بعد شهر من مقتل خاشقجي..بريطانيا تحذر معارض سعودي من "خطر يهدد حياته"
الخميس 08 نوفمبر ,2018 الساعة: 10:55 صباحاً
وكالات

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن شرطة بلادها، حذرت معارضا سعوديًا من "خطر وشيك يهدد حياته"، ووضعته تحت حراسة مشددة.

ونقلت بي بي سي، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عن معارض سعودي مقيم في لندن قوله إن "الشرطة البريطانية وضعته تحت حراسة مشددة بعدما حذرته من وجود خطر وشيك يهدد حياته".

وأضافت أن شرطة العاصمة لندن قالت لبي بي سي عربي إنه ليس بمقدورها التعليق على هذا الموضوع.

وأكد المعارض السعودي، الذي رفضت "بي بي سي" عربي الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه وضع تحت الحراسة على مدار الساعة منذ رصد الشرطة الأسبوع الماضي وجود تهديد لحياته.

وقالت إن "المعارض السعودي طلب اللجوء السياسي في بريطانيا منذ عدة سنوات، وتعرض للعديد من التهديدات إضافة لاعتداءات جسدية".

وأكد المعارض السعودي ذاته في حديثه إلى "بي بي سي" عربي أن "المخاطر الأمنية التي تهدد حياته رصدتها وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية عبر ما وصفته بعملية اعتراض للاتصالات".

وعادة ما يغادر معارضون سعوديون بلادهم، صوب دول غربية، فرارا من "قيود" داخل المملكة، وهو اتهامات عادة ما تنفيها السعودية وتؤكد احترامها لحقوق الإنسان، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات البريطانية بشأن الأمر.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن هذا التحذير للمعارض السعودي، يأتي بعد أكثر من شهر من مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في عملية اتُهم بالضلوع فيها سعوديون جاءوا إلى إسطنبول خصيصا لتصفيته.

وقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واعترفت الرياض بعد 18 يومًا بمقتله وتورط أشخاص من دوائر الحكم في الجريمة، من دون الكشف عن مصير الجثمان أو تسليم المتهمين للمثول أمام القضاء التركي.


في غضون ذلك كشف تقرير وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن فريقا مكونا من 50 سعوديا تم تشكيله قبل أشهر، للتخلص من المعارضين داخل وخارج المملكة.

وتحدث التقريرالملتفز، الذي حمل عنوان "ولي العهد تحت المجهر"، عن سلسلة عمليات اختطاف واعتداء تعرض لها معارضون سعوديون داخل المملكة وأوروبا، إضافة لشهادة جديدة عن حالة وفاة لمعارض أثناء احتجازه قبل عام من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأفاد التقرير المتلفز (مدته 27 دقيقة) بأن فريقا يضم 50 سعوديا تم تشكيله، في صيف 2018، لتنفيذ مهمة التخلص من المعارضين داخل وخارج المملكة، وفق ما نقلته الإذاعة البريطانية عن مصدر من داخل السعودية (لم تسمه) لديه قريب من هذه الفرقة.

وأوضح التقرير أن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يكن الأول من نوعه الذي جرى "بأمر من رأس السلطة في المملكة".

ورجح تقرير الإذاعة البريطانية وجود عمليات خطف لأمراء ومعارضين سعوديين نفذتها مجموعة صغيرة من المرتزقة الأجانب، قبل أن يتم تشكيل هذا الفريق.

وأشار إلى أن الفريق السعودي أطلق عليه اسم "نمر"، وكان من بين أعضائه (لم يحدد عددهم) من قام بقتل خاشقجي.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية بشأن ما جاء في التقرير الوثائقي المتلفز للإذاعة البريطانية.

غير أن "بي بي سي" نقلت عن السلطات السعودية قولها "نرفض رفضا قاطعا (تلك) الادعاءات الواردة منكم... العارية عن الصحة تماما".

وفيما يتعلق بقضية مقتل خاشقجي، قالت السلطات السعودية إن تحقيقها في مقتله سيكون "كاملا وشفافا. ويعمل المسؤولون السعوديون المعنيون مع نظرائهم الأتراك لكشف الحقائق".

كما أشارت إلى أن "هناك لجنة، برئاسة ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة".

وبعد 18 يوما من صمت السلطات السعودية حيال اختفاء خاشقجي، أقرت الرياض بمقتله، في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، فيما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأعلنت النيابة العامة التركية، قبل أيام، أن خاشقجي قتل خنقا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، "وفقا لخطة كانت معدة مسبقا"، وأكدت أن الجثة "جرى التخلص منها عبر تقطيعها".

وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة الكشف عن جميع ملابسات "الجريمة المخطط لها مسبقا"، بما في ذلك الشخص الذي أصدر الأمر بارتكابها.


Create Account



Log In Your Account