المناكفات السياسة.. هل غادرت تعز؟
الثلاثاء 15 يناير ,2019 الساعة: 11:22 مساءً

لم تعد أيامنا تعجُّ بالبيانات الفارغة، ولا أجواءنا مزحومة بالضجيج، المسمى تصاريح إعلامية فارغة المعنى والمبدأ، والتي لا قيمة لها سوى في سوق المناكفات الضيقة لدى مومسات السياسة المتاجرون بشرف الموقف ونبل القضية.

 

الحقيقة أن تعز ، تعيش في الوقت الحالي أجواء صافية سياسيا من كل المهاترات والملاسنات المحشوة بكل شيء عدا السياسة، وهدوء يرسم مزاج المدينة الحقيقي المعبر عن واقعها المر بقساوة الحرب والحصار.

 

حتى غدت تتعايش مع ظروفها الداخلية دون تسييس أو ملاسنة نسوية كان قد أتقنها الساسة والقادة والنشطاء والدخلاء، خلال فترة طويلة أوصلتنا بجنون الى مستوى التناحر والعداء بين الإخوة الأشقياء.

 

لكن يبدو أن الوضع تغير .. هدوء عجيب إكتسح سماء هذه المدينة وكأن شيء ما قد ألجم كل تلك الألسن التي كانت تشغلنا بقضايا الهامش ومواضيع فيها ضياع للمدينة وللقضية في محاولة لغرس النفس الإنهزامية بين صفوف المقاتلين.

 

بتصرفات غير مسئولة - من مسؤول أتى من رحم الرفاهة الكندية، لا يقدر جهود ولا تضحيات من جاءوا من رحم المعاناة يوم أن إكتسح جرذان الحوثي المدينة، عدا حي الروضة وجبل جرة مسقط رأس المقاومة وميلادها الأول - نعم تصرفات غير مسئولة كادت أن ترسلنا إلى مستنقع اللاعودة.

 

فإلى وقت ليس ببعيد كان الاقتتال الداخلي هو العنوان البارز والهام فى الحديث المتداول عن تعز سواء من لغالغة الداخل أو الخارج، بل إلى وقت قريب جداً كانت مدينة التربة تحضر كأرضية جديدة لحرب داخلية لها مناصرون ومشجعون وداعمون يجاهرون بها دون سبب أو داعي يبرر لهم هذا السقوط الموحل الذي لا نتمناه لأي شخص عادي من تعز.

 

عموماً ها نحن نعيشُ هدوء رهيب، كنا قد فقدناه لفترة طويلة ليعود إلينا من جديد وقد غير كل شيء .. غادرتنا مرحلة صعبة لا نتمنى عودتها أبدا.

 

وغادر معها الحديث عن الحرب المتوقعة والمرتقبة في مدينة التربة دون رجعة، حتى أخبار وعواجل محاولات الاغتيالات الفاشلة التي نجى منها القادة توقفت واغتيال أفراد الجيش الوطني خفت وأصبح الحديث يدور عن قتلى من المطلوبين أمنيا والقبض على آخرين منهم بجهود من الأجهزة الأمنية كبيرة وجبارة، تغير الوضع تماما وانقلب الحال على رأس كل أفعى مسمومة.

 

لا شك أن مصنع الصراع السياسي والصراع العسكري بين رفقاء السلاح هو الآخر قد غادر وغادرت معه أجواءه، ولا أظنها ستعود، لأن الجميع فهم الدرس وأدرك أنه لا مناص من وحدة صف رفقاء الكفاح المسلح ووحدة الفأس قبل أن يقع على رأس الجميع.


Create Account



Log In Your Account