التعامل مع اللحظة الحرجة
الثلاثاء 23 أكتوبر ,2018 الساعة: 10:44 مساءً

ماجرى ويجري يكفي لأن يتشكل لدى اليمنيين تجربة إيجابية للتعامل مع الأحداث ومع أنفسهم ومع الآخرين.

 

تصلح تعز أن تكون نموذجا للرشد الجماعي لما لها من ثقافة وتجربة ومقومات صمود أولها الوعي، إذا فقد،  فقدوا كل شيئ.

 

والوعي الذي أعنيه هنا الوعي باللحظة الحرجة ومخاطرها ومتطلباتها وما يجب عمله.

 

عبر التاريخ التعامل مع اللحظة الحرجة التي تمر بها الشعوب يحدد مستقبل ما بعد مرور اللحظة وهي لحظة تاريخية صعبة تمر بها الشعوب.

 

تعامل الناس في هذه اللحظة هو الذي يحدد ما بعد مرور الإعصار أو اللحظة الحرجة والصعبة التي تخرج الشعوب منها بتجارب تؤهلها الى الصعود والتقدم، وإمتلاك تجارب ثرية وبزوغ قيم حضارية جديدة في حالة نجاح هذا الشعب أو ذاك في التعامل مع اللحظة الحرجة أو المحنة.

 

على أن فشلهم في التعامل، يغرق الحاضر والمستقبل وتنشأ قيم سلبية أنانية مدمرة، تكون الخسارة مرعبة ومن هنا يأتي أهمية كيف نتعامل مع أنفسنا في زمن المحنة و اللحظة الحرجة ؟؟

 

باختصار، نحن في فوهة المدفع كشعب، وليس أفرادا  أو جهات و في سفينة متهالكة وسط أمواج متضاربة الاتجاهات.

فإذا استطعنا استشعار وضعنا الخطر، بإمكاننا تحديد تصرفاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين والتصرف كجسم واحد لمواجهة الأخطار التي لا تنتقى ولاتستثني أحدا لأن المستهدف هي السفينة الجامعة.

 

دائما في اللحظة الحرجة، يعمل الناس كفريق طوارئ واحد و شغل فريق الطوارئ يكون أكثر وحدة وأكثر تماسك و أكثر تحديدا  وأبعد ما يكون  من المكايدات البينية و الشجار.

 

والخناق على المقاعد الخاصة ومكان النوم وغرفة الطعام يكون ضرب من الجنون ( جنان غبي) كمان وخطر يزيد من خطر الأمواج والأعاصير بل أخطر لأنها تفقد الناس إمكانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحاضر لصالح المستقبل.

 

وهنا يكون من المصلحة إسكات المجانين و السفهاء المتخلفين ومن يثيرون الشجارات الصغيرة أو الرمي بهم خارج السفينة لو استعصى أمرهم، حتى لا يضيع الوطن في مهب الرياح والأعاصير  الهوجاء.


Create Account



Log In Your Account