الجزائر ظاهرة سطحية للحالة العربية
السبت 02 مارس ,2019 الساعة: 09:36 مساءً

ما يجري في الجزائر، أحداث مضحكة بطعم المرارة، الشعب في الشوارع مطلبه فقط أن لا تنتخب الغيبوبة حاكما، وشعارهم (إكرام الميت دفنه)، لكنها أصدق تعبير عن الحالة العامة العربية المتمثلة في إشكالية الحكم المستدامة كمستنقع تاريخي أكل الأخضر واليابس وأفرغ الإنسان والجغرافيا والدين والقيم من القيمة المتميزة التي من المفترض أنها تمثل روافع ومؤهلات حضارة عظمى.

 

مستنقع عويص وإبن ستين كلب، غرق فيه الماضي والحاضر ومستقبل بها ينحدر إلى الهاوية.

 

لا أظن أن (بوتفليقة) بتاريخه ودوره في مراحل حياته المختلفة يستحق هذا العبث وهذه الخاتمة، بل هو محتاج إلى راحة مستحقه وتقاعد كريم يذهب بها إلى نقاهة وكتابة مذكراته إن كان لديه نفس بعد.

 

لكنه داء السلطة و بلاء ( إشكالية الحكم) لدى العرب في كل زمان ومكان و الذي يستظل به حيتان ومراكز دولة الفساد العميقة التي لم تتفق بعد على بديل في الجزائر أو لم تجده بين صفوفها، فيحكمون بظل رجل ميت و(عصا سليمان) مع انكشافها دون أن يضعوا إعتبارا لشعب أو خجل من عالم الإنس والجن خارج الحضيرة العربية.

 

شعار(إكرام الميت دفنه) يمثل محاكمة تاريخية للفضيحة العربية التي تمثل ظاهرة بوتفليقة الحالة السطحية منها.

 

الشعار الذي رفعه شعب الجزائر هو حكم عادل على كل شيئ في عالم الحكم والحالة السياسية بعمومها في الوطن العربي.

 

فكل شيئ لدى العرب .. كل شيئ، يبدو في غيبوبة وميتا يستحق الدفن إنقاذا للحياة من التلوث الذي سمم الأجواء، وأوجد حالة عربية عامة تشبه جثث الموتى المنتفخة على قارعة الطريق والشوارع العامة وغرف النوم وصالونات الطعام وقصور الحكم ومدرجات الجامعات والتي لا حل لها إلا الدفن أو تعميم الموت وإنفجار الأوبئة القاتلة التي تهدد الحياة ووجود الشعوب.

 

و الشعوب دوما لاتففد المخارج عندما تنهض وقد تفقد المفاتيح إلى حين.

 

والمطلوب الان هو التوجه الى مخارج الطوارئ، نحو المزيد من دق طبول الحرية و ضجيج الرفض الذي يدفعها نحو بوابة الخروج ويدلها على المفاتيح الحقيقية وليس المزيفة.

 

صمت الشعوب هو الموت الشامل ولا يوجد شعوب في الدنيا تستسلم حتى النهاية أو تعلن موتها.


وشعب الجزائر، شعب يعشق الحياة و سباق نضال ومعلم حرية، وسيجد طريقه نحو مخارج الحياة ومفاتيح الحضارة القادمة كدورة إجبارية للأيام وحركة الشعوب وإرادة الأمم وستأتي حتما بعد إستنفاذ حضارة الجثث الميتة عمرها الإفتراضي ودورتها التاريخية، حينها لن ينفعها مال وسلاح وخيول وحمير وعبيد ومطبلين، وسيبطل ما جمعته من جن عفاريت من وراء البحار وسينقلب السحر على الساحر.

 

إنها سنن الله وقوانين الأيام والزمن الدوار الذي يحمل في أجنحته نواميس عادلة لاتحابي أحدا.


Create Account



Log In Your Account