ندوة في القاهرة عن اتفاق ستوكهولم : الحوثيون لم يلتزموا بـ 75 اتفاقا والحسم بيد التحالف إذا أراد
الأربعاء 16 يناير ,2019 الساعة: 10:39 مساءً
القاهرة

قال دبلوماسي يمني إن التحالف العربي الذي يقود حربا في اليمن منذ نحو 4 سنوات تحت شعار مساندة الشرعية اليمنية" قادر على حسم المعركة عسكريا مع الحوثيين إذا أراد"، مطالبا بفرض أمر واقع " لأن المجتمع الدولي لا يحترم الا من يفرض نفسه على الأرض".

 

وأرجع بليغ المخلافي الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة، استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء والحديدة والتواطؤ الدولي معها الى وجود تباين بين أطراف التحالف العربي والمحاصصات السياسية في بناء الجيش الوطني الموالي للشرعية ودعم القوى الدينية والمتطرفين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، ما خلق ذرائع لقوى دولية للتواطؤ مع الحوثي.

 ودشن المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية نشاطه الأول بندوة عن "اتفاق استوكهولم .. الآفاق والتحديات " عقدت مساء اليوم الاربعاء على قاعة المركز في القاهرة، أدارها كبير الباحثين د. محمد مجاهد الزيات والصحفي المختص بالشأن اليمني أحمد عليبة مقررا للندوة، وحضرها عدد من الباحثين والأكاديميين المصريين الكبار.

واستضاف المركز كلا من رنا غانم عضو الوفد الحكومي اليمني الى مشاورات السويد وحمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة بالاضافة الى بليغ المخلافي،المستشار الإعلامي للوفد الحكومي الى استوكهولم.

وقال بليغ المخلافي في الندوة إن التحالف العربي قادر على حسم المعركة مع الحوثيين عسكريا لو أراد وان المجتمع الدولي لا يتعامل الا مع من يفرض إرادته على الارض، مذكرا بأن القرار 2216 الذي اصدره مجلس الامن في 2015 تحت البند السابع لم تنفذه مليشيا الحوثي حتى الآن، مثل بقية قرارات الامم المتحدة حيال قضايا كثيرة في المنطقة.

 

وأوضح بليغ المخلافي أن الأمم المتحدة اتخذت من الجانب الإنساني مدخلا لإيجاد اتفاق السويد، في حين تجاهلت الجانب السياسي، لكنها مع ذلك ظهرت عاجزة عن تنفيذ الاتفاق على الصعيد الإنساني.

 

وأكدت رنا غانم عضو الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات السويد  أن هناك 75 اتفاقا أبرم مع مليشيا الحوثي منذ الحروب الستة الاولى، ولم تلتزم باتفاق واحدمنها.

 

وقالت غانم إن مليشيا الحوثي جماعة عقائدية طائفية متعصبة يصعب التعامل معها ووصفتها بداعش الشيعية حيث تقوم باختطاف واسكات كل من ينتقدها مؤكدة وفاة أكثر من ١٣٠ يمنيا تحت التعذيب كانوا معتقلين لدى الحوثيين.

وأبرمت الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين اتفاقا في العاصمة السويدية استوكهولم في ١٢ ديسمبر الماضي نص على اعادة انتشار قوات الطرفين خارج مدينة الحديدة وتسليم المدينة والميناء للسلطات التي كانت موجودة قبل الانقلاب وتبادل الاسرى.

 

ورغم مرور أكثر من شهر على الاتفاق فلا زال يراوح مكانه ويتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلته.

وتقول عضو الوفد الحكومي الى ستوكهولم رنا غانم إن الاتفاق هو ثمرة مشاورات مؤتمر الكويت السابق الذي كانت وافقت عليه الحكومة الشرعية وان مليشيا الحوثي ماتزال تصنع العوائق امام تنفيذه حيث قامت ببناء الحواجز والانفاق استعدادا لجولة جديدة من الحرب، مستدله على تعنتهم بمسمياتها مسرحية تسليم الميناء لأنفسهم.

 

وأضافت : مر حتى الآن اكثر من شهر ولم يتم تنفيذ أي بند منه.

 

ووصف حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة وعضو الفريق المساند للفريق الحكومي ، اتفاق استوكهولم بالتسوية الهشة التي نجمت عن ضغوطات دولية مورست على الحكومة الشرعية والتحالف العربي للقبول بها.

 

وقال إن استمرار الصراع في اليمن أصبح مصلحة لمنظمات دولية تتبع الامم المتحدة والحوثيين، وأن هناك أموالا ضخمة يتم الاستيلاء عليها تحت بنود مساعدة اليمنيين وان ما يصل منها للمحتاجين فعليا لا يمثل 20 في المئة من قيمتها المعلنة.

 

وبين أن القوات الحكومية باتت على بعد 20 كيلو مترا من مطار صنعاء لكن قوى دولية لم يسمها اعتبرت اقتحام صنعاء ومدينة الحديدة خطا أحمر بحجة حماية المدنيين.

 

وقال الكمالي إن الحوثيين يحاولون نشر الخطاب الطائفي واحتكار تمثيل المنطقة الزيدية في اليمن لكنهم لا يمثلون سوى كتلة صغيرة جدا في البلاد ويستخدمون القوة والعنف للبقاء، لافتا الى ان تجريد الحوثيين من السلاح والقوة واستعادة صنعاء والحديدة سيحيلهم الى مجموعة متمردة لا أكثر.

 

واتهم الكمالي الحوثيين بتسليم اليمن لإيران مجانا غير مكترثين ببلدهم.

وقال إن طهران باتت تستخدم الملف اليمني لمقايضته بملفات أخرى في المنطقة من أجل مصالحها، مشيرا الى أن تأثير الاتفاق النووي على المواقف الدولية مع إيران ما زالت قائمة خصوصا لدى الاوروبيين.

 

وتقول رنا غانم إن إيران تخوض حرب استنزاف بواسطة الحوثيين، تستهدف المملكة العربية السعودية تحديدا.

 

وتحدثت غانم عن النفوذ الإيراني على المنظمات الدولية، وقالت إنها فوجئت بحجم التغلغل في هذه المنظمات كما اتهمت قطر بالتأثير على الملف اليمني لمصلحة الحوثيين.

 

وقالت إن طهران وقطر أكثر براعة من السعودية والإمارات في التأثير على القضية اليمنية في الأروقة الدولية، معربة عن أملها أن تفضي أي تحركات جادة لحل سياسي الى سلام شامل ودائم.


Create Account



Log In Your Account