عن ذكرى الـ"مد " في زمن الإنقلاب
الأحد 11 نوفمبر ,2018 الساعة: 08:28 مساءً

في ٢١سبتمبر ٢٠١٤م اجتاحت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء .. ما كان يسمى "حرسا وجيشا جمهوريا " كان هو ذاته من يخوض غمار الحرب للقضاء على الثورة والدولة معا ..فيما كانت  الأحزاب والقوى السياسية تستدعي أحقادها التاريخية وتعلن التشفي من بعضها  في كل خطوة كان يخطوها الإنقلاب ..

 

لقد خذل الجميع الجميع ..سقطت الدولة بمسرحية هزيلة وبإخراج يحفظ ماء الوجه لمن لا وجوه لهم ..

 

باركت الأمم المتحدة الانقلاب و رعت الإستسلام باتفاق أسمته "السلم والشراكة " ..أخذت زهوة النصر الحوثي تتغلغل في كل جزئيات الحياة ، ويد ميليشياتها تطيش في جغرافيا الوطن وتعلن حالة الإنتقام من ثوار فبراير لتنتهي بوضع هادي ذاته تحت الإقامة الجبرية ..

 

لم تعد صنعاء عاصمة عربية، هكذا قال اعلام ايران . زادت وحشية الجماعة وغشي الناس ما غشيهم من القمع و الخوف ..

صمت الجميع خشية البطش.. غادر أغلب السياسيون والثوار ، صنعاء.

 

في تلك الأثناء ،كانت تعز تستقبل يوميا العشرات من الثوار و السياسيين والصحفيين و الناشطين .. الفارين بحياتهم و ثوريتهم من آلة البطش والموت القادمة من شمال الشمال .

 

مثلت استراحات صبر ومتنزهاته ،وبعض منازل الأصدقاء، نقطة التقاء للتعزي الثائر العائد من صنعاء مع الثائر التعزي المقيم فيها .

 

تحولت جلسات المقيل الى منتديات سياسية وثورية للبحث عن بصيص ضوء للخروج من النفق الذي دخل فيه اليمن ..كان الجميع يفكر بما ينبغي على الأحزاب والقوى السياسية و الإجتماعية فعله للخروج من تلك الحالة ، أما  الصحفي عبدالعزيز المجيدي فقد كان يقول لا يمكننا الخروج مما نحن فيه إذا ظللنا نراهن على قوى سياسية ميتة..

 

لو كانت هناك أحزاب حقيقية لما سقطت صنعاء ..يجب علينا التفكير بما ينبغي أن نفعله نحن.

 

شخصيا لم أكن قد التقيت بالمجيدي العائد من صنعاء من قبل ..

 

 في جلسة مقيل بإحدى  استراحات صبر قررنا أن نلتقي ،كنا قرابة عشرة أشخاص ، أخذ صديقي المجيدي يعرض لنا فكرته الثورية التي تبلورت بحركة ثورية اتفقنا على تسميتها  "حركة مواطن من أجل دولة "مد" .

قال عبد العالم بجاش بعد أن أنهى المجيدي حديثه : يجب علينا ان نكون نحن المد الثوري لإيقاف حالة "الجزر "التي اصابت الثورة والدولة .

 

كان ذاك المقيل بمثابة اجتماع تأسيسي لحركة  "مد " كأول حركة ثورية وقفت في وجه الانقلاب الحوثي  .. لم نكن نملك شيء أكثر من  فكرة ، وحماس ثوري ..ربما بعضنا لم يكن يملك حتى أجرة الباص للعودة الى المنزل.


Create Account



Log In Your Account