ما معنى الأخوة والجوع على الأبواب؟
الأحد 02 سبتمبر ,2018 الساعة: 05:25 صباحاً

يرغب الواحد في قول شيئ عن هذا التسارع في انهيار قيمة الريال. رغبة الحديث عارمة. لكني لا أفهم في الاقتصاد. أنا افهم في معاناة الناس واأعرف ذلك من حديثي مع أهلي وهم يتكلمون عن غلاء السلع وتباعدها عن متناولهم. 

يعيش أهلي مشتتون في مدن يمنية عديدة.  سنوات تمضي وهم  لا يجتمعون لا في عيد ولا غيره. والسبب غلاء المواصلات أولا. وما يتوفر من مال يكفي للأكل والدواء. وأعتبر أهلي مستورين. 

أعرف عائلات بلا أدنى دخل كانت تعتمد على الراتب والآ بلا رواتب. سعر الكأس الشاهي ب ١٥٠ريالا وسعر الدجاجة ب ٣٠٠٠ ريال. 

أعرف أشخاصا أقارب في المدينة الواحدة، لا يتواصلون الا مرة في السنة بسبب غلاء الموصلات وانعدام الفلوس. المشوار من الحصبة الى حزيز في العاصمة صنعاء  بخمسة الى ستة الف ريال. يا الهي! 

أصدقاؤنا يمرضون وبعضهم يموت في بيته عاجزا عن دفع تكاليف العلاج. لا الحكومة وفت بالتزاماتها تجاه المواطنيين ولا الحوثيين وفوا بالتزاماتهم القانونية كسلطة أمر واقع تجاه الناس الخاضعين لسلطتها. 

البلد برمتها تعيش على الإحسان والمساعدات. ملايين الناس معلقون الى المنظمات.   

أرقام المساعدات مهولة لكن دائرة الفقر تتسع وتقترب من المجاعة. لن يرحم التاريخ هذه المتاجرة. 

وتذرع الحوثيين بأنهم لا يملكون النفط لا يعني استمرارهم في استخدام المواطنين رهائن. ولا عذر للحكومة وللتحالف في الحرب من تجويع الشعب برمته. ليتذكر الجميع أن هدف التحالف هو إنقاذ وحماية الشعب اليمني. فأين الحماية وقد بلغ بالناس الجوع والمرض. 

ليس في المسألة ابتزاز. لكن لو كانت اليمن على أبواب اوروبا لكن الأمر مختلف نسبياً. ولكننا محروسون ومسجونون بالبحر وبالجوار الخليجي الذي يخطط لمستقبله الرفاهي وينسى أننا في قارب واحد. بل إنه يعمل على إفقارنا أكثر من خلال التضييق على العمالة التي كانت الرافعة المعيشية الأولى للسكان. عائدات المغتربين كانت أعلى من عائدات النفط وكانت تصل الى الناس لا الى جيوب الشركات والمسؤولين ولصوص الاأعمال. 

لا طائل من التغني بالأخوة والفقر يداهمنا، ونظل شعبا منسيا متروكا لمصير مأساوي مرسوم. 
نعلم جيدا أن الحوثية هي لعنتنا الأولى والأخيرة. وهي سبب هذا الجحيم وأنها جماعة معجونة بالشر ولا تبالي لآلام الناس ولا ضجيج أمعائهم الجوعى. لكن التدخل الأخوى لا يقتصر على العمل العسكري. لأن الكارثة الإنسانية أخطر. 


Create Account



Log In Your Account