الحوثيون يستمرون في "الخروقات" ومساعٍ لتغيير كاميرت بتواطؤ غريفيث
الجمعة 18 يناير ,2019 الساعة: 10:14 مساءً
خاص

تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غربي اليمن؛ تزامناً مع مساعي أممية لإنقاذ الهدنة الهشة وتنفيذ اتفاق الحديدة المنبثق عن محادثات ستوكهولم بين الأطراف اليمنية منتصف ديسمبر الفائت.

 

وأفادت مصادر ميدانية لـ " الحرف 28" أن خروقات الحوثيين وصلت أمس الخميس إلى نحو 15 خرق توزعت ما بين قصف لمواقع قوات الجيش والأحياء السكنية فضلاً عن محاولات تسلل وتقدم نحو مواقع الجيش".

 

وأوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي قصفت مساء الخميس بعشرات القذائف على مواقع قوات ألوية العمالقة (قوات تابعة للحكومة الشرعية) في مديرية التحيتا ومنطقة الفازة والدريهمي.

 

وذكرت المصادر أن المليشيات قصفت ساحل المُتينة في التحيتا بصاروخ كاتيوشا.

 

وفي مديرية حيس؛ تعرض المستشفى الميداني في المديرية ومدرسة خولة وعدد من المنازل للقصف بعدد من القذائف من قبل الحوثيين.

 

وأفادت مصادر محلية سقوط أربع قذائف على مستشفى حيس دون وقوع أي ضحايا.

ويعد مستشفى حيس أحد أهم المراكز الطبية في المديرية لإستقبال وعلاج الجرحى المدنيين.

وذكرت المصادر أن القصف الذي استهدف مدرسة خولة والمنازل المجاورة لها ما تسبب بأضرار مادية كبيرة.

 

وأمس الخميس، تعرض قائد فريق المراقبين الدوليين لمراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، لإطلاق النار من قبل الحوثيين بعد ساعات من اعتراض طريقه لمنعه من عقد لقاء مع الجانب الحكومي.

 

وأكدت الأمم المتحدة، سلامة "باتريك كاميرت" وفريقه، بعد تعرضهم لإطلاق نار من قبل الحوثيين؛ وقالت أنهم "في أمان".

 

ورغم فداحة الإعتداء الذي يعرض الاتفاق برمته للتهديد، فقد قللت الأمم المتحدة من شأن الإعتداء بينما ذهبت بعيدا عندما قالت انها لا تعلم مصدر إطلاق النار.

 

وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "هذه مجرد حادثة.. حيث تعرضت عربة مسلحة لجولة واحدة من النيران، التي لا توجد معلومات لدينا بشأن مصدرها، ونحن لا نريد التهويل من شأن ما حدث".

 

واثارت تصريحات الأمم المتحدة بشأن الإعتداء سخرية ناشطين وشخصيات سياسية اعتبرتها مضحكة.

وتساءلت عديد منشورات: كيف يمكن للجنة القيام بواجبها بمراقبة وقف إطلاق النار، وهي لم تتعرف اصلا على الجهة التي أطلقت عليها النار.

 

وطبق مصادر خاصة فإن الحوثيين يسعون الى تغيير كاميرت، الذي جاء لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشكل صارم كما تم وسجل اول اعتراض على الحوثيين حين قاموا بما وصفتها الحكومة الشرعية بالمسرحية وتسليم ميناء الحديدة من ميليشياتها لقوات اخرى تتبعها ألبستها زيا رسميا.

 

وقالت المصادر إن ثمة خلافا بين كاميرت والمبعوث البريطاني مارتن غريفيث الذي يبدو أكثر تواطؤا مع الاستفزازات الحوثية، حيث قام بزيارة اضافية لعبدالملك الحوثي بعد توقيع الاتفاق، في محاولة للالتفاف على فشله في اقناع الحوثيين بتنفيذ الاتفاق ويحاول الدخول في جولات مشاورات جديدة في وقت عجز عن تنفيذ بند واحد من الاتفاق بعد مرور اكثر من شهر على توقيعه.

 

وتشعر الحكومة اليمنية الشرعية بأن مهمة كاميرت تتعرض للتقويض وقد سارعت الى اعتبار استهداف "كاميرت" تأكيدا على تنصل الحوثيين من الاتفاقيات والعهود المبرمة وإفشال مهمة كاميرت في كشف الخروقات والممارسات الإجرامية الحوثية المستمرة بحق المواطنين في عدد من مناطق الحديدة.

 

وقالت الحكومة، خلال اجتماع لها برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في العاصمة المؤقتة عدن، امس الخميس إن "الهجوم يندرج في إطار المساعي والمحاولات المتكررة للميليشيات الانقلابية كعادتها بهدف إفشال اتفاقية ستوكهولم بشأن الحديدة".

 

وتشن مليشيا الحوثي حملة واسعة على رئيس فريق المراقبين كاميرت في مسعى لتغييره.

 

ويتهم الحوثيون رئيس لجنة إعادة الانتشار ووقف إطلاق النار بالحديدة، بالسعي منذ اللحظة الأولى لتعيينه إلى إسقاط اتفاق ستوكهولم.

 

وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين في تصريح لوكالة "فرانس برس" اليوم الجمعة" نحن لن نقبل الحوار حول زيادة عدد المراقبين الدوليين إلا بعد حل مشكلة باتريك كاميرت"؛ واصفاً اتفاق السويد "بأنه غامض وسعى لاتفاق جديد".

 

وطبق مصادر مطلعة على كواليس البعثة الأممية فإن الحوثيين يستغلون ما يبدو انه خلافا بين كاميرت و غريفيث بخصوص ممارسات الحوثيين.

 

وقالت المصادر لـ" الحرف 28" ان بعثة المراقبين في مستوى ودرجة مساعد أمين عام الأمم المتحدة وهي لا تتبع غريفيث بل الأمم المتحدة، مع ذلك فقد الزم قرار مجلس الامن الاخير رئيس فريق المراقبين برفع تقاريره عبر البريطاني مارتن غريفيث.

 

واوضحت المصادر أن الحوثيين لا يستطيعون تغيير كاميرت لكنهم يعرفون أن ما يقومون به ضد كاميرت مُرضي للمبعوث البريطاني غريفيث، وأن ذلك قد يساعد في اطالة أمد ما سماها اللعبة القذرة في اليمن.

 

والأربعاء الماضي، أقرّ مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، نشر 75 مراقبا في مدينة الحديدة، لمدة ستة أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار، وإعادة انتشار قوات جميع الأطراف.

 

وطلب قرار مجلس الأمن، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نشر البعثة على وجه السرعة، كما طلب القرار من الدول الأعضاء، وخاصة المجاورة، دعم الأمم المتحدة، حسبما يقتضينه تنفيذ اتفاق الحديدة.

 

ويواجه رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال كاميرت، صعوبات وعراقيل من قبل الحوثيين الذين رفضوا حضور العديد من الاجتماعات فضلاً عن محاولتهم مطلع يناير الجاري استهداف مقر إقامة اللجنة بطائرة مسيرة.


 

ورغم ذلك تحاول الأمم المتحدة تنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة، تمهيداً لعقد جولة مباحثات جديدة بين مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.


Create Account



Log In Your Account