات مروعة ترتكب بحق المدنيين بما فيها الإعدامات الميدانية، التي تأتي ضمن عملية عسكرية يشنها الحوثيون للسيطرة على المنطقة.

 

واستنكر "الحميدي" صمت المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث"، الذي لم يعلن عن موقف واضح مما يجري في منطقة "حجور"، وهي أفعال تهدد اتفاقية "استكهولم"، وتنذر بفشل مهمة المجتمع الدولي في اليمن.

 

ودعت "سام" لجنة التحقيق الأممية التابعة لمجلس الأمن و مجلس حقوق الإنسان إلى النزول الميداني إلى منطقة  " حجور "و  متابعة وتسجيل الانتهاكات عن كثب، والضغط على مسلحي الحوثي باحترام قواعد القانون الدولي وتجنيب المدنيين ويلات الصراع الدائر.

 

وطالبت "سام" كافة الأطراف المتحاربة في اليمن والمجتمع الدولي بضرورة تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإنسانية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، لا سيما الأطفال والنساء منهم.

 

وجددت "سام" مطالبتها للمنظمات الإغاثية بضرورة التدخل العاجل لإغاثة المدنيين النازحين من منطقتي "الحشا"، و "حجور" و"كشر"، في شمال اليمن، حتى لا تتفاقم المعاناة الإنسانية بصورة أكبر.

 


Create Account



Log In Your Account