لا أعظم من الثورة إلا تقييمها!
الإثنين 11 فبراير ,2019 الساعة: 02:14 صباحاً

يذهب الأحرار للمشاركة بالإحتفاء بـ #11فبراير كثورة لا تزال تحمل أحلامهم، بينما الإنتهازيون يستثمرون نقاء الثوار للتخلل بين صفوفهم، بين مستثمر للأحلام و بين معزز للإنقسام، الذي يلبي رغبة المشروع الكهنوتي الإمامي الاستغلالي.

وفي وسط الإحتفالات تتصاعد آهات وإتهامات وتراشقات بين من يعتقد الثورة سلعة تعرضت للسرقة وآخرون يسخرونها لتعميق الخلاف بين مكونات الثورة، ويذهب بعيداً ومسرعا لإنجاز مشروعة الكهنوتي الهاشمي السلالي وسط تلك التذبذبات والإختلافات.

وحدهم الذين يشعرون بخطر الإمامة في خضم هذه الأحداث والذكريات، يكبرون عن هذه الخلافات ويضيفون هدفاً لثورة الشعب أن تسقط المشروع الإمامي، كما أسقطت مشروع التوريث في مهده لكي تصبح ثورة ناجزة ضد كل المشاريع المحدقة بالوطن.

بينما آخرين يشترطوا ضرورة إضافة هدف الحفاظ على سيادة الوطن ومعهم حق في ذلك، ولكن هذا لن يحصل إلا عندما نسترد تلك السيادة، التي بفعل المشروع الهاشمي عرضته للخطر، وهي تزايد بالدفاع عن السيادة التي جعلتها سلعة بائرة ولقمة سائغة بين يدي دول العالم والإقليم، بالضبط تماما، كما تدعي محاربتها أمريكا وإسرائيل.

أما الخطر الذي أصبح يداهم الوطن الموحد، هو الوقوف حيال مشروع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تنشد جمهورية اتحادية، لذا فالحديث عن وطن إتحادي هو أهم هدف، يتناغم مع ثورة التغيير لأن الثورة المضادة وهي تشعر بخطورة مليشيات الحوثي، تدعم تشظي الوطن وتشرذمه، مستغلة حالة الشتات بين الثورة والثوار ، بالضبط كما يفعل المشروع الهاشمي.

إذا، يقع الوطن بين مشاريع تحاول التهامه ، تعززه حالة الإنقسامات الحادة وسط الثوار وقادة الشرعية، والفجوة التي تكبر يومياً، وأيضا ينمو على تناغم مشروعي الثورة المضادة و معسكر الإنقلاب الحوثي.

واذا ما مر 11 فبراير هذا العام ولم يشد الثوار على مبدأ التكاتف وتفويت فرصة الإنقسام داخل صفوفها، والتغاضي عن الخلافات الجانبية التي يمكن حلها بتواجد الدولة، لن يروا النور ولن تصبح هذه الفعاليات والإحتفالات الجماهيرية إلا جزءا من عبث، من يستمرون باستثمار عواطفنا وتعريض أحلامنا وطموحنا لإنهيارات متتالية، وبذات الوقت يحملونا نتائج ما آلت اليه الأوضاع بعد 2011م في محاولة لإثبات أن فبراير، تحكم وتحدد شكل الصراع وهي من تكشف عن شكل الغد ومستقبل البلد ونحن بريئون مما يفعلون.

اذا، دعونا أولا نتفق أن كل من يعزز حالة الانقسامات داخل مصفوفة الثورة والشرعية، هم أولئك الذين يقدمون خدمة جزيلة للمشروع الهاشمي، ويكافئ مشروع الثورة المضادة بما يريد، لا يتجاوز عن كونه عدونا المشترك سواء كان حاكم في الشرعية أو ثائر في الساحات. 


Create Account



Log In Your Account