الهاشمي بين المشروع الجمهوري  الكهنوتي !
الثلاثاء 05 فبراير ,2019 الساعة: 07:45 مساءً

لماذا يتحسس هاشميو الشرعية عندما نحذر من مشروع الهاشمية السياسية ويريدون حصرها فقط في الإمامة والحركة الحوثية وكل معارك جانبية لا ميدان حاليا..؟

 

اثبتت التطورات منذ ثورة 26سبتمبر أن هناك من امتطى صهوة الثورة وأبرز جمهوريته وتوالت الأحداث، ليتم حصر الهاشمية الكهنوتية في أسرة حميد الدين واستمر الترويج على أنها هي الإمامة التي اندلعت ضدها ثورة 26سبتمبر.

 

كان هذا كل ما نعيه وندركه ولو كنا ندرك أن الإمامة المتمثلة بأسرة حميد الدين هي إحدى تجليات الهاشمية السياسية، لكنا ضمناها من أهم اهداف ثورة التغيير إضافة لهدف القضاء على مشروع التوريث، ولمثل ذلك حائط صد من خلاله لما استطاعت المليشيات الحوثية تخلل صفوف الثورة الشبابية للإنقلاب عليها لاحقا في شهر سبتمبر الجمهوري في محاولة للإيحاء بأن 26 سبتمبر كانت الهدف ولا سواها.

 

هذه الثورة التي هدت حلم المشروع الكهنوتي الهاشمي السياسي، ولذا رأينا الأسر الهاشمية تدخل في دين 21سبتمبر افواجا.

 

كنا نجدهم ينسلخون حتى من جلد ثورة التغيير الشبابية وهناك اليوم من يستمر في استخدامها لصالح هذا المشروع الكهنوتي.

 

هذا أمر لا يأتي بالصدفة، إنه أمر دبر بليل.

 

ليل عشنا ظلامه، غطت سماء سبتمبر وفبراير و أوقفت عقارب الساعة قبل شروق شمس الضحى في ذاك الوقت المعتم.

 

أعلنوها 21سبتمبر وصرخوا بكل هاشمي أن الله إصطفاكم عن غيركم، ودشنوا حملات مطاردة لكل من هو دون سلالتهم، سجنوا وشردوا ووسط هذا كله لم نجد تلك الأصوات التي تتحدث اليوم عن عصبوية أمام كل من يحذر من المشروع الهاشمي والتحذير من نقل المعركة لعنصرية طائفية.

 

وكما يكذب الحوثي، حين يقتلنا ويقصفنا، صارخا الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، يحاولون تشتيت معركة الجمهورية ضد الهاشمية لصرف الجهد ضد معارك ميدانها صندوق الإنتخابات أو مناظرة تلفزيونية.

 

يشعلون معارك جانبية عبر وكلائهم في المناطق المحررة منهم ومعها يغرقونا في تبادل التهم في الموالاة تحت يافطات لا تساوي واحد بالمائة من خطورة مشروع الكهنوت الهاشمي.

 

ليس هذا فقط، بل ظلت توسع الفجوة وتقول إن المشكلة تكمن في نظام عفاش الذي سلم لهم المعسكرات وقد اضحت فعلا، منذ وقت تحت قيادتهم وما تبقى منها فقد استلموها مستغلين حماقة عفاش الذي قرر الانتقام ممن لا يزال يردد أن عفاش هو العدو وليس الهاشمية التي احاطت به وبنا.

 

ظل الهاشميون يوسعون الفجوة وينالون من كل قوة تحيط بصالح يمكنها ذات يوم إدراك الخطورة والتحول لمعركة الجمهورية ضد الامامة.

 

لم نكن نسمع عن العنصرية آنذاك ، بل وتحت رغبة الانتقام من عفاش تخللوا صفوفنا وتقلدوا المناصب، مستغلين كل شيء لصالحهم، حتى المحاصصة جنوا ثمارها من مختلف التوجهات والاحزاب وتربعوا على القرار الذي سيحدد غدا نوع الصراع وشكله.

 

وعندما أدرك الجمهوريون من كل التكتلات أن ثمة هاشمي يتربص بنا ويتخلل الصف ويحرف مسار المعركة، علت الأصوات التي تحذر من العنصرية والطائفية، ارتفعت وارتفعت حتى شكلت ندبا في جسد الدولة توسع وتوسع حتى أصبح جرحا غائرا أنهك الدولة وأفقدها عناصر القوة لتصبح خائرة القوى حائرة عن إيجاد حل لهذه الحرب وهذا الهلاك.

 

توسعوا فينا وتبادلوا المواقف، وكلما يحاول الجمهوريون من كل حزب التوحد لمواجهة مشروع الهاشمية السياسية الكهنوتية تتفاوت أصواتهم بين من يحذر من حرف مسار المعركة التي حددوها سابقاً بما تتناسب مع مشروعهم.

 

قالوا ما قيل سابقاً أن الخطر ينحصر في الإمامة فقط، كما كان يحذر عفاش الغبي عنها تحت مصطلح الإمامة والإماميون، ويؤكد أنه قضى عليها بينما كانت تحيطه من كل مكان.

 

قالوا هذه عنصرية، وكأن ما مارسه الحوثيون من تأليب للأسر الهاشمية لمحاربة سواهم كانت معركة وعي وطنية وليس إستغلال للسلالة في كل أرجاء الوطن للتمدد بسهولة ويسر.

كنا نعتقد حينها أن المعسكرات سلمت بهم ولهم، ولكننا لم نكن ندرك أن الجمهوري السقاف في عدن عاد لأصله العرقي وسلم لهم المدينة.

 

وهكذا فعل معظم الذين القادة الهاشميون وسلموا الدولة للأسرة الهاشمية الجديدة "الحوثي" وساندوها ولم يذكر أن هاشمي واحد في قيادة الجيش حتى أولئك الذين سجلوا جمهوريتهم بعد ثورة 26 سبتمبر، انحاز للجمهورية، فنبض العرق فيهم وتحللت جمهوريتهم في الإنصياع التام للعائلة الجديدة التي اصطفاها الههم و الهوى الذي يعبدوه في مغالطة فاضحة ومحاولة لحرف دين الحرية الذي لا يفرق بين أحد.

 

هل تدركون الآن، لماذا نحذر منهم، وإن كانوا في صفوفنا؟

فقط، كي لا نفتح لهم مجال للعودة لما يحذرون منه أيضاً "الامامة" وحرصا على استمرار دولة المواطنة والقانون التي ينشدونها ونضحي من أجلها، وهم يتسلقون قيادتها ليحددون شكلها وهويتها ويحرفون مناهجها ودستورها و قانونها ويعود الزمن ذات ليل وتدور الأحداث وتعتلي الحكم عائلة جديدة والجمهوريون في غيهم يعمهون.

 

يا رفيق دربي، الذي تؤمن بالجمهورية رغم انحدارك من اسرة هاشمية : لماذا هذا الصراخ ما دمت تؤمن معنا بأنهم وراء كل دمار حل باليمن منذ 1250عام .

 

أليس من الانصاف والعدالة أن تنصت جيداً لصوت المظلومين، بدلا من ادعاء المظلومية أو التحذير من مصيبة لم تكن يوماً الا أحد نتوءات المشروع الهاشمي الكهنوتي السلالي البغيض.. أم انه ليس بغيض.؟


Create Account



Log In Your Account