لحظة التحول الناهز
الثلاثاء 28 أُغسطس ,2018 الساعة: 09:46 مساءً

تدخلنا الاحداث المتوالية في استحقاق تاريخي غير سهل المنال لكنه ممكن وناهز. وأمام معطى الحرب الأهلية وتشتت المشاريع وفقدان بوصلة الوطن نحن امام رهانين

اولا: انجاز سلام عادل يعيد الاعتبار للتضحيات ويحقق عدالة انتقالية.

والثاني: القيام بتحول يلبي تطلعات اليمنيين الذين خرجوا في ٢٠١١.

الاحداث المتوالية في اليمن منذ النصف الثاني ل ٢٠١٤ غيرت خارطة التحالفات الداخلية والإقليمية. ومع هذا التغيير في عناصر وأطراف القوة واستحداث معركة عسكرية، جزء منها كسر عظم إقليمي، ينضج مشروع التحول داخليا اكثر من اي لحظة ماضية من خلال نقاش مفتوح تعزز صلابته نتائج الهيمنة الدينية على الفعل السياسي كرد فعل عليها.

ليس فقط التحول في تصور شكل الدولة وهويتها هو الذي ينضج ولكن ايضا انتقال الشرعية من الادارة المركزية الى شرعية الأقاليم وجدوى الانفصال كمشروع سياسي.

النقطة الهامة التي تستحق الالتفاتة هي موقف حزب المؤتمر. وأَوجُه الاهتمام تنبع من انه اولا مشتت وتعرض لضربة قاصمة اكثر من غيره اثر انخراط طرفه الاقوى برئاسة صالح في تحالف مع الحوثيين وتخلى عن نهجه الشكلي الجمهوري لصالح مشروع ما قبل جمهوري. وتحالفه هذا يندرج في إطار فعله كثورة مضادة ولكن ايضا في اعادة تركيب التحالفات السياسية استنادا على الجغرافيا والمذهب. والثاني لأنه تعرض للسحق على يد الحوثي.

بالتالي، قد يشترك المؤتمر في صناعة سلام عادل لأنه ضحية لكنه ولروح الثورة المضادة لن يجنح لصالح التحول الديمقراطي والاداري المنشود. وهذا يفسر موقفه الغامض من الاحداث لأنه لم يقطع الصِّلة بنزعته المضادة للثورة وغير قادر على تجديد صورته بما يتناسب واللحظة الراهنة ولأنه في ضعفه هذا يخضع كثيرا لارتهانات إقليمية تسايره في توجيه ودعم الثورة المضادة.

النظرة الجادة للتحول الذي نتحدث عنه يقتضي النظرة الفاحصة الى الرافعة السياسية والإدارية التي ستحمله. وهي في هذه اللحظة الدولة في المقام الاول والمتمثلة بالرئاسة والحكومة. والواضح انها بسبب الارتباك واستجرار سياسات الاسترضاء والزبونية وخضوعها الكامل لابتزاز المشروع الانفصالي والفساد المتوارث والمستجد وغياب اليه تواصل فاعلة في هرم السلطة يجعلها عير قادرة على اقتناص الفرصة التاريخية للتحول في اليمن. وأولى بها مراجعة تركيبها وأداءها والإحجام عن تنفيذ مخرجات الحوار بالاجتزاء والتشويه ومعالجة المظالم بالظلم وايضاً مراجعة علاقتها بدول التحالف يما يكفل وحدة تراب اليمن وسلامة كيانه السياسي.

وهذا لن يتم الا من خلال تبلور حركة وطنية تمتلك خطابا عقلانيا واضح المعالم لا يقفز على الواقع ولا يخشى من التوقع والتطلع الى يمن مستقر وديمقراطي ومدني. 


Create Account



Log In Your Account