في ذمة العلماء
الثلاثاء 05 فبراير ,2019 الساعة: 10:07 صباحاً

يعيش مجتمعنا اليمني أوضاعا إستثنائية في ظل الحرب، وتكثر في هذه الأوضاع التغييرات الإجتماعية التي تهدد وحدة المجتمع في المستقبل.

خلال أيامٍ مضت حضر مجموعة من أهل الدعوة والتبليغ إلى مسجد القرية، ومكثوا فيه ليلتين.

خلال مدة مكوثهم في مسجد القرية قاموا بالوعظ والإرشاد، هدفهم إرشاد الناس إلى كل عمل خير وإلى التمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تكاد تضمحل في مجتمعاتنا الإسلامية لحساب العادات والتقاليد، التي تتعارض مع هذه القيم.

وبالرغم من محدودية الثقافة الإسلامية عند هؤلاء الدعاة فقد لمست تأثراً لدى عامة الناس بهم.

هناك تغير في الخطاب الدعوي لجماعة الدعوة والتبليغ، هو ما أدى إلى نوع من الإلتفاف الشعبي حولهم ، خاصة وأن هذه الجماعة أو هؤلاء الدعاة لا يبتغون جراء هذا العمل مكاسب مادية ولا مكاسب سياسية، لا يأخذون تبرعات لصالحهم، ولا يترشحون في الإنتخابات.

عندما رأيتهم جال في خاطري الضياع الذي يعيشه علماء الأمة بسبب هوسهم بالسياسة والمال وتركهم مهمة إصلاح المجتمع التي هي في صلب عملهم وواجبهم الديني، ومرت في خاطري صور لتلك المواكب المدججة للعلماء التي كانت قبل الحرب وهي موجودة في أثنائها، بل إن من هؤلاء من ترك البلاد وسافر الى خارجها وترك واجباته الدينية والأخلاقية، بسبب السياسة لا خوفاً على دينه، وتساءلت: ماذا إن قام هؤلاء العلماء بواجبهم ونزلوا المدن والقرى ينصحون ويوجهون المجتمع ويغرسون فيه أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، بدون إستغلال سياسي أو مادي، فلا يروج للحزب الفلاني ولا للجماعة الفلانية وإنما إعلاءً لقيم وأخلاقيات ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، بحيث تندثر الكثير من الممارسات غير الأخلاقية المتواجدة في مجتمعنا، لا شك أن المجتمع سيتغير ، وسيكون التحول الحقيقي في هذا المجتمع وفي الأجيال الناشئة التي ستصبح هي من يدير البلاد في المستقبل.

علماء الوقت الراهن، في غالبيتهم الساحقة لا يقومون بما يجب عليهم القيام به. تركوا عملهم في توعية وتثقيف المجتمع بقيم الإسلام ، وإنشغلوا بخلافاتهم الحزبية والفقهية وقسموا الدين بينهم، وكل جماعة أو حزب سياسي يتبنى الفكر الإسلامي، يدعي أنه هو الحق وهو الصواب وغيره الباطل والمناقض للإسلام.


ولون عن كل قطرة دم تسال تحت شعاراتهم وخلافاتهم.
من المفترض أن يتجرد العلماء من السعي للسلطة أو جمع المال عبر التبرعات في المساجد والمدارس والمعاهد أو حتى الأسواق. هناك أعمال هي من إختصاص الدولة عند الحاجة لها ، وأن يكون جهدهم هو إصلاح المجتمع من الأمراض الإجتماعية الشائعة فيه.

لو وجدت الأخلاق والقيم لكنا في أحسن حال. في الغرب هناك قيم نتمنى أن تسود في مجتمعاتنا ومنها الصدق والإخلاص في العمل وأن يترك كل عمل لمن هو أهلٌ له ويكون شعارنا الرجل المناسب في المكان المناسب.


Create Account



Log In Your Account