الخليج .. والإقتصاد اليمني
الأربعاء 05 سبتمبر ,2018 الساعة: 04:11 صباحاً

يمر الإقتصاد اليمني بحالة حرجة نتيجة الحرب ، ونتيجة لسياسات مالية خاطئة تنتهج في البلاد .
 الدولار في تصاعد مستمر أمام الريال وإنهيار الاخير بات يشكل خطراً إقتصادياً كبيراً على المواطن اليمني البسيط، فمع قلة الأعمال وندرتها أثناء الحرب فإن ذلك قد يولد مجاعة كبرى في البلاد، غلاء أسعار المواد الأساسية في تصاعد مستمر وهو ما سيؤدي لهذه المجاعة.

 قبل فترة قدمت السعودية وديعة بما يقارب الملياري دولار أمريكي لدعم العملة الوطنية، ولكن هذه الوديعة لم تدخل في الخدمة بعد حسب مصادر إقتصادية، أي أن البنك المركزي اليمني لا يضع يده على هذه الوديعة، إضافة لعمليات مضاربة بالعملة الأجنبية تتم وربما تقوم بها جهات قاصدة وقوع إنهيار للعملة اليمنية، ومدعومة من خارج اليمن بغرض إفشال الحكومة في إحداث أي إستقرار إقتصادي وأمني.

دول الخليج العربي دورها سلبي في دعم الإقتصاد اليمني، إذ أن نظرة دقيقة لما تصرفه أو تنفقه هذه الدول على شراء السلاح وإرضاء الدول الكبرى من أجل إستمرار دول التحالف العربي في تمرير سياستها باليمن، يتبين حجم الكارثة التي تنتهجها دول الخليج.
من المنطق والعقل أن تسخر هذه الدول جزءاً ولو يسيراً من هذه الأموال لدعم الإقتصاد اليمني، ومن المهم أن تعمل دول التحالف على استمرار عملية الإستيراد والتصدير من وإلى اليمن بدون عوائق، ذلك أن ما يصل الى المتابعين للشأن الاقتصادي اليمني من منع التجار من استيراد بضائعهم وتوريدها عبر ميناء عدن، يثير علامات إستفهام، لماذا يتم هذا المنع ؟

 وهل من صالح التحالف العربي حصار المواطن البسيط في حاجياته الأساسية ؟ 
 بالإضافة لضرورة إعادة تصدير النفط والغاز من أجل رفد الخزينة بالعملة الصعبة، دول الخليج ستحقق النصر في اليمن متى ما مضت في الطريق الصحيح وعملت على دعم الإقتصاد اليمني بكل صدق وشفافية، ومكنت الحكومة الشرعية من بسط الأمن في كل المناطق المحررة، وفي مقدمتها عدن، وكذلك تمكين الحكومة اليمنية من موانئ البلاد لتقوم بالإشراف على كل عمليات الإستيراد والتصدير وبشفافية تامة مع التحالف، ولا يضير أن يشارك التحالف في العملية الأمنية في هذه الموانئ كأمر تتطلبه حالة الحرب،التي تعيشها اليمن .
الخليج وما ينفقه في الجانب العسكري، فإنه ينفقه لأجل حماية مصالحه وحماية بلاد الخليج بأسرها من الخطر الايراني، وما يجب أن ينفق في دعم الإقتصاد اليمني الآن ومستقبلاً هو يصب في خانة دعم الأمن والإستقرار في الإقليم كاملاً، وليس ذلك منةً من هذه الدول، ولولا سياسات هذه الدول لعقود مضت حيال اليمن، لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم ، إضافة لعملية ترحيل المغتربين اليمنيين داخل المملكة والتي بلغت ذروتها خلال الأشهر الماضية، بدلاً من مساعدة اليمنيين وإعطائهم إمتياز بسبب الحرب في إستمرارهم بأعمالهم التي يزاولونها منذ عقودٍ من الزمن ..وتخفيف الرسوم التي زادت من معاناتهم داخل المملكة .. وأصبحوا بين أمرين أحلاهما مُر ، البقاء في الغربة مع كل هذه الإجراءات القاسية، أو العودة الى وضع أقسى وامَرْ داخل بلاد تطحنها الحرب ويعصرها الغلاء.


Create Account



Log In Your Account