قرارات هادي الأخيرة .. بين تفسيرات الإختراق الإماراتي واستحقاقات المعركة
الجمعة 09 نوفمبر ,2018 الساعة: 07:12 مساءً
خاص

أثارت قرارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأول الأربعاء، وقضى أحدها بتعيين وزير للدفاع ، ردود أفعال متباينة في أوساط السياسيين والصحفيين في البلاد.

 

وأصدر الرئيس هادي من مقر إقامته في أمريكا للعلاج، قرارات جمهورية نصت على تعيين اللواء محمد علي المقدشي وزير للدفاع اليمنية، خلفا للواء محمود الصبيحي المعتقل لدى الحوثيين منذ أربعة أعوام.

 

كما قضى بتعيين اللواء الركن بحري عبدالله سالم علي النخعي رئيساً لهيئة الأركان العامة ويرقى إلى رتبة فريق، خلفا للواء طاهر العقيلي الذي عين مستشار للرئيس هادي للشؤون العسكرية، عقب أشهر من إصابته بانفجار لغم  في محافظة الجوف شمالي اليمن.

 

وجاءت القرارات الرئاسية تزامناً مع عمليات عسكرية واسعة تشهدها العديد من جبهات البلاد، بين قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي ومليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

 

ويرى سياسيون وصحفيون يمنيون، أن القرارات الرئاسية دوافعها السياسية سيئة للغاية وأنها تكرار لذات العقلية التي ظلت تقود الجيش منذ بدء الحرب في البلاد، فيما اعتبره آخرون قرار مناسب هدفه سد ثغرة المؤسسة العسكرية.

 وللمرة الأولى منذ بداية الحرب يتم تعيين وزير للدفاع بدلا عن الوزير الأسير محمود الصبيحي الموجود  في قبضة الحوثيين منذ  شن الحوثيون وصالح حربهم على الرئيس الشرعي في عدن منذ منتصف مارس ٢٠١٥.

 

وينص قرار مجلس الأمن رقم 2216 في أحد بنوده صراحة على الزام الحوثيين بإطلاق سراح الصبيحي وجميع المعتقلين ضمن إجراءات بناء الثقة  للشروع في أي حوار لتنفيذ القرار الأممي بإنهاء الإنقلاب والانسحاب من صنعاء.

 

وفي هذا الشأن، يرى المحلل السياسي، ياسين التميمي، أن القرارات "حزمة دوافعها السياسية سيئة للغاية".

 

وقال، التميمي، في منشور على صفحته في الفيس بوك: "فقد اختارت (القرارات الرئاسية) اغتيال الوزير محمود الصبيحي في معتقله سياسيا نكاية بالوساطة الخيرة من جانب سلطنة عمان".

 

وأشار الى أن الامارات سعت للاستحواذ على رئاسة هيئة الأركان العامة لحماية تشكيلاتها العسكرية المناطقة الانفصالية في الجنوب، حد تعبيره.

 

فيما اعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات، محمد عبدالسلام، أن "قرار تعيين وزير دفاع لسد ثغرة المؤسسة العسكرية هو قرار لاستكمال العمل العسكري ضد الانقلاب".

 

وعن قرار تعيين محافظ لمحافظة عدن، قال عبدالسلام، في تغريدة على "تويتر" إنه "قرار ملء الفراغ في العاصمة المؤقتة عدن يمكن أن يكون بداية لخلق الاستقرار في المناطق المحررة".

 

وأضاف: "أي خلل في أحدهما سينعكس على الآخر، ومثل جماعة الحوثي الانقلابية لا يتحقق السلام معها الا بالحرب والإعمار في آن واحد.. !!".

 

أما الدكتور أشرف عبدالغني، فكان له وجهة نظر مختلفة، وعلق على القرار بالقول: "أثق بالمقدشي أحد مؤسسي الجيش واعتبر القرار ممتاز جدا وأتمنى من شبابنا ان يعرفوا ان الجيش منظومة اليمن الاهم والاخطر والمقدشي كان احد اعمدتها الرئيسية".

 

وأضاف في منشور على صفحته بالفيس بوك: "لا تصدقوا الاشاعات والاختراقات والكلام الفاضي الذي يحاول تشويه المقدشي أو غيره من قيادات الجيش"، لافتاً الى أن "تعيين وزير دفاع بهذه القوه ولا يتبع الامارات ولا غيرها".

 

فيما اعتبر الصحفي محمد دبوان المياحي، تعيين المقدشي وزيرًا للدفاع أنه "لا يشكل أي إضافة مختلفة للمؤسسة العسكرية" مشيراً إلى أن "الأمر لا يتعدى كونه إعادة تكرار لذات العقلية التي ظلت تقود الجيش منذ بدء عاصفة الحزم حتى عام2017".

 

وقال المياحي في مقال على صفحته بالفيس بوك: "كأنه لا يوجد أي وجوه عسكرية جديدة ونظيفة في الجيش، سوى هؤلاء المتخمين ذوي الوجوه المستهلكة الذين لم يعد بمقدورهم النهوض من أسرتهم صباحًا، ناهيك أن يأمل المرء منهم إنقاذ ما تبقى من البلد..!".

 

وتابع المياحي: "لم يقدم المقدشي أي صورة مهيبة للجنرال الذي يقود جيش التحرير في أخطر مرحلة تمر بها بلاده، لم يقدم شيئًا سوى تلك المسخرة التي تتعلق بتعيين مراهقين على رأس ألوية الجيش ومنهم أقاربه".

 


Create Account



Log In Your Account