آخر أنبياء اليسار والوطنية ..سلاما
السبت 02 مارس ,2019 الساعة: 12:22 صباحاً

ترجل آخر أنبياء اليسار والوطنية وأكثر من حملوا لواء الفكر الثوري الوطني ..

رحل في ظرف عصي صعب ..رحل المناضل الوطني الجسور علي صالح عباد ( مقبل ).

 

أيها الفارس توسد مبادئك التي عضضت عليها بالنواجذ وتعرضت بسبب تمسكك بها وإيمانك بصوابها للاعتقال ومحاولات الإغتيال والمطاردة والتهميش..

 

أرح جسدك المنهك الذي جرحته طعنات الرفاق والأخوة، فيما كنت تفتح ذراعيك لاحتضانهم والتخفيف من آلامهم.. وكنت لهم الصخرة والهامة التي تتكسر عند أقدامها خلافاتهم ونزاعاتهم. .

 

أرخ العنان لقلبك المتعب جراء غدر الكل، أكانوا قيادة حزبك أو سلطات الدولة أو غيرهم، وتحاشيهم اتخاذ قرار علاجك، مع أن ذلك لن يكلفهم إيجار ليلة من إحدى ممتلكات حزبك التي يستثمرها الرفاق وأنت من حافظت عليها وسعيت لاستعادة جزء منها من أنياب صالح وحاشيته التي سعت لمصادرتها، كما سعت لوأد الحزب وتعرضت بسبب ذلك من صالح ونظامه لأبشع صنوف القهر والظلم ومحاولات إجبارك لتقول لهم كلمة واحدة فقط ..تفرح بها قلوبهم وتطفئ نار حقدهم، ولكنك لم تفعل ولن تفعل ..

 

كما أن تكلفة علاجك أيضا من جانب الدولة، لن يكلفهم قيمة مشروب المياه الصحية في ليلة واحدة لنزلاء قصر معاشيق..

ألم تكن أنت من أفنيت عمرك مناضلا وطنيا جسورا، لم يبخل على الحزب بوجه خاص والوطن بشكل عام، بسنين عمره وجهد ذهنه وقوة جسده..

 

كم أنت عظيما نقيا كالأنبياء، عشت شامخا واقفا ورحلت كذلك، لم تتلطخ يداك بدم أو بمال حرام ولم يستطع الفساد رغم كثرة محاولاته أن يجد ثغرة ينفد منها إلى حياتك وسيرتك ..

 

من يشبهك من في ظل هذا الزمن الوحل؛ لقد كنت صنفا نادرا انقرض من زمان ولى..

 

أتذكر يوم أن زرتك في عام 2012 بمعية المناضل الفذ الوالد أحمد سالم عبيد، وافترشنا حوش منزلك المتواضع على ( سلقة ) وأطلقت العنان لضحكتك وأنت تشير إلى مكيف هواء موضوع في ركن الحوش، قلت إنه أرسله لك ( فلان )، أحد المسؤلين وعافت نفسك أن تركبه في منزلك، لأنك لم تدفع قيمته وتنوي إعادته لذاك المسؤل لأنه استلمه حارس المنزل دون أن تكون متواجدا ..وبلغنا كيف أنك رفضت أن تعالج في مستشفى خمسة نجوم بصنعاء، وفضلت أن تعالج في مستشفى حكومي مثلك مثل أبناء شعبك.

 

هل من شخص اليوم، بهذا النقاء والصفاء والتصوف والزهد ..

غيرك ،بل من هم أقزام، يسكنون القصور والفلل الفارهة ويطلبون العلاج، حتى إن أصابهم الزكام هم وأسرهم، في ألمانيا وأمريكا وغيرهما..

 

كان بمقدورك ، من خلال مناصبك وعلاقاتك، أن تعيش كهارون الرشيد في عهده ولكنك اخترت طريق عمر بن عبدالعزيز ...

لله درك من نبي عاش في زمن أوغاد وأدعياء وطنية ونضال..

ثق أن ليلنا هذا، لن يدوم كما كنت تبشرنا بانبلاج الفجر الوضاء وأن قادم وطن مشرق حتما سيأتي وإن تأخر قليلا.. فما هو حاصل اليوم ليس إلا سحابة صيف ستنقشع..

 

ونحن نتمثل فيك الحكمة التي عبر عنها الشاعر المناضل، رفيقك محمد غالب أحمد، فهذه هي الرؤوس المقنفة التي لم تستطع كل أجهزة قمع السلطة أن توطيها أو تخضعها لرغباتها.. ومنك تعلمنا ونتعلم الصبر والحكمة والمثابرة وجسارة الموقف.

 

سلام لك أبا شفيق، معطر بتراب هذه الأرض الطيبة التي أحببتها وأحبتك، يوم ولدت ويوم رحيلك ويوم تبعث حيا..


Create Account



Log In Your Account