من قال أن لدينا أحزاب؟

وسام محمد

لا أعرف من قال أن لدينا أحزاب هي عبارة عن قبائل من نوع مختلف وربما كان يفسر تعصب اعضائها وانتمائهم العاطفي لها ولو على حساب التعامي عن وظائفها والاهداف التي وجدت لأجلها.

لكن ها هي الاحزاب تكمل باقي القصة, فقد توحدت اليوم كما لم تتوحد من قبل لاصدار بيان يدين ما قالت انها حملة تشويه ممنهجة تتعرض لها السعودية. ويمتدح قلعة العروبة والاسلام.

طيب ايش بقيتم لمعمر الارياني؟

ما كشفه الموقع الامريكي أمس من جرائم تقوم بها الامارات لم يستوقف أيا من هذه الاحزاب. جرائم التحالف بحق المدنيين لم يستوقفها, استقطاب ألاف الشباب الى الحدود للقتال كمرتزقة _ هذه القضية التي تجعل شعر راسي يستقيم كلما تذكرتها _ بالتأكيد لا تهم هذه الأحزاب.

اذا لم يكن هذا البؤس مشهد ختامي للقوى السياسية في البلاد فماذا يمكن تسميته.

كان رجال القبائل يرتزقون من السعودية لسنوات طويلة لكن دون أن يكونوا مطالبين باصدار بيانات تطبيل, ودون ان يكون هناك مثقفين يدافعون عنهم أو شخص سوي لا يمقت هذا التصرف.

اليوم السعودية تعبث بالبلاد وتهندس المشهد السياسي كما يحلو لها, تبني مصالح غير مشروعة, تدمر مصالح اليمنيين وتجوعهم, ثم تستقطب الشباب الى محارق الموت.

قبل ايام اخبرني أحد التجار أن معظم السلع أصبحت تأتي عبر السعودية سلع سعودية أو عبر تجار سعوديين بعد ان تضاف عليها مزيد من الجمارك. ليس لهذا السبب وحده تغلق السعودية الموانئ وتقصف الصيادين. ليس فقط من اجل احتكار السوق, بل هي تريد تجويع هذا الشعب وانهاكه حتى لا تقوم له قائمة, وحتى تطمئن أكثر تدفع بعض الفتات لمن هم قائمين على أمرنا.

العار ليس انه لدينا قوى سياسية بهذا الشكل, فهذا متوقع في زمن الانحطاط والانهيارات الكبرى.  العار اننا لم نكفر بعد بهذه الأحزاب كمقدمة ضرورية لاستشعار المأزق والبحث الجاد عن كيفية حلحلته.


*نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك