لماذا تعطلون معركة تعز ونهم
الخميس 08 نوفمبر ,2018 الساعة: 11:43 صباحاً

لم أعد أشعر بالحماس إزاء المعارك التي تجري في الحديدة ولا حتى تلك التي في صعدة. أبغض الحوثي كما أبغض الشيطان، أبغضه كسلطة وأتمنى كسره عسكريًا اليوم قبل غدًا؛ لكني لم أعد أملك فائض طاقة؛ كي أهدر انفعالاتي في معارك تفتقد للنزاهة..!


ليس لدي مشكلة مع أي طرف يقاتل الحوثي، وحتى تلك التي تتعلق بمرجعيته القانونية يمكن تجاوزها كما لا يمكنني التشكيك بمصداقية فعله في قتالهم؛ لكنني لا أثق به، لا أثق بأنه يقاتل من أجل الغاية ذاتها التي نقاتل لأجلها منذ سنوات، ولا أعول عليه في الدفاع عن المستقبل الذي انتظرناه طويلا. هذا ليس حديثًا لمحاكمة النوايا؛ لكن البدايات تنبئ عن النهايات، ولسنا مستعدين لقرع الطبول لمن يُهيئ سوطه ليلسعنا غدًا..!


حسنًا، فلتحرروا الحديدة وصعدة، هذا أمر طيب، وليس بمقدورنا وقف معركتكم أو تصحيح مسارها؛ لكن قبلها أخبروني لماذا تعطلون معركة تعز ونهم، ستقولون تلك أمور تتعلق باستراتيجية المعركة المتبعة، سأقول، لا بأس هذه مغالطة مكشوفة؛ لكننا سنتقبلها منكم وعلى مضض، لكن أيضًا من يضمن لي ألا تكون هذه الاستراتيجية الخنفشارية، مثل سابقاتها، وتضيع في رمال الساحل كما حدث عشر مرات سابقة.

هنا تتكشف اللعبة التي استنزفتنا طويلا وهذا ما يعيدنا لنفس النقطة الرئيسية التي سحقت تعاطف الناس مع المعركة، تلك النقطة المتعلقة بغياب الإرادة السياسية الصادقة والجادة في حسم المعركة، هي ما جعلتنا مثخنين بالخيبات..!


ولهذا السبب، لم نعد نشعر بالحماس للإحتشاد خلف المعركة المائعة كما كنّا، يكفي أن ننتظر وحين تنجزون الهدف لن نحزن، بالطبع لن نحزن، وأضعف الإيمان سنقف لننتظر الصورة النهائية التي سترسو عليها المدن المحررة، وحالما وجدناكم قدمتم النموذج المأمول في حكم المدن، سنعتذر لكم ونهتف المجد لمواكب الأحرار..!


أما أن تعبثون بنا مرة ومرتين وثلاث وأربع، ونظل نلهث بنفس السذاجة خلفكم، فهذا ما لم نعد مستعدين له، حتى نستخلصكم جيدًا، ولا أظنكم تنجحون ولو تمنينا لكم ذلك، لكن ماضيكم القريب لا يشفع لكم ولا ينبئ عن ما تدعون..!


مش تحاربي وترقدي..اللي بعده، خليك على الزرة
وخلينا نشوف،،

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك *


Create Account



Log In Your Account