الطريق الدائري للتاريخ السياسي اليمني
الخميس 01 فبراير ,2018 الساعة: 02:29 صباحاً

ماذا يحدث في اليمن وكيف يمكن أن نقرأ ما يدور وحل أحجية التاريخ المعاصر والزمن الآني الذي نعيشه؟
لكأن الزمن قد عادت دورته لنشهد مجددا دورة الدم والخراب ودويلات الانفصال والتفكيك والتركيب؟

الى ما قبل 2011 كانت صورة المشهد واضحة بشخوصها وقضاياها وأطراف الصراع الا ان الامر والمشهد تغير برمته ولم نعد نعرف كيف تمضي الأحداث والى اين تتجه وكأننا كما قال توماس هوبز نعيش مرحلة الإنسان الاول " حرب الجميع ضد الجميع"
في السابق كان هناك المؤتمر الشعبي" 1982 وشركاؤه ومن يصطف معه من دول.
القبيلة التي كانت تسيطر على مؤسسات الدولة من بعد 1962 وكان الجميع يحاول أن يخطفها لصفه وحقيقة الأمر أنها هي من خطفت ووظفت الجميع لأهدافها.
- اللقاء المشترك" 2003 " واطرافه المعروفة ومن يصطف خلفهم من دول.
وكان فيما مضى لكل أهدافه لكنها تحت إطار الدوله الوطنية.
ومع دخول الالفية الثالثة والذي ولجته اليمن بلاعبين وقوى جديدة وبشخوص واهداف وقضايا جديدة ، برز الحراك في 2007 بقضايا مطلبية نتيجة لتهميش موظفيه وشعوره بالحرمان لينتهي بتحوله لخيمة سياسية تضم كيانات كثيرة وبروؤس متعددة وقضايا مختلفة: مجلس تحرير واستقلال الجنوب بقيادة باعوم ومجلس قيادة الثورة بقيادة الفضلي وحركة النضال بقيادة صلاح الشنفره واتحاد شباب الجنوب بقيادة فادي باعوم......الخ
- الحوثي وقد بدأ كحركة ثقافية وسياسية "1986" من صعدة المنطقة المحرومة من المشاريع والخدمات وكل ماوصلها هو مركز "دار الحديث" لتخوض بعد ذلك 6 حروب مع الدولة التي استخدمت القوة ضدهم ودخول السعودية كطرف بالصراع في العام 2009.
-جماعات دينيه أخرى جديده تعاظم دورها 2009 بعد اتحاد جماعات اليمن والسعودية التي شدد ت الخناق عليهم فخرجوا الى اليمن وبروزها تحت قياده أبو بصير الذي كان سكرتيرا لابن لادن وسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية واعلن عام 2011 انه يستهدف مثلث الشر.
وهكذا أصبح لكل تلك القوى أهداف ومطالب مختلفة عن بعضها فمن مطالب برفض الاقلمه والرغبة بإقامة دوله وفقا لرؤاه ومشروعه الى آخر طالب بطرد اليهود والمسيحين من جزيره العرب واقامة الخلافة الاسلامية الى مطالب بالانفصال وآخر يطالب بفيدرالية وآخر لا يعرف ماذا يريد وهو ما أربك المشهد أمام اي متابع وباحث.

أين ستذهب وتتجه الأمور؟

ألف باء السياسة الذي يحفظ درسة جيدا وسينظر بعين الصقر للخريطة الدولية وتوجهاتها ويمتلك الرؤية سيكون حظه أكبر بالبقاء وتأسيس ما يريد وغير ذلك سيكون وقودا للحرب وأداة للتنفيذ ثم مصيره الإحتراق
اولا الانفصال.
هناك خطوات جادة للانفصال وقد بدأ التمهيد له على النحو التالي:
الاعلام
منذ فترة ووسائل الآعلام وهي تخلق الوعي والثقافة والمفردات وبدأ يروض المجتمع نفسيا بتكييفه على مصطلحات ستؤسس للانفصال مثل جيش وشرطة الجنوب أو ذكر عدن كعاصمة الجنوب الشعب الجنوبي
كل ذلك تهيئة للقادم على طريقة إقليم كتالونيا الاسباني وأربيل العراق.

- تم الانتقال الى مصطلحات أكبر الفيدرالية وتسويقها كحل مستشهدين بألمانيا وأمريكا " متناسين ان المانيا كانت اكثر من 200 دوله ثم توحدت وكذلك أمريكا 50 دولة ثم التحمت.
- نبش الأحداث الأليمة الماضية على الجنوب وإشعارهم بالإهانة والتهميش والتركيز على وجود الخيرات ووجود الفقر والمظلومية وتكريس ذلك من 20 سنه مضت سواء كتابة أو شفاهة وإبراز الخصوصية وأمجاد الماضي ليتفجر الوضع على ما هو عليه اليوم
- تجميد نشاط القيادات السابق والإتيان بقيادات تكره. أكثر ، مراهقة ترفع من سقف المطالب وتشيع الفاحشة السياسية بالجنوب لتزيح أي صوت عقلاني وتفجر الوضع والذهاب بالوضع الى حيث يريد المخرج وكان خطأ النظام السابق حين سلم ملف الجنوب لأجهزة الاستخبارات والعسكر ولم يكن ملفا قوميا واستراتيجيا حكرا على مؤسسة الرئاسة.
طبعا الإنفصال سيأخذ وقت فالجنوب السوداني 50 سنه حتى استقل وفي اليمن وعلى رأي الفنانة انوشكا (على بال ما يدق قلبك تكون عدت سنه) على بال ما تحاول أي قوة استعادة المشهد ستكون هناك جثث كثيرة وجسور مدمره ومياه كثيرة اغرقت المشهد ومسحت الآثار للبدء بنقله جديدة و بشخوص ومشهد جديد وقضايا جديدة
بالنسبة للقوى الأخرى
الحوثي (وورث سليمان داوود)
الحوثي تخلص من أهم عقبة كانت أمامه واليوم يبني سور بيته ويؤثث لسكنه الجديد ويعقد جلسات البرلمان بمن حضر وحكومة مستقرة على ملعبه وأرضه ويحافظ على ما بين يديه من مساحة ويحاول أن يظيف ويناور ويحاور ويسعى لأن يسجلها ويثبتها بإدارة آراضي وعقارات المجتمع الدولي من انه اللاعب الرئيسي والمتمكن الذي يعتمد عليه.
أطراف اللقاء المشترك ليس لها أجندة واضحه ولا تزال محملة بقضايا وعداوات الماضي ويواجهون خصمين:
الاول حليفهم وصديقهم اللدود " الخليج " الذي يطحنهم بصراعاته وغبائه وجعل أرضيتهم التي يقفون عليها مكشوفة وغير مسورة ومحددة المعالم ومشاعة للفوضى والتصفيات ولا شك أن كل ذلك عمل ممنهج ومقصود!
والثاني فإن اللقاء المشترك يواجه خصم آخر له أجندته ويجيد قراءة الخارطة الدولية والإقليمية ويأكل من رصيدها الهزيل بسبب تفكك جبهتها وتعدد رؤسائها.
الخلاصة:
اليمن قادم على احتراب وتقسيم وفقا لمعطيات واقع اليوم ورغبات الخليج
أما حسابات السماء وإرادة المولى عز وجل، لا شك، هي فوق كل الحسابات وأقوى من كل البشر.

*من صفحته بالفيسبوك


Create Account



Log In Your Account