اتفاق السويد.. كاميرا خفية!!
السبت 12 يناير ,2019 الساعة: 10:10 مساءً

تابعت -كما يتابع المتابعون- الضجيج الذي يحدث منذ أيام حول أكذوبة "اتفاق" تم في السويد، والحقيقة التي يجب ألا نسمح بتجاوزها أنه لم يحدث في السويد أي اتفاق مطلقا، سوى ما تم توقيعه في ملف المختطفين فقط لا غير أما بقية القضايا فهي كذبة وضجيج تتعمد الأمم المتحدة توريطنا به وصنع وهم يحرف مسار القضية برمتها ويحشر كل القضية اليمنية في ملف الحديدة مع أنه ملف جوهري لكن تجزئة قضايانا الوطنية عمل خطير وراءه نية قذرة، لكن الأخطر أن الجميع يتحدث عما جرى في السويد على أنه اتفاق ولم نرى اي ورقة أخرجها المبعوث الأممي تحمل توقيعا الاتفاق ولو كانت مزورة غير ملف المختطفين فقط، وهل لديكم ورقة غير ذلك؟!

 

هناك دعاية مكثفة تقودها مؤسسات دولية تروج أكذوبة "اتفاق" وهذه الدعاية للأسف الشديد غطت على أعين الكثير وأول من تعامل معها بغشاوة هو الإعلام اليمني ولا لوم عليه لان السياسي اليمني نفسه عاجز عن توضيح ما حدث وفشل في توجيه البوصلة نحو ما نريد كبلد محتل منقلب عليه لا كما يراد لنا من سوء!

ولم أجد أحدا يتحدث بدراية ودقة حول ما جرى في السويد سوى وزير الخارجية خالد اليماني وأعتقد أن هذا السياسي المحنك لو وجد سندا يليق به لأنجز الكثير وأعتقد أن نقله من وظيفته السابقة كممثل اليمن في الأمم المتحدة كان خطئا ان كان قرارا يمنيا، أو كان ضمن خطة لتعطيل دور دبلوماسي محنك كاليماني وتهيئة الجو في مبنى الامم المتحدة لطبخ وتمرير قرارات تلتف على قرار 2216 الذي كان أكبر ورطة للأمم المتحدة، وذلك عبر تعطيل صوت اليمن بإزاحة اليماني وهو ما حدث بالفعل.

 

وعودة إلى صلب موضوعنا، فإن هناك انجرار مخيف حول تسويق وهم وأكذوبة اتفاق السويد، وهي أكذوبة تماشت معها قنوات وصحف ومراكز ابحاث دولية وعربية للأسف الشديد ولو سألت واحدا منهم عن إظهار نسخة من اتفاق السويد ذلك الوهم لصدمك برده الأعمى الذي يقول لك ان القضية اليمنية في طريقها لمنحدر تقوده بريطانيا عبر ترويج اكاذيب كما فعلت امريكا بتدمير العراق لأجل أكذوبة وبعد عشرين سنة خرج أحدهم يصرح ويقول: ناسف لما حدث كنا قد أخطأنا واعتمدنا على معلومات خاطئة!! وهم من بذل ملايين الدولارات لضخ دعاية سوداء نحو ما يراد للعراق وليس ما يريده العراق وقد ضاع العراق فلا تضيع اليمن مجددا.

 

أكذوبة السويد أشبه بالكاميرا الخفية تماما، وقد كنت أشاهد كاميرا خفيه لمبدع سوري تسمى "طيمشة نيمشة" يقوم فيها باستفزاز الفنانين المستهدفين بفخ مقالبه والصاق ما يريد بحبكة خطيرة تجعل هدفه يأكل المقلب ويفقد صوابه ، مثل ان يأتي إلى شخص ويسلم عليه ويحضر بالطبل والموسيقى والرقص والبرع ويقول له مبروك تزوجت، والرجل مندهش يحاول اقناعهم أنهم أخطأوا وأنه ليس الشخص المطلوب ربما فيتجاهلون محاولاته ، وينتقلوا خطوة للأمام باتصالهم بمعازيم وتحديد صالة الفرح ويطلبوا منه دفع تكاليف الفرقة الموسيقية وحجز الصالة، وكلما صاح بأنه لم يخطب حتى ولا يعرف أنثى يتجاهلون ذلك كله ويناقشونه في تفاصيل الزواج، ليش ما عجبتك القاعة هاي طيب مو مشكلة نحجز قاعة غيرها بس تدفع غرامة إلغاء الحجز للقاعة هاي ونحجز لك غيرها!!!

 

ما يجري في أكذوبة اتفاق السويد كاميرا خفية ومقلب أممي تسعى بريطانيا إلى غمس بلادنا في الوحل حتى الترقوة، ستكذب علينا وتطبل لنا بجوقتها ودعايتها السوداء وتلهينا ايجار القاعة وتغيير مكان الزفة وتغيير العروسة حتى ونحن لم نتفق اصلا!!

 

تجري ترتيبات الآن لجلسات مساج في الأردن مساج للقضية لتجزئتها وتفكيكها وتمييعها وتغيير اولوياتها تمهيدا للالتفاف الأخطر الذي ينتظر اليمن والأشقاء في الخليج والوطن العربي، تجري تلك الجهود نحو الأردن ولم يتحدث مبعوث الأمم المتحدة عما جرى في السويد ويقدم خدماته جهارا نهارا للانقلاب كما لو كان أحد مشرفي صعدة!

 

وحقيقة ما جرى في السويد حسب مصدر في وفد الشرعية قال لي أنهم طيلة وقت مشاورات السويد لم يناقشوا سوى ملف المختطفين فقط لا غير وقبل اليوم الأخير فاجأهم غريفيث بقوله أن أمين عام الأمم المتحدة سيحضر غدا حفل إنهاء المشاورات وان عليهم التوقيع على حل لملف الحديدة أقل شيء فرفض الوفد التوقيع على شيء لم يتم النقاش حوله اصلا، وقال المصدر أن الأمين العام للأمم المتحدة ابدى استيائه من كذب غريفيث عليه وايهامه له بأنهم قد اتفقوا ووقعوا على ذلك ، بينما لم يتم توقيع اي اتفاق مطلقا ، قلت في نفسي "والله أنهم سديين على البرمة"!

 

بلادنا تعيش حربا وجودية، تهديدا حقيقيا لتمزيقها وقتلها بأساليب كثيرة بينها الكاميرا الخفية الدولية التي تمثلها الأمم المتحدة والتي تقول لنا ان في السويد اتفاق ولم يتم توزيع اي اتفاق سوى اتفاق المختطفين، تريد ان تقنعنا ان هناك عنزة وهو غراب، ولما نوصل إلى عند الغراب يطير نقل شوفوا كيف طار يعني غراب فيقول غريفيث "عنزة ولو طارت" يا جماعة ما فيش اي اتفاق تم توقيعه في السويد وربي ما وقعوا ورقة.

لم يتم سوى التفاهم على ملف المختطفين، فيا حكومتنا حريتكم تبدأ وتنتهي بالإفراج عن أبطالنا، وحرية اليمن مرهونة بحرية أبطالها، ولا تصدقوا الكاميرا الخفية في السويد.

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account