عن الحرف 28 وفرقة الجراءوالمحافظ الفتنة !
الخميس 22 نوفمبر ,2018 الساعة: 07:05 مساءً

التفاهات في تعز لا تتوقف وتريد جر الجميع الى الحفرة.

أسوأ ما يحدث عندما توجه اليك الإتهامات من أسماء وهمية لا تجرؤ على الظهور العلني والمواجهة، وهي عبارة عن نوبات متأخرة لساقطات ليل.

القاذورات البشرية بتعز تتكاثر كأكوام القمامة المنتشرة في الأحياء والشوارع، وتزدهر أكثر في "فصل الدراهم" الذي يبدو أنه سيكون أعواما طويلة، عاصفة ومدمرة ستحيل تعز الى بقايا محافظة كتبت أساطير بطولية وهناك من يريد لها صناعة نهاية شبيهة لسوق نخاسة.

 يريدون مشاهدة أشباه لهم ليرتاحوا بسقوطهم في العمل ضمن سمسرات ومقاولات باتت هي الشغل الشاغل لقطاع وفير ممن يطلق عليهم ناشطين ومتعهدي أحزاب وخرق ولافتات كثيرة.

لست من يجبن عن كتابة آرائه حيال كل شيئ. فلا زلت أمتلك الشجاعة لأقول ما أراه صوابا والكتابة عن ما أغمضنا أعيننا عنه طيلة فترة الحرب.

 كنا نغمض أعيننا كمحاولة للتخفيف من حدة احتقان تغذيه الغرف السوداء للتحالف وزواره الذين كانت لقاءاتهم بأبو ماجد، القائد الإماراتي السابق، أكثر من اللقاء بهيئاتهم الحزبية!

كل لقاء كان يتحول الى توتر وقلق واشتباكات في تعز. هي فترة توقف عزفت فيها عن الخوض في القرف والفضائح لأحافظ على ماتبقى من حاسة الشم !

أعرف من هي المطابخ التي تحاول النيل مني. أعرفها رغم أنها تحاول الإختباء خلف أسماء وهمية أو ناشطين عواطلجية يقفون على الأبواب ظهر كل يوم بحثا عن مصروف .

لدي موقع إخباري إسمه الحرف 28 لا زال قيد البث التجريبي، ويبدو أنه سيظل تجريبي !

لم أجرؤ على إطلاقه رسميا حتى اللحظة، لأنه يحتاج الى جهد وإمكانيات كبيرة لكي يغدو مصدرا إخباريا مهنيا منافسا ولائقا.

قررت المضي بالعمل فيه بما أستطيع عوض الفراغ للإحتفاظ بمهنتي التي أقدسها، فأنا صحفي ولست بائع منشورات ولا متعهد ردح على وسائل التواصل الإجتماعي.  

أزعم أنني أمتلك الجهد  وأحاول متابعة منظمات لتمويل الموقع بلا إشتراطات تنال من المهنة، لأتمكن من إطلاقه رسميا، وكل المؤشرات ليست مبشرة.

أبذل وزميلين عزيزين من شباب قسم الإعلام بتعز جهدا للحفاظ على القواعد المهنية بالتواصل مع الأطراف المعنية بشأن أي قضية لكي نستوفي شروط النشر، مع وجود بيئة متحفظة وغير شفافة في المعلومات. 

 بالاضافة الى "فزعات " زملاء في محافظات تربطني بهم صلات زمالة وود.

للهروب من حالة الإستقطابات  التي تعصف بالصحافة ،فكرت مرارا بخوض تجربة غير مسبوقة وإطلاق دعوة عامة للتبرع للموقع بلا إشتراطات. محاولة لصناعة شيئ عوض البكاء والعويل، وسط كومة الخراب.

الفكرة تطبقها وسائل إعلام إقليمية في أمريكا، لكن تنفيذها في اليمن سيكون وبيلا، فالناس لايؤمنون بذواتهم كأفراد بوسعهم الحصول على إعلام مهني يخدم قصاياهم، والثقافة السائدة تكرس فكرة أن العمل دوما لا يمكن أن يتم الا بأن تكون عربة خلف حصان!

 مع ذلك فالموقع لا يعمل فيه سوى زميلين برفقتي وأحيانا  أشعر بالقرف وأنصرف كلية عن العمل، وهو مكرس للتغطيات الإخبارية السريعة وأحيانا فقط يحتوي على تقارير.

يكافح الموقع للبقاءبدعم أصدقاء أعزاء وأقارب لهم كل التقدير والإمتنان وسيأتي يوما لأكتب عنهم. 

للإسم حكاية طويلة.

من المفترض أن" الشاهد" إسم تقع ملكيته الفكرية لي، وهو إسم الصحيفة التي رأست تحريرها وصادف إنطلاقها بداية انتفاضة 2011.

الإسم مرخص من وزارة الاعلام في 2010 وهو يخصني ويعتبر الإقتراب منه جريمة. لكن كيف لبلد اقدس مافيه مباح ويعرض للبيع في العواصم المختلفة ان يحفل بسطو على ملكية فكرية؟

خضت معركة مع زميل على الفيس بسبب تسمية موقع إخباري يملكه باسم الشاهد، ولاحقا أطلق أحدهم موقعا آخر بذات الإسم مع تلفيق صفة مضافة.

كان سطوا فجا، فقررت الهرب من المعارك الجانبية وابتكار إسم جديد، وكان الحرف 28 بعد عملية بحث طويلة على المحركات لتجنب تكرار الإسم. كانت فكرته محاولة للإيحاء بكتابة قصة كاملة من الألف الى الياء  كما هي حروف الأبجدية كاملة وكما يحكي الشعار .

  لا زلنا مستمرين بالمحاولة.

كان المحفز الرئيسي الذي ورطني بهذا المشوار الصعب والمقلق صديقي العزيز المغترب بامريكا فضل المنتصر.

أنا مدين له بالكثير فهو بالنسبة لي أكثر من أخ.
مدين أيضا لشقيقي : عبدالله ومحمد فهما جناحاي اللذين أحلق بهما وكنت عبئا عليهما في أوقات كثيرة.

مدين أيضا لأصدقاء أعزاء كثر ساندوني في أوقات كثيرة صعبة أثناء سفري للعلاج.

 بمساندتكم كنت أقف، وأنجح أحيانا وبي وحدي أتعثر. ذلك يجعلني أكثر تماسكا وثقة.

لكن مخلوقات "الدراهم" لا يروقها أن تشاهد عملا يقترب من عالمها السفلي و لن تتوقف عن الردح.

تقفز هذه الكائنات لتوجيه الإتهامات يمينا وشمالا، فقط لأن الموقع حاول الإقتراب من قضية إشتغلت فرقة الردح كثيرا من أجل تضليل الناس وتحويلها الى عود ثقاب لإشعال معركة في تعز بحجة إستهداف اللواء 35 وقائده الذي بات أقرب الى ناشط سياسي منه قائدا عسكريا.

 تبين لاحقا أنها قصة تهريب ومهربين لا زالت قضيتها تتفاعل.

 نشر الحرف 28 معلومات موثقة بمحاضر.

لأنني متأكد من المعلومة بوجود الوثيقة بحوزتي، قررت الإحتفاظ بها لأن النابحين سيخرجون من الأزقة، وسيقولون في الموقع كل ما يمارسونه ضمن تكليفات الدراهم.

نشرنا الوثيقة مع رد الضابط المتهم وهو بالمناسبة قيادي في التنظيم الناصري وعرضنا الإتهامات قبل النشر للمعنيين باستثناء الضابط لأننا لم نستطع الوصول إليه وتشجعنا أكثر على النشر لأننا نمتلك وثيقة.

الآن قطيع  الجراء يحاول صناعة حكايات عن تمويلات للموقع وإدارة " المجيدي " لعديد مواقع ممولة من المحافظ السابق المعمري والاصلاح، الشماعة الجاهزة لتعليق حتى ملابس نوم العاهرات!

اللعنة عليكم وعلى هذا الإصلاح الذي لم يمل من لعب دور الشماعة منذ إسقاط صنعاء وحتى لحظة المحاولات الحثيثة اليوم لإسقاط تعز في الجحيم.

  المشكلة أن هذه الأصوات الناعقة هي نفسها التي احتفلت بجاحفل الحوثيين وهي تقصم ظهر البلد في صنعاء وخرج كهنتها الكبار يحتفلون بخزي تلفزيوني سيظل عارا يلاحقهم أحياءا وأموات.

 لكن من قال أن هذه الوجوه المدبوغة يمكن أن تخجل ؟


ما يحدث في تعز موجع ومخزي ويدل على حالة سقوط مريع من نخب مارست التفاهة والتضليل بينما هي تقتات من نشر الفوضى وتقاضي الأموال النجسة.

الخراب له آباء مواظبون على مقرات قيادة التحالف في عدن وقد راكموا الأرصدة والثراء الفاحش ومخازن الأسلحة وزاد الجشع حد الإستعداد لبيع كل شيئ.

يحدث ذلك بينما محافظ تعز الليبرالي يضبط متلبسا بدعم جماعات متطرفة خارجة عن القانون تكفر العمل السياسي وتورطت باغتيال موظف الصليب الأحمر حنا لحود ومئات الجنود!

راجعوا بياناته فقط ومواقفه لتعرفوا كيف يستطيع الرجل الجمع بين الجنسية الكندية وصداقة متهم عالميا بالإرهاب، هو صورة منعكسة للمتعهد الاقليمي الأكبر الذي ضج العالم بمكافحة الإرهاب بينما هو يعمل فقاسة للإرهابيين، يمنحهم السلاح والأموال ويخصب الأرض لتكاثرهم !

في نفس الوقت، لا يكل الرجل عن صناعة التمزق وتأليب القادة العسكريين بتعز ضد بعضهم وإيغال صدر الكل ضد الكل.

هناك من يغذي الإنقسامات بتعز بشكل رسمي وهناك قادة لم يعودوا جديرين سوى بالطرد.

محافظ تعز المتحدر من عائلة مشطورة ثلاثة أرباعها يعملون مع الحوثي في مواقع قيادية وهو يتكفل برعاية عائلاتهم في القاهرة ، جاء ليشعل المزيد من الإنقسامات ويخشى على قصره الباذخ في خطوط التماس.

في نفس الوقت هناك أطراف سياسية تعمل ليل نهار من أجل إشعال المدينة وبناء أهرامات من جماجم لتبني المزيد من القصور وحيازة المزيد من العقارات في مختلف العواصم، ولا تريد توافقا وانسجاما في تعز، لأن من شأن ذلك قطع حنفيات الدراهم!

هي ذاتها الأطراف التي رفضت في وقت مبكر من عام 2016 رفقة ابو العباس، في أول مسعى مدني لصحفيين مستقلين،التوقيع على وثيقة عهد عام في تعز بين مكونات المقاومة والأحزاب والسلطة المحلية لنبذ الصراعات والإصطفاف يدا واحدة في مواجهة الانقلابيين.

 سأكتب عن هذه القصة لاحقا.

المحافظ أمين محمود لا يصلح سوى لإدارة فتن، وهو قائد مميز لصناعة الإنقسامات، مسكون بروح الشيخ، يسعى بكل ما يملك للعصف بكل إنجازات تعز خلال 3 سنوات من المقاومة، ويعمل بلا كلل لإرضاء العاصمة التي رشحته للموقع.

 لم يتقدم الجيش في عهده شبرا واحدا وهو صاحب الإعلان الشهير عن معركة تحرير تعز، المذاع حصريا عبر وكالة الأنباء الإماراتية!

آخر شيئ يفكر فيه الرجل هو استكمال التحرير وقد استنفذ طاقات الجيش والقيادات في المناكفات والشكاوي، لأنه جاء مهجوسا بنكتة " الهيكلة "  هيكلة في زمن الحرب !

أراد أن يضرب أبو العباس بمكونات الجيش الأخرى، وأن يضرب الكل ببعضهم، كتلميذ خائب وبائس لعفاش.

مع أمين محمود، سيبدو حمود الصوفي رجل دولة كبير مقارنة بهذ الصغير الذي لا يحسن التعلم من أستاذه!

أطلق عملية أمنية وأوقفها في نفس الوقت ليصنع منها مأزقا عوض الخلاص !

وبينما كان يدافع عن ابو العباس في تعز وفي حضرة الرئيس مرارا كان يقول للصحفيين في القاهرة بأن الإرهابيين بالمئات ينشطون بغطاء كتائبه وهو  يحاول تفكيك الخلايا !

وقد حرص حتى آخر لحظة على خروج " آمن "  لعصابات الجريمة والإغتيالات، وقد إطمأن أن عوامل الصراع باقية وقد إنتقلت الى ضواحي تعز ومناطق التربة، ليشعل معركته المتعثرة.

 في المقابل أخفقت قيادة المحور والأجهزة الأمنية في إدارة الملف العسكري والأمني في المدينة بشكل مريع، وتحول القادة الى بارونات ومقصات رواتب متخمون بالمال والثراء وسط جوع عاصف بالجنود.

عصابات البلطجة مقيدة في سجلات الجيش ومجرد بلطجي صغير كغزوان بإمكانه أن يزرع الفوضى بالمدينة دون أن تحرك الجهات الأمنية والعسكرية ساكنا.

 بلاطجة وعصابات  يستحوذون على أملاك الناس ويأخذون الإتاوات دون أن يشعر قائد واحد أو مسؤول أمني بحمرة خجل.

تحتاج تعز تغييرا شاملا لا يستثني أحدا. وقد حان الوقت لرجال آخرين لم يرتبطوا بحنفيات الدراهم ومخازن تسليح التحالف السرية.

 نحتاج محافظ  عسكري وقائد محور  في آن " إثنين في واحد" ، قائد  مختلف يمتلك من الشجاعة ما يجعله يقرر إطلاق النار على نفسه إن أخفق في معركة  أو ترك جريحا يتعفن، وليس إطلاق النار على المحافظة وإشعالها والهرب لممارسة الإصطياف في كندا!

نحتاج قادة عسكريون من ذلك الصنف الذي يقاسم أفراده كسرة الخبر وحين يعجز عن تأمينها يخلع بزته العسكرية ليحرقها في عين الشمس !

نريد قادة عسكريين يحولون الأفراد الملتحقين بالجيش من ناشطين  الى جنود  منضبطين وعسكريين محترفين عوض هذا الإنحدار، بدل  العكس.

ترك بعض القادة واجباتهم العسكرية وأصبحوا ناشطين سياسيين وحزبيين !

حان الوقت لأن تذهب كل هذه القيادات العسكرية في إجازة طويلة بعيدا عن هذه المواقع ..على الأقل من أجل الإحتفاظ ببعض ما تبقى من مواقف وتاريخ جيد.

تعز تستحق الأفضل من أبنائها وهم موجودون بالطبع وتكتظ بهم ميادين وجبهات البلاد طولا وعرضا.


Create Account



Log In Your Account