مستقبل الحركة الحوثية بعد السويد
الإثنين 17 ديسمبر ,2018 الساعة: 11:21 مساءً

اتفاق السويد صب في صالح الحركة الحوثية بالرغم من بعض المظاهر التي توحي بأن هذا الاتفاق لصالح الشرعية ولصالح السلام في اليمن ، لقد ساوى الاتفاق بين ميليشيات تحمل السلاح وقامت بعملية انقلاب على الدولة ومؤسساتها ، وبين سلطة شرعية منتخبة ومجمع عليها من كل الاطياف السياسية ، والمساواة بين ميليشيات الحوثي وبين السلطة الشرعية فيه خطر كبير على مستقبل اليمن والمنطقة برمتها ، ذلك ان بقاء هذه الميليشيا كحركة مسلحة ومسيطرة ولو على جزء بسيط من البلاد معناه أننا نفتح الباب لتوسع هذه الحركة سياسياً وثقافياً وعسكرياً ، وكلنا يعلم ان طبيعة الحركة الحوثية التي تدعمها ايران تنتهج أسلوب البناء والتوسع في نشاطها ، وخلال الحرب اكتسبت هذه الحركة الكثير من الخبرة في التعامل مع السلاح وتطوير بعض هذه الأسلحة كالصواريخ على يد خبراء إيرانيين.

ولا شك ان ايران قد دربت العديد من كوادر الحركة الحوثية على هذه الصناعة وتطويرها ، وهنا يتضح لنا مدى خطورة بقاء الحركة الحوثية كما هي عليه الآن. وهي حركة تبني أفكار المنتسبين اليها بالأحقاد والكراهية والعنف القاتل لكل من يقف ضدها او يناوئ افكارها، وهو ما يتعارض حتى مع حقوق الانسان.


 كما ان الصراع الإقليمي الموجود حالياً في منطقة الخليج وبخاصة بين دول الامارات والسعودية وقطر سيساهم في انتعاش الحركة من جديد وبصورة افضل مما كانت عليه سابقاً ، وهو ما سيشكل خطراً على الخليج في المستقبل بما فيها الدول المذكورة ، طموحات الحوثيين كبيرة وطموحات ايران التوسعية اكبر، وهذه اللحظة هي لحظة رسم مستقبل اليمن ومستقبل الخليج من خلال تجريد الحركة الحوثية ولو عبر مراحل من السلاح الثقيل والمتوسط بدرجة أولى ، ومن ثم تنفيذ قوانين حيازة السلاح على جميع الجماعات التي تمتلك سلاح شخصي خارج اطر الامن والجيش.

ا
لمستقبل مرهون الآن بما سيتم في الحديدة ومن سيستلم السلطة الأمنية والإدارية في المحافظة، وما سيجري بعدها في تعز.

هل سيكون الانسحاب القادم من هذه المدينة ؟ أم أن هذه الحركة المرفوضة في المجتمع التعزي بالذات سيتم اشراكها في إدارة امن وجيش تعز بعد ان يتم شرعنة تواجدها في الحديدة ؟


نحن كما ذكرنا نرى ان اتفاق السويد يخدم هذه الحركة الانقلابية وهناك من يرى غير ذلك .. الأيام أو الأسابيع القادمة ستكشف مدى صحة هذا التفسير او ذاك لاتفاق السويد .. ومدى الضرر الذي سيلحق باليمنيين في المستقبل في حال كانت رؤيتنا صائبة .. فهي بعد هذا الاتفاق قد تصبح اشد خطراً من ذي قبل وقد تتغير خريطة التحالفات السياسية في المستقبل داخلياً بما يخدمها نكاية بسياسة التحالف العربي خلال الحرب التي يراها البعض لا تخدم مستقبل اليمن ولم تكن جاداً في عملية استعادة الشرعية ودحر الانقلاب والخطر الإيراني.


Create Account



Log In Your Account