عن الحزبية والأحزاب
السبت 27 أكتوبر ,2018 الساعة: 11:42 مساءً

الإهداء إلى الحزب الاشتراكي في عيده الأربعين ..

 

احتفلنا اليوم بمدينة تعز بالذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني.. نعم أقول احتفلنا مع أنني لست منخرطا تنظيميا في صفوف الحزب لكنني أعتبر أن الحزب حزبي لأنني أومن بأن الحزب الاشتراكي يخصني أيضا ويهمني أمره وتطوره تماما  كما يهمني نمو وتطور حزب الإصلاح والناصري والمؤتمر وكل حزب موجود في الوطن يمشي بين الناس حاملا تاريخا ووجودا جماهيريا، غايته خدمة الشعب والعمل لإنجاز المشروع الوطني.

 

وهنا يكون أي حزب هو ملك لكل يمني حزبيا كان أو مستقلا ونجاحه يهم كل مواطن ويؤثر على حياته ومستقبله.

 

فالأحزاب أدوات وطنية لكل الشعب بغض النظر عن العضوية و البطاقة فكل هذه الاحزاب هي ملكنا وعلينا أن لانضيع وقتنا في حربها أو تصيد أخطائها أو تمني زوالها بل في تقويمها وتقويتها وتصحيح مسارها وإلا نكون كمن يضرب الرصاص على جسده و يشعل النار في بيته ويبدد رأس ماله.

 

ففي الأخير تبقى الأحزاب هي آخر ما توصل إليه العالم المتمدن للخروج من كارثة حكم الغلبة والعبث بالشعب.

 

 ومن ثم نرى أن من الوطنية والحرص على الوطن الإهتمام بالحزبية والعمل على تطويرها وإصلاح مساراتها، لتكون وسائل نافعة و مرنة لبناء الدولة وإطارا صالحا لتبادل سلمي للسلطة

 وأن تتجه جميع قواعد وقيادة الأحزاب الى خدمة الوطن عن طريق التعاون والتكامل وليس العداء والتنافر والتشويه،

 وهو مسلك متخلف يحول الحزبية الى وباء على المجتمع ويعمل على تفر يغ الحزبية من مضمونها وأهدافها الحضارية الراقية كأوات حضارة وأعمدة تقوية للمجتمع.

 

الحزب الاشتراكي، حزب عريق مر بتجارب متنوعة ومتعددة نجح هنا وفشل هناك كأي  تجربة حزبية بشرية.

ولديه فكر نقدي ونهج تطويري ومر بمنعطفات هامة وتجارب متنوعة، لديه القدرة على البقاء والتجدد  وبرز في  صفوفه قادة كبار بتوجهات  تجديدية شاملة،

 انتقلوا من الزعامة الحزبية الى الزعامة الوطنية، أبرزهم جارالله عمر وعبد القادر سعيد وآخرون بما قدموه من نظرات صائبة وطرح متقدم لأفكار جامعة في مجال العمل والهم المشترك، وهو التحدي المهم أمام العمل الحزبي من شأنه  تخليص الحزبية من لوثة العصبية للحزب على حساب الوطن.

 

التعصب سرطان العمل الحزبي وسمه القاتل.

 

وعلى شباب الأحزاب أم ينطلقوا من آخر ما توصل إليه قادتهم وتجارب أحزابهم وأن يعرفوا أن عظمة الحزب بما يقدمه للآخر الوطني ولمشروعه الكبير  من حب وقبول وتبصير  وتعاون وانجاز عام، والا تحولت الأحزاب  الى قبائل متناحرة و متعصبة متخلفة خالية من أخلاق وأعراف القبيلة، يعني أسوأ من القبيلة وأقرب إلى شلل المافيا وعصابات قطاع الطرق.

 

نريد أن نرى شباب الأحزاب أكثر انفتاحا ونضجا واستيعابا لمهمة الأحزاب كوسائل متقاربة، نجاحها في تكاملها، متعافين من العقد والوحشة التي اقترنت بالعمل الحزبي في القرن الماضي وخسرنا بسببها حياة أجيال كاملة، خاضوا فيها  معارك عبثية خارج الموضوع الوطني ضد طواحين الهواء، على حساب الشعب واستقراره وتطوره.


Create Account



Log In Your Account