الأحزاب اليمنية بين معركة استعادة الدولة وتجربة استعادة الثقة
الأحد 24 فبراير ,2019 الساعة: 11:36 صباحاً

لو استطاعت الأحزاب اليمنية الكبرى إعادة الاعتبار لهذه المرحلة الخشنة بصورة جادّة لاستطاعت إنتاجها بصورة أكثر التزاماً بمشروع دولة هي الشّرعية أساساً، ومن خلالها كأحزاب سياسية وهي مؤسسات مدنية وهي كذلك معسكرات للمقاومة بعيداً عن بروبجاندات التواصل الاجتماعي مثلاً.

الأحزاب بحاجة لمؤتمرات عدّة للمصالحة المجتمعية أولاً وللوفاق السياسي وإعادة الثقة ضِمناً ولتوحيد الموقف من جهة أشمل سواء في تعاطيها مع التحالف العربي والحكومة الشرعية أو كموقف المواجهة ضد الانقلاب كهدف أساس.

الخطوة الأكثر شجاعة لهذه الأحزاب الوطنية هي أن تبدأ بصياغة رؤية خلاّقة للتفاعل بمسئولية جادة مع وثيقة التحالف السياسي التي أقرّت عام 2017 م كحامل سياسي ربما سيضمن ولو الجزء الأهم من إعادة الثقة فيما بينها كمشروع لن يمنحها الثقة بما تقوم به سواه وهو ما سيمنحها صلاحية التأثير الحيوي على الأحداث وعلى مجرياتها علي حد سواء وبمسئولية ستعيدها للمشهد السياسي بقوة مضاعفة وقد تضعها في صدارة المشهد بأكثر مما كانت عليه في مرحلة اللقاء المشترك والذي نجح في التغيير وفشل في استثماره إن لم يكن قد انتهى كإطار سياسي له ماله وعليه ما عليه.

بالمحصّل :
لا تزال هذه الأحزاب عملاقة في مشاريعها السياسية أو في حضورها الجماهيري أو في استراتيجيتها للمرحلة ولكنها فقط بحاجة لإعادة النظر بعلاقاتها كشركاء حتى اللحظة غضّ النظر عن أي تفاصيل عكّرت صفو تلك العلاقات، وما تشهده الساحة المدنية في محافظة تعز إلاّ إحدى النتائج الملموسة لتفاعلاتها كأحزاب قادرة على إنتاج الواقع القادر على تجاوز ثقّالات الحرب بوعي أكثر تحضّراً ولكنها بأمسّ الحاجة لترميم ندوبها الخاصة أو التي فيما بينها وببعض التنازلات ستكون قدّمت نفسها كقوى لا تزال تخترق بثِقلها الطبيعي أغلب السياجات للعزلة والحرب والحاضر المتعثر كونها القادرة على ردم كل فجوات الأزمة السياسية أو حتى الحربية حيث هي جزء أصيل من الجبهة وبشكل مباشر.


Create Account



Log In Your Account