أيادي النهب والطمع
الأحد 18 نوفمبر ,2018 الساعة: 09:26 مساءً

يوما بعد آخر يزداد الهرج والمرج يثور زبد الحديث عن القيم والاخلاق والألفة والسماحة والحب والايثار فتتنمر أيادي النهب والطمع وتتوحش قلوب المراوغة والانانية والغدر والنكران والاستحواذ ويصبح الوطن والشعب مجرد رافد للأرصدة الخاصة والمشاريع الذاتية الخالصة

 

وغالبا أيضا..

يكثر التشدق والهذيان باسم الوطنية والمدنية والتقدمية والتعايش وحقوق الانسان   ويتكاثر الاسترزاق والتبرير للاستبداد والقمع واستئصال الآخر ثم تتلاشى مساحة الوطن لتغدو عند هؤلاء عزلة قرية مديرية فكرة نكائية لا أكثر. .

وتتكاثر ألسن وخطابات تلعن العمالة والعملاء والمشاريع الشخصية والحزبية وعمال الاجندة الخارجية. !!

وجميعهم منذ الولادة وحتى الان اعتمد ويعتمد على الرضاعة الخارجية ذات الحليب المغشوش يسمن الجسد كورم خبيث ويستأصل الضمير فتقاد الاجساد كالنعاج وتذهب الاوطان ويهلك الانسان في مواخير الخيانة والمزاد. ..

 

اين نذهب بعيدا عن طرفي الوقيعة والتخلف والتدهور الذي يسابق سرعة الضوء

فهناك ردة ثقافية وسياسية واجتماعية مؤلمة ومفزعة تجتاح ذهنيات السياسي والمثقف والعسكري قبل العامة وإذا كان هذا حال النخبة حاملي المشروع الوطني كما هو عنوان الواجهة فما هو المستقبل لهذا البلد ولهذه المدينة

ما مصير آمالنا وتضحياتنا في سبيل إنسانيتنا ووطننا. ؟!!

 

فسلام الله دائما أبدا على الشاعر التونسي آدم فتحي، حين قال :

 

صَحْراءُ هَذِي أَمْ شَلا أَجْسَادِي؟ أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟


رِيحٌ لِكَسْرِ الحُلْمِ فيما بَعْضُنَا رِيحٌ لِمَدِّ الريحِ بالأمْدَادِ

 

مَنْ بَاعَ جِلْدَ ثَرًى بِثَوْرٍ قَبْلَنَا؟ وَدَمًا مُنَاقَصَةً بِسُوقِ مَزادِ؟

 

المَشْهَدُ اكْتَمَلَتْ فُصُولُ خَرَابِهِ سَأُرِيقُ شَدَّتَهُ عَلى الشَّدَّادِ

 

بلدكلا بلدٍ وملك مُهلِك وحديد شعب دان للحداد

 

مَطَرٌ مِنَ الحِيَلِ القَدِيمَةِ نَفْسِها والجَمْرُ أَهْلِي والحَصَى أوْلاَدِي


يَقْوَى القَوِيُّ بِضُعْفِ مَنْ ضَعُفُوا كما يَقْسُو الوِسادُ بِرِقَّةِ الوَسَّادِ

 

ويضِيعُ قَصْدُ القَوْلِ مِنْ يَدِ قَصْدِهِ إِنْ ضاعَ فيه تَعَدُّدُ القُصّادِ

 

فالسِلْمُ سَمْلٌ لِي وسُلَّمُهُمْ إلى زادِي لِيَدَّخِرُوا ويَفْنَى زادِي

 

والعَدْلُ أنْ يَزِنُوا، فمِكْيالٌ لَنا ولهم مكاييلٌ بلا تعْدادِ

 

وحُقوقُ إِنْسانِي بغابَتِهم فمٌ مُتَبَسِّمٌ والنابُ بالمرْصادِ

 

يَئِدُونَ بُلْدانِي ويُعْمُونَ الخُطَى ويُخَرِّبُونَ مدائِنِي ببوادِ

 

ويُعَذِّبُونَ الطفْلَ في فَمِ أُمِّهِ ويُنَكِّلُونَ بِعاقِلِي وجَمادِي

 

ويبدلون ممالكي وملوكَها بدُمىً محركة على أوتادِ

 

فإذا رددتُ سِلاحَهُمْ بِسِلاحِهمْ جَلَدُوا دَمِي، ووُصِفْتُ بالجَلاَّدِ

 

كُشِفَتْ لنا العَوْراتُ، بِئْسَ حضارةٍ تَبْنِي عِبادًا مِنْ رُكامِ عِبادِ..


Create Account



Log In Your Account