11 فبراير ومارد البحر
الأربعاء 06 فبراير ,2019 الساعة: 10:48 مساءً

لم تكن ثورة ١١ فبراير هبة آنية، أو ردة فعل ظرفية، بل بركان من غضب و شلال إرادة تفجر من عمق الأرض وأغوار التاريخ ..تاريخ النضال الشعبي وإرادته وحلمه، بالحرية ودولة المواطن التي يستظل بها في مشوار حياته، وسفرعمر الأجيال المتعاقبة و الممتدة من أول قطرة دم بسيف الطاغية إلى آخر صرخة نصر على عتبة الوصول.

 

إنه النضال المتراكم بالكلمة والدم عبرالثورات والأجيال أوجد وعيا، والوعي أوجد إرادة جمعية، نمت وترعرعت من النية القلبية وهمهمة الصدور، إلى الإشارة الناطقة بالرفض، وتدحرجت عبر الكلمة الحرة، المتنقلة، زمانا ومكانا إلى تململ عام ورفض ثم ثورة، وعندما حان وقت الثورة نهضت بسقف حده السماء، و لن تقعد حتى يتحقق الهدف ويتم الوصول إلى المدى المفترض.

 

وستظل هذه الثورة الشعبية مستمرة تأخذ صور مختلفة وأشكالا بألوان قزح وتسلك طرقا متعددة( وكل الطرق تؤدي إلى روما ) وإلى هدف واحد.

 

و ستمتطي الثورة سفنا وقوارب شتى، كلها ترسو بساحل واحد، هو ساحل النجاة وعلى بر الدولة المنشودة، حيث ميدان النصر ومارد الثورة، الذي يتمرد على التاميم والمصادرة، ويستعصي على الطمس والتغييب. إنه مارد الثورة له أكثر من شكل وأكثر من فعل، والمارد إذا خرج من( قمقم ) البحر يستحيل إعادته أو إيقافه بحيلة أو كلمة أو فعل .. تفشل كل الموامرات وتسقط أمامه كل بهلونات السحر و تمائم الشعوذة، وألوان الخرافة ...

الثورة الشعبية هي عنوان لقدر نهايته النصر .. ولو بعد حين.


Create Account



Log In Your Account