ليس لدى التحالف إستراتيجية موحدة في اليمن، وممارساته تخدم إيران، لكن بقاءه ضروري
الثلاثاء 14 أُغسطس ,2018 الساعة: 08:34 مساءً
حوار- عبدالعزيز المجيدي

- دعم الجماعات المسلحة خطأ كبيريطيل أمد الحرب،وتعثر هزيمة الحوثي، سببه عدم وجود جيش وطني وجبهة موحدة للشرعية

- تعز ليست أولوية للتحالف،ولم تحظى بالدعم المطلوب،لأنها مهد الثورة، والإنقسام الداخلي ساهم في تأخير التحرير

- قوى محلية منتشرة في الأراضي اليمنية تعمل بالوكالة لدول التحالف، وعناصر الإشتراكي موجودون في كل الجبهات

- هذه هي الدول الأربع التي قدم منها رجال أعمال للإستيلاء على أراضي موانئ ومطارات يمنية قبل الحرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيبدو مثيراً حقاً حين تخوض حرباً وتمعن في سياسات تفضي الى تحقيق أهداف عدوك المفترض!

بالنظر الى معركة " إستعادة الشرعية ومواجهة الخطر الإيراني " ومآلاتها، يرى الدكتور محمد أحمد المخلافي، نائب أمين عام الحزب الإشتراكي، أن سياسات بعض دول التحالف في المحافظات الجنوبية والمناطق المحررة، تخدم المشروع الإيراني، تماماً كما يفعل الذراع الطائفي لإيران في الشمال: مليشيا الحوثي.

لكن السياسي اليمني البارز، ووزير الشؤون القانونية السابق يرى أن الأمر ناجم ، عن مايسميه " الخطأ الذهني" من قبل التحالف، ويتمنى أن لا يكون مقصوداً!

في مشهد الحرب، تبرز تعز،أهم محافظة يمنية، كمعضلة، وكان يمكن أن تكون حجر الزاوية في مهمة القضاء على الإنقلاب والمشروع الإيراني في اليمن. غير أن  المخلافي يؤكد أن التحالف، يرمق تعز بنظرة خاصة " متحسسة" لدورها في الثورة، ويرى أيضا أن الإنقسامات الداخلية أسمهت في إطالة أمد معاناة المحافظة المحاصرة.

في هذا الحوار المطول -  ينشر على حلقتين- يتحدث نائب أمين عام الحزب الإشتراكي لـ " الحرف 28 " عن مآلات الحرب والعلاقة بين التحالف والحكومة الشرعية، وعن مواقف ودور الحزب الإشتراكي خلال الأزمة والحرب، ويكشف عن الدول التي قدم منها رجال أعمال يمنيين وعرب قبل الحرب " للإستيلاء على أراضي موانئ ومطارات يمنية ":

 

* الطريقة التي تدار بها الحرب منذ أكثر من 3 سنوات، هل ترى أنها ستحقق ما يعلنه التحالف العربي من أهداف ؟

- نعتقد أن التعثر الجاري سببه عدم وجود استراتيجية سياسية وعسكرية. الحقيقة الآن الجيش والمقاومة، الذي تمتلكه الشرعية هو أكبر بكثير من إحتياج المعارك والجبهات ..


* مقاطعاً : تقصد على مستوى الأفراد ؟

-  نعم على مستوى الأفراد، وعلى مستوى السلاح، أعتقد أيضاً أن مصادر السلاح متوفرة لهذا الأمر، ولكن غياب الإستراتيجية هي السبب الرئيسي.

أعتقد أنه بالإمكان حسم هذه المسألة بشيئ من التنظيم، ولكن وفق إستراتيجية مدروسة واضحة ليس عسكرية فقط وإنما سياسية، وأن تكون الجبهة واحدة وموحدة إعلامياً وعسكرياً وسياسياً. الجبهة ليست موحدة . طرف الشرعية ليس نسقاً موحداً ولسنا طرفاً واحداً في السراء والضراء.. نحن لازلنا نطالب بأن تمثل الأحزاب السياسية ( في المفاوضات ) وتمثيلها يجب أن يكون على أساس واضح، وأن يجري التعامل معها على قدم المساواة دون تمييز من قبل الحكومة.


* هذا سيفتح الباب أيضاً لبعض الأطراف التي تطالب بتمثيل، لدينا المجلس الإنتقالي الجنوبي، هو أيضاً يطالب بتمثيل؟

 - إذاً الحل على الشرعية والتحالف الداعم لها، إنهاء حالة القطيعة مع العملية السياسية ومع الأطراف السياسية وأن يعيدوا للسياسة إعتبارها وللأحزاب والقوى السياسية مكانتها، للعب دورها وأن تكون شريكة في القرار بما في ذلك أن تكون شريكة في المفاوضات المتعلقة بالمسار السياسي.

 

  دعم الجماعات المسلحة يخلق مناخاً للإرهاب ويعيق إنهاء الحرب  


أنت قلت في مقابلة سابقة إن التحالف عملياً يقوم بدعم كيانات خارج سيطرة الشرعية، بينما التحالف يتحدث عن مسألة إستعادة الشرعية اليمنية، وهو يقاتل منذ 3 سنوات ونصف من أجل هذا الهدف. في المقابل تتشكل سلطات جماعات مسلحة في مناطق كثيرة من البلاد، وهناك حديث كثير عن أن هذا الشكل من الأداء والسلوك ساهم بانتشار الجماعات الإرهابية، وبعض الجماعات الإرهابية ربما باتت اليوم تحصل على السلاح من خلال مصادر التحالف، إلى أين ستفضي هذه اللُعبة بالبلاد ؟

-طبعاً ،الفعل بحد ذاته، خطأً مبدئياً وجوهرياً أن يجري التعامل المباشرمع جماعات مسلحة أياً كانت.الأصل أن يجري التعامل مع حكومة معترف بها شرعياً وبالتالي من خلالها يجري التعامل مع القوات المسلحة التي يجب أن تضم كل هذه الجماعات.

هذه الحالة القائمة هي جزء من الإشكالية التي تعيق إنهاء الحرب. في ذات الوقت هي تخلق مناخ  ملائم لوجود عناصر للتنظيمات الإرهابية، سواء كانت القاعدة أوداعش أو أنصارالشريعة وغيرها. ومن ثم هناك حالة خطرة إذا لم يجر تصحيحها حتى لو إنتهت الحرب الشاملة، ستتحول الى حروب صغيرة سواء من قبل الجماعات المسلحة التي تعمل الآن مع الحوثي، أومن قبل الجماعات المسلحة المنفلتة والتنظيمات الإرهابية التي تهدف أساساً الى عدم قيام الدولة أوعودتها في اليمن.


*المشكلة الآن، التحالف نفسه يصنف أفراداً وجماعات بإعتبارهم جماعات إرهابية وبنفس الوقت يقوم بتسليح هذه الجماعات، كيف نفهم هذا الأمر؟

 - كما قلت غياب الإستراتيجية هو يؤدي الى فعل الشيئ  ونقيضه، وقول الشيئ ونقيضه، فالحل أن توجد إستراتيجية.


*
اليس ذلك دليلاً على وجود إستراتيجية أخرى؟


- لا أعتقد أن الأمر كذلك، أعتقد أنه ليس هناك إستراتيجية موحدة لكل الأطراف التي تعمل من إجل إنهاء الإنقلاب وإنهاء الحرب وإستعادة شرعية الدولة.

 

 تعز .. العقاب القاسي على ذمة الثورة والإنقسام الداخلي

*الثابت أن تعز خزان الوجدان الوطني ومعقل الحركة السياسية الوطنية في البلد، وهي تدفع  الثمن والكلفة الأكبر في الحرب الدائرة، لكنها تحظى بتعامل خاص في إطار الحرب كما لو كان هناك قراراً بمنع تحريرها، كما يقول البعض، رغم أن الأمر متاح وممكن  ما هي قراءتك للحالة التعزية في إطار الحرب، ولماذا  تأخر الحسم هناك؟

- أولاً: هناك إشكالية داخلية في تعز، يجب أن نعترف بها، وأطرافها بعض الأحزاب السياسية وبعض القوى المدعومة من التحالف العربي، هذا الأمر ربما يحتل الأولوية الأولى لايجاد الحل له. ونحن في الحزب الاشتراكي، أجرينا مؤخرا تواصل مع قيادات التجمع اليمني للإصلاح لإنهاء حالة الإنقسام الموجودة في تعز، وتمكين السلطات المحلية من ممارسة هذه السلطة وهذا يتطلب..

*مقاطعا : الموقف من تعز ليس وليد اللحظة، اذا كنا نتحدث عن  إنقسام جرى ربما مؤخراً، لكن نحن  نتحدث عن محافظة  تتعرض لتنكيل الحرب منذ قرابة 4 سنوات؟

- نعم نعم،سآتي الى الموضوع التالي الذي ترمي اليه.
أعتقد أننا اذا استطعنا استعادة نشاط الأحزاب والقوى السياسية والوحدة الداخلية في تعز، فهذا  أساس أولي وسيجعل القوى السياسة قادرة على مخاطبة الآخرين بما في ذلك الحكومة والتحالف
هناك أمر ليس مفهوم لدي. الحقيقة لمسنا عدم الاهتمام بتعز منذ بداية الحرب، من حيث الدعم ومن حيث أيضاً توحيد قواها.
عدم توحد قواها في تعز، لايعني فقط أنه عامل داخلي بحت، أيضاً هناك تغذية خارجية ( للانقسامات ).
السبب .. أنا شخصيا  لا أستطيع تحديد السبب ..( يضحك)..
ربما السبب يعود بالدرجة الأولى إلى نظرة التحالف إلى هذه  المنطقة، إلى دورها في تحرير اليمن من عصابة المحاربين ( الانقلابيين ).
لأن تعز هي بالأساس، أول من بدأ بكسر مشروع إستعادة النظام القديم والبائد. هي من تصدت لهذه العملية إبتداءً قبل أن تصل المليشيا الى الجنوب. تعز أيضا بثقلها السكاني،عدم نجاح مشروع استعادة النظام القديم في اليمن، يجعل هذا المشروع من الناحية السياسية والمعنوية، مهزوم، وكان بالإمكان أن تكون الخطوة الأولى هي تحرير تعز، لكن يصعب علي أن أقول  لماذا هذا التلكوء فيما مايتعلق بتحرير تعز ؟

وهنا أستطيع أن اضع أحتمال رئيس أو سبب رئيس ، هو أن تعز كانت السباقة الى الثورة من أجل التغيير وطرح إقامة الدولة المدنية كجوهر للتغيير، وأعلنت الرفض المطلق لتوريث الحكم، ولعل هذا السبب قد أوجد مصلحة مشتركة لدى القوى المختلفة، لانهاك أبناء تعز وإخضاعهم لعقوبات قاسية تجعلهم يتخلون عن المشروع الوطني في التغيير وإقامة الدولة المدنية، لكن مرور أكثر من أربع سنوات، يكفي لإثبات أن تعز لن تتخلى عن مشروعها.
ولو تمكنا من توحيد قوانا السياسية كأحزاب سياسية، ربما سيجعل هذا علاقتنا أيسرفي التعامل مع الشرعية ومع التحالف العربي الداعم.

* لكن  يادكتور: عملياً كان هناك محافظات ومناطق قواها غير موحدة وتعاني من انقسامات تأخذ صيغ مختلفة سواءً سياسية أو قبلية أومناطقية، مع ذلك  قرر التحالف حسمها وألقى بكل ثقله لتحريرها دون الألتفات لهذي الانقسامات؟ 
- نعم ربما عامل الحساسية من هذه المناطق لم يكن موجوداً.
انا أشرت، وأوكد، بأنه من الواضح أن تعز لم تعط أولوية من قبل الداعمين (التحالف ) لماذا ؟  لا أدري..لا أدري على وجه اليقين لكني أتوقع السبب السابق الذي ذكرته.
وربما نجد إجابة على هذا السؤال، لو استطعنا أن نوحد قوانا كأحزاب سياسية وصرنا نتعامل كطرف واحد مع الداعمين للشرعية،ربما نعرف إجابة على هذا السؤال، وربما نساعد للإجابة عليه اذا لم يكن هناك إجابة ..

*
هل ترى أن هناك حالة من الإستقطاب تقوم بها بعض دول التحالف مثلاً، أسهمت بتأجيج الوضع داخل المدينة ومفاقمة معاناة المحافظة؟

-الحقيقة هناك بعض القوى اليمنية المتواجدة على الأراضي اليمنية، ليس في تعز وإنما في أماكن مختلفة ومتعددة، صارت تعمل بالوكالة عن بعض دول التحالف، وهذا ليس مفيدا لا لليمن ولا مفيداً للتحالف.

وتعز ليست استثناءً من هذا. ونحن نؤكد وندعو بإستمرار بأن يجري تجاوز هذا الأمر،لأنه في النهاية، سيؤدي الى تفكيك اليمن. وتفكيك اليمن هو مشروع إيراني،لا يخدم اليمنيين ولا يخدم جيران اليمن ولا يخدم أشقاءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي العالم العربي. فنحن ندعوهم بإستمرار أن يتجنبوا مثل هذه المزالق، التي تحقق المشروع الإيراني.
لأن إيران في النهاية، لا يهمها أن توجد دولة حليفة لها بقدر ما يهمها، أن تكون اليمن بؤرة لحروب مستمرة تقلق المنطقة باستمرار وتستخدمها ورقة للمساومة في صراعها مع الغرب .

 

مشاريع تفكيك اليمن .. " الخطأ الذهني" الذي يخدم إيران !

*مؤخراً كتبتَ عن تفكيك الهوية اليمنية، وتحدثت عن وجود مشروعين: مشروع مليشيا الحوثي في الشمال التي تعمل كذراع لإيران ،المشروع الطائفي الهادف الى إغراق المنطقة في حالة من الإنقسامات الطائفية والتفكيك والإستنزاف، وهناك مشروع تدعمه بعض دول التحالف في الجنوب وهو يعيد سلخ الجنوب حتى من هويته اليمنية، وإعادته الى ماقبل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وماقبل الإستقلال من الإستعمار البريطاني. في الحالة الحوثية الأمر مفهوم ، لأنه يمثل بحد ذاته هدف لإيران لزعزعة أمن المنطقة . إذا كان الطرف الأول في الشمال يخدم إيران، فمن يخدم الطرف الثاني في الجنوب؟

 

- الحوثي مشروعه واضح، يتمثل بتنفيذ المشروع الإيراني للتفكيك  ومعه المشروع الصغير للحوثي – استعادة الحكم الكهنوتي، الطرف الثاني ربما أن دافعه الأول في الحديث عن أستعادة أمجاد الجنوب العربي، يأتي لخدمة قوى محلية ماضوية، وهم السلاطين والشيوخ الذين كانوا يتقاسمون أراضي الجنوب اليمني.هذا الإتجاه يدعو بوضوح لإستعادة الجنوب العربي. إتحاد الجنوب العربي كان جزءً من الجنوب، وليس كل الجنوب، ومقسم إلى سلطنات ومشيخات تزيد عن 22 مشيخة وسلطنة. حتى عندما وجد مجلس تشريعي لهذا الإتحاد، أُنتخب فقط في عدن، وبقية المناطق،السلاطين هم من عينوا أعضاء هذا المجلس التشريعي. هذا المجلس التشريعي،أوالحكومة لم تدم أكثر من عام واحد من الناحية الفعلية، وكان المندوب البريطاني وقتها  يدير مايسمى بالمحميات الغربية، إتحاد الجنوب العربي . فهذا ،بدرجة أساسية، أعتقد أنه يقف خلفه ورثة  السلاطين والشيوخ. هؤلاء يعيشون في بلدان عربية مختلفة، ربما لهم تأثيراتهم في هذه البلدان ويجري التعاطف معهم، ولكنه تعاطف ليس في محله، لأنهم يخاطرون بوحدة البلاد، وسيفككونها الى كنتونات ليس بإمكانها أن تدوم وتبقى.

 

*هذا المشروع  يتلقى دعم مباشر من دولة قوية طرف في التحالف،من يخدم هذا إذا كان التحالف العربي يقول إنه يواجه مشروع ضرب أمن المنطقة، وفي الوقت نفسه التحالف يسند مشروع موازي يبدو كما لوكان مكملاً أيضاً للمشروع الإيراني؟

- وأنا أؤكد بأن هناك خطأ في التعامل مع هذه المسألة وعدم إدراك بأن هذا يخدم المشروع الإيراني، وفي كل الأحوال، فإن القوى التي تسعى الى تفكيك اليمن بشقيها هي قوى ماضوية، تسعى لإرجاء الأوضاع الى ما كانت عليه قبل ثورتي سبتمبر واكتوبر .

* مقاطعاً.. هم عملياً يخدمون المشروع الإيراني؟

 - نعم هم يخدمون المشروع الإيراني، لأن التفكيك سوف يؤدي الى حروب مستمرة في اليمن، وهذا هو المطلب الإيراني، وهذا يتعارض جوهرياً مع هدف دعم الشرعية واستعادتها حتى من الناحية القانونية هذا الأمر يضعنا جميعا حكومة وأحزاباً و دول التحالف في حرج، ويتعارض جوهرياً مع التخويل الذي أعطي لدول التحالف، وبموجبه أُجيز تدخلها في اليمن ودعمها للشرعية، وهو استعادة الشرعية وعودة الدولة الى اليمن.

أنا أعتبر أن سبب هذا الوضع سوء تقدير يرافقه خطأ ذهني، لم يجري التمحص والتدقيق في الأمر، لم يجري التمعن فيه، ونأمل أن هذا ينتهي، لكن من أجل ينتهي نحن بحاجة لأن توجد إستراتيجية موحدة لسلطة الشرعية اليمنية والتحالف العربي والأحزاب السياسية .

*
من المعقول أن يكون مثل هذا الأمر الذي يتم منذ سنوات، عبارة عن خطأ ذهني أم أنه شكل ممنهج ومخطط ومدروس؟

-
أنا أتمنى أن يكون خطأً ذهنياً !


حروب أطماع النفط وصراع الموانئ..أين تقع اليمن في الخريطة


*تابعت لك مقابلة تلفزيونية في 2013 وكنت تتحدث عن جزء من الملفات التي واجهتم خلالها مشكلة كبيرة تخص ملفات وزارة النقل متصلة بإستعادة ميناء عدن من شركة دبي والتصرف بأراضي الموانئ البحرية والمطارات .. وقبل أسابيع كان هناك دراسة لمؤسسة المعهد العربي للبحوث والسياسات " نواة" تحدثت عن دور الفساد متعدد الجنسيات في إشعال الحرب في اليمن، وتحدثت عن ملابسات متعلقة بأدوار شركات نفطية وأيضا أطماع دول مجاورة في الثروة النفطية وأطماع بموانئ ومواقع إستراتيجة في البلد. هل يمكن أن يكون هناك علاقة بين الترتيب الذي تم أصلاً في البداية، من خلال دعم  صالح والحوثيين للقيام بالإنقلاب ومن ثم  العودة لمواجهتهم وإشعال هذه الحرب في اليمن؟

-بالطبع، ربما تغذية وتشجيع الحرب يكون لها مصادر متعددة. لكن يجب أن نركز على المصدر الرئيسي،وهو مسعى تفكيك اليمن.المصدر الرئيسي هي إيران، والقضية الرئيسية الحالية هي إستعادة الدولة وإستعادة أراضي الدولة من مَن استولوا عليها كجماعات إنقلابية. موضوع الموانئ والشواطئ والمطارات، بالتأكيد اليمن شواطئها وموانئها ربما تغري الكثير ولكن هذه مسألة جزئية. نحن في 2013 نجحنا في إستعادة موانئ عدن.وتم استعادتها بتسوية ودية وقامت بالتسوية لجنة وزارية توليت رئاستها، وكان إنجاز هذه المهمة من الأسباب التي جعلتني مستهدفاً بحملات النظام القديم  ولو تتذكر الحملات الكبيرة ضدي بهذا الشأن (يضحك ) كان  سببها إستعادة ميناء عدن وإلغاء العقو
ولكن هذا كان عقد تجاري، كانت الجهات الحكومية اليمنية والإماراتية ضامنة، لكنه كان عقد تجاري مع شركة موانئ دبي.


* هذه الدراسة تقول أن جزء من أسباب مشاركة الإمارات في الحرب، كان دافعها الرئيسي إستعادة السيطرة على الميناء؟

-
هذا تفسير أنا لا أستطيع أن أقوله. لكن نحن بطريقة ودية أستعدناه، وبإتفاق ودي، بعد أن ألغينا ،الحقيقة، العقود التي كانت أبرمت لـ 25 سنة. نحن ألغيناها من طرف واحد ولجأنا الى التحكيم. فقبلت موانئ دبي بالتسوية الودية بدلاً من الحل عبر التحكيم، وأنا لا أستطيع أن أقول شيئ آخر. لكن في ذات الوقت كان هناك مساعي لشراء أراضي واسعة في مناطق الموانئ والسواحل اليمنية، من تجار يمنيين ومن تجار عرب من الخليج.


*هل كانوا هؤلاء التجار يمثلون أذرع لدول؟


-
لا أعرف.. لكن كان منهم من هو قادم من عمان ومنهم من هو قادم من الإمارات ومنهم من هو قادم من السعودية وقطر..نحن حينها اتخذنا تدابير: منعنا التصرف في أي أراضي تقع في الموانئي اليمنية، سواءً كانت في البحر العربي أو البحر الأحمر، جميعها. وشكلنا فريقاً من وزارة الشؤون القانونية ووزارة النقل، للنزول لحصر أراضي الموانئي وحرمها ومحيطها، لكي نتخذ تدابير لإستعادة الأراضي التي جرى بيعها، وجمدنا البناء في هذه المناطق.
الإجراء الثاني: إستحداث محافظة سقطرى.أو بالأصح تشكيل محافظة سقطرى، وأصدرنا قراراً أيضا ً يمنع بيع الأراضي في سقطرى. هذه الظاهرة كانت موجودة من 2013، هل كان وراءها موقف أو طموحات سياسية؟ ربما تكون استثمارات، وربما لا تكون العوامل السياسية بعيدة. لكن نحن أوقفنا يومئذ استغلال حالة انشغال اليمنيين بالإنتقال السياسي، وإستيلاء رجال أعمال يمنيين وعرب على أراضي الشواطئ والموانئ البحرية والجوية.


*لنكن صريحين أكثر، ليس فقط مسألة إيران . إيران كان تدخلها بالتأكيد حاضراً وهي  أستفادت من مجموعة تناقضات وسياسات في المنطقة وأستطاعت في الأخير أن تحوز اليمن كمكسب، دون خسائركثيرة. لكن الكثير من المعلومات التي تكشفت لاحقاً، أكدت بأن عملية الإنقلاب التي تم تدبيرها لمصلحة صالح والحوثي، تم تمويلها أصلا من دولتين خليجتيين، هما الآن على رأس التحالف العربي، هل بالامكان الرهان على نفس الدول التي أوقعتنا في فخ الإنقلاب والحرب، لإنقاذنا من الحرب؟

-
 ليس لدينا معلومات مؤكدة بهذا الخصوص لكي نؤكد أو ننفي.

* هذه معلومات مؤكدة ..

- معلومات منشورة؟

*نعم معلومات نشرت وهناك تصريحات لضابط سعودي إسمه أنور عشقي أكد أن أموالاً دفعت للحوثيين وكان هناك تفاهمات سعودية إماراتية أيضاً..


أولاً : نحن لا نستطيع أن نبني مواقف على تقارير أو أخبار تنشر في وسائل إعلامية. نحن ليس لدينا معرفة من مصادر موثوقة بأن دول حليفة الآن للشرعية كانت داعمة للإنقلاب..

*
مقاطعاً : لكن أنت نفسك  قلت في مقابلة تلفزيونية، أن الإنقلاب في اليمن له علاقة بالثورة المضادة، من أجل إعادة السيطرة على اليمن والإستحواذ عليها وتفكيكها؟


-أنا قلت حينها وأذكر ذلك، أن الإنتقال السياسي في اليمن خُذل . خُذل من دول الجوار وخُذل من الدول التي يفترض أن تدعم الإنتقال الديمقراطي. وقلتُ أنه خذل بدرجة أساسية فيما يتعلق بالجانب الإقتصادي. كنا بحاجة الى
9 مليارات دولار، لكي ننعش الإقتصاد في البلاد وسيتغير وجهها، ولم نستطع أن نحصل على شيئ عدا الوديعة التي قدمتها المملكة العربية السعودية..


*
مقاطعا: تحدثت أيضاً عن قوى إقليمية ..


- أنا تحدثت من هذه الناحية بما يخص مجلس التعاون. فيما يخص تفكيك اليمن، لكن هذا لايعني أن الصراع الإقليمي ليس من أسباب الثورة المضادة والحرب ،والاستهداف ليس لليمن وحده ، بل وللعالم العربي ودول الخليج على وجه الخصوص. ماهو ظاهر لي أن إيران هي التي تسعى الى هذا، ولكن هناك بعض الممارسات التي تصدر عن بعض دول الخليج هي تحقق تفكيك اليمن. وأنا آمل ومازلت آمل، أن لا تكون مقصودة وإنما سوء تقدير .
هناك نقطة أود الحديث عنها في هذا المقام: عندما حصل خلاف بين بعض الأحزاب السياسية و الإمارات. نحن تحدثنا بأن خروج أي دولة من دول التحالف حالياً ولاسيما الداعم المباشر للحكومة وللجيش مثل الإمارات، خطأ إستراتيجي، لأننا  لن نصير في مأمن إلا عندما نستطيع أن نستعيد الدولة، ونستطيع أن نستعيد سيادتها..


* لكن ممارسات دولة الإمارات بلغت مستوى أنها منعت رئيس الجمهورية من الهبوط في مطار عدن، وتصرفت بطريقة عدائية أدت الى قصف قوات تابعة للرئاسة.. المطالب، كانت تتحدث عن مجموعة ممارسات مطلوب أيضا تهذيب هذه الممارسات وردعها ؟


-أستاذ عبدالعزيز : أنا ألاحظ مجموعة من الإعلاميين اليمنيين موجودين في اليمن وخارج اليمن، يتحدثون عن نوع من المحورة: قطر ضد الإمارات أو مع الإمارات ضد قطر، ومثل هذه المواقف لا تضر ولا تنفع الدولتين المتصارعتين، ولكنها تقلل من إعتبارنا كأصحاب قضية، ويفترض أن ما يهمنا  نحن أن اليمن الآن في مأزق، دولتها منهوبة، جرى الإستيلاء عليها، نريد أن نستعيد هذه الدولة، والأخطاء التي تحصل من هذه الدولة الداعمة أو تلك، يجب أن نناقشها من منظور مصلحة اليمن وليس من منظور الدفاع عن السياسة القطرية او الإماراتية . نحن في الوقت الحاضر بحاجة الى دعم مجلس التعاون والدعم هو يأتي مباشرة  من السعودية والإمارات. نحن لا نستطيع الآن أن نؤمن حتى مناطقنا المحررة إلا بدعم منهم ..


* أنتم كحزب إشتراكي كنتم أول من بادر في بيان في أكتوبر 2017 بالمطالبة بعلاقات متكافئة وندية مع التحالف ..

- مقاطعا: بالضبط.. بالضبط

 
نريد تعاون من أجل إنهاء إنتهاك السيادة اليمنية وليس العكس

* هذا المطلب جاء إنطلاقاً من شعور الحزب بأن هناك شكل من أشكال التبعية اليمنية والهيمنة للتحالف، أليس كذلك؟


-
نعم، ونحن  لازلنا نكررهذا المطلب. يجب أن تكون العلاقة بين التحالف والشرعية اليمنية ممثلة بحكومتها وبأحزابها السياسية، علاقة ندية وأن يكون هناك شراكة في أي قرار يتخذ ومن المعيب أن يتخذ قرار بعيداً عن مشاركة القوى اليمنية سواء كانت حكومة أو أحزاب سياسية. نحن ندعو الى هذا التعاون من أجل إنهاء انتهاك السيادة اليمنية وليس العكس. لكننا نحن لا ندعو الى تفكيك التحالف العربي،لأن تفكيك التحالف العربي هو مطلب إيراني، وتفكيكه يعني تفكيك اليمن وتركه لمصير مجهول.

مقاطعاً:لا أحد يطالب بتفكيك التحالف، الناس يطالبون منذ البداية بضبط علاقة التحالف ووضع حدود لممارسات التحالف في علاقته مع السلطة الشرعية..

-
مقاطعاً .. هذا الامر لا نختلف فيه.


*لماذا إذا عندما يتم المطالبة بهذا الأمر، مباشرة يتم دفع الآخرين باتجاه قطر وإلقاء قطر في المسألة.. الذي يدير المشهد في اليمن عملياً هو التحالف العربي، وليس قطر .. قطر ربما تحاول أن تعبث بشكل أو بآخر، لكن التحالف هو من يدير كل شيئ؟

مقاطعاً..أستاذ عبدالعزيز: أنا أقول لك طريقة الخطاب والإستعداء المطلق للتحالف، والدعوة الى مغادرته اليمن، لا يخدم اليمن في هذه الظروف .


*إذا كان هذا التحالف بسياساته قد يؤدي الى مخاطر أكبرعلى البلد، ما المانع بأن يتم طلب مغادرة الطرف الذي يقوم بالتسبب بإشكاليات ومخاطركبيرة للبلد؟


-
 أصلاً نحن حالياً لا زلنا نسعى،حكومة وأحزاب، لاستعادة الدولة بدعم هذا التحالف. نحن لم نصل الى مرحلة أننا غادرنا هذا الموقع. والمغادرة الى أين.. بدون الداعمين، ستكون بالتأكيد الى الإنقلاب ،أي الى المجهول والحرب التي لا نهاية لها بعد أن يترك اليمن وشأنه وتصير الحرب اليمنية حرب منسية.

 

الحزب الإشتراكي .. محطات وتحولات الحرب

*مع بداية الحرب بدا الحزب الإشتراكي كما لو كان مرتبكا في التعامل مع الأحداث..

في البدء طالب بوقف الحرب ؛ ووقف التمدد الحوثي ووقف التحالف للضربات الجوية ... ,لاحقا التحق بالشرعية واصبح جزءكبير من القيادات في السعودية.. ماتفسيرك لهذا التحول خلال تلك المرحلة،  وهل تعتقد انه كان  موقفا متعقلا بالنظر الى ماحدث لاحقا في الحرب أم انه كان مرتبكا ولديه سوء تقدير للوضع ؟


-  هناك قراءات في الغالب  مغرضة  لموقف الاشتراكي . كنا من الوهلة الأولى في الحزب، نعتبر إنعقاد مؤتمر الحوار الوطني والخروج بوثيقة  الحوار والتي جوهرها وأساسها الدولة المدنية، بأنها تحقق  مشروعنا أصلاً، وبالتالي أي عمل إنقلابي ضد هذا المشروع، نحن أيضاً نعتبره موجه، ليس ضد اليمن ونحن جزء منها، وإنما موجه ضد مشروعنا كحزب، وبالتالي ليس بالإمكان أن يكون الحزب مع  إنقلاب على مخرجات الحوار والوطني وعلى العملية السياسية ومنع الإنتقال الديمقراطي. والحقيقة لم يصدرأي شيئ يدل على هذا. هناك تفسيرات ..


*مقاطعاً .. لكن صدر بيان تحديدا في 29 مارس 2015 بهذا الخصوص...؟

-  نعم  صدر تصريح من الناطق الرسمي للحزب  يطالب بإيقاف ( اجتياح ) المليشيات للجنوب ..


* مقاطعاً .. وطالبتم أيضا بوقف التحالف للضربات الجوية ؟


- يوم دخلت المليشيات الى صنعاء، لا أحد أعلن موقفاً و نحن  ( في الحزب ) أعلّنّا في اليوم التالي موقفاً  وسمينا ما حدث يوم 21 سبتمبر 2014 ( يوم إقتحام صنعاء )  أيلول الأسود ونزل هذا في صحيفة الثوري ..
الحقيقة بالنسبة لنا (  إعلان التحالف العربي ) والضربات الجوية كانت مفاجئة لنا.
نحن كان يجري التشاور معنا عبر مجلس التعاون في القاهرة وأنا كنت  ممثلاً عن الحزب  ..
إذ كان يجري التشاور مع الأحزاب السياسية من قبل مجلس تعاون دول الخليج العربي حول جمع جميع الأطراف اليمنية، للبحث عن حلول، بما في ذلك عقد مؤتمر وطني لليمن، تدعمه وتموله وترعاه السعودية،ليبحث اليمنيون عن حل، وبالتالي نحن لم يجرالحديث معنا بأنه سيكون هناك تدخل عسكري.

عندما حصل التدخل، كان  مفاجئاً لنا، ولم نكن لنعرف في أي  إتجاه  سإصير اليه هذا الأمر. 
وبغض النظر عن رغبتنا في التدخل من عدمه.. مسارنا صار باتجاه دعم الشرعية، باعتبارأن هذه الشرعية، هي شرعية دستورية، أولاً، ونحن لسنا مع أي  إنقلاب عسكري على الشرعية الدستورية، وثانيا: هي  شرعية توافقية أدت الى عملية انتقال ديمقراطي وهذا ما كنا نسعى اليه ونأمله.
هناك أحياناً أخطاء تحصل من قبل التحالف في الضربات الجوية تسبب ضرر للمدنيين ولأعيان ثقافية، فمن الطبيعي أن نقول بأن هذا خطأ وفيه ضرر على اليمن.
ليس من العيب أن نكون مع إستعادة الدولة، ومع إستعادة الشرعية وفي نفس الوقت ننقد أي سياسات نراها خاطئة.. نحن منذ الوهلة الأولى كان لدينا رأي، بأنه لا بد أن تكون هناك استراتيجية واضحة  للتعامل مع أطراف الشرعية، وللتعامل  أيضا بين التحالف والشرعية، ولم يكن يختلف معانا أحد من الأحزاب، وتقدمنا بورقة مشتركة لهذا الغرض أسميناها استعادة الدولة وإدارتها.


*في بداية الحرب كان الكثير من قيادات الحزب في صنعاء لدرجة  أنه عندما تم تشكيل وفد للحوثيين في المفاوضات الأولى بسويسرا جاء الأمين العام للحزب الاشتراكي مع هذا الوفد الى جنيف، وهذا أثار الكثير من اللبس في ما يتعلق بموقف الحزب من الحرب .. ما أقصده هل كان لدى  الحزب  تقدير خاص وقراءة مختلفة  لمسألة الحرب؟

-
أولا : فيما يتعلق بجنيف، الأمين العام للحزب الاشتراكي لم يظهر ضمن وفد الحوثيين . ثانيا :( ماحدث ) هو أنه جرى التواصل مباشرة من قبل مبعوث الأمم المتحدة مع الحزب الاشتراكي، وطلب بأن يأتي الحزب الإشتراكي كواحد من  الأطراف، وليس ضمن طرف من الأطراف.
ثالثاً : كان لدينا حينها وجهة نظر: فيما يتعلق بالجانب العسكري والأمني فهذا  يعني طرفين: الحكومة وهي ممثلة للشرعية ونحن ضمنها والإنقلابيين.

لكن فيما يتعلق بالجانب السياسي، فالأحزاب السياسية هي التي يفترض أن تقوم بالحوار للعودة الى العملية السياسية، ولم يكن لدينا لبس في هذا الجانب .. صحيح أن هذا أوجد لبساً عند الآخرين، وفهموا أنه طالما الأمين العام قدم من صنعاء، فمعنى هذا أنه ضمن وفد الحوثي، والحقيقة ليست كذلك.
فيما يتعلق بقيادات الحزب المتواجدة في صنعاء، نحن حرصنا ولا زلنا نحرص إلى الآن، أن تتواجد قياداتنا في صنعاء أو جزء منها وفي كل مكان من اليمن.

لازال الى الآن جزء من قياداتنا موجود في صنعاء وهذا ليس عيبأ .



* مقاطعا : هذه القيادات موجودة ولديها نشاط سياسي وقد أقيمت فعاليات حزبية في صنعاء قبل أشهر، في وقت صادرت فيه المليشيا المجال السياسي وكتمت أنفاس الجميع..؟


- نشاط محدود وبحسب المتاح وفي إطار مقراتنا، ولا يوجد لدينا نشاط في الشارع ولا نستطيع ولكنك لم تذكر هنا أن إعلامنا موقف في صنعاء موقع وصحيفة.

نحن موقفنا علني من الإنقلاب .. نحن ضد الانقلاب جملة وتفصيلا. نحن شاركنا في العمل السياسي الذي أتيح للأحزاب ولا زلنا نطالب بإستعادة دور الأحزاب، وإنهاء تهميش الحزب الإشتراكي وعودة فاعليته في صفوف الشرعية، وكانت مشاركتنا في بداية الأمر فاعلة، ومن ذلك  مشاركتنا في مؤتمر الرياض ووثائقه واضحة من الإنقلاب، ووثائقنا نحن واضحة من الإنقلاب أيضاً، وبالتالي من غير المنطقي أن يُطلب إفراغ  اليمن من تواجد الأحزاب، ونشاطنا في حدود ما نستطيع، وليس في ذلك مصلحة إلا للعصبيات المدمرة لليمن وتجار الحروب. نحن ننشط في العاصمة صنعاء بين جدران مقراتنا ولو أتيح لنا الخروج للنشاط في الشارع لفعلنا.

 

بين السياسة والحرب .. موقع الإشتراكي في الكفاح المسلح

*هناك انتقادات للحزب دائما ما توجه من قبل مثقفين وكتاب  وناشطين إشتراكيين، باعتباره حزب طليعي ثوري، وجاءت لحظة ما يمكن تسميته بالمفهوم الثوري، بالكفاح  المسلح، لكن الحزب كما يقولون بعيد عن تعبئة القطاعات الشعبية كما يفترض وقيادة وتوجيه  الجبهات والعمليات الحربية على الأرض. السؤال: أين موقع الحزب الاشتراكي، في جبهات القتال والمقاومة الشعبية بشكل عام في مواجهة الانقلاب؟

- نحن من اللحظات الأولى، درسنا موضوع الحرب والمواجهة العسكرية، وجدنا أن العمل العسكري ربما إستمراره سيكون قاتلاً للأحزاب والقوى السياسية،هذا ليس دورها. هي ممكن أن  تكون داعمة إعلامياً وداعمة سياسياً، لكن ليس دورها أن تخوض الحرب .


*لكن اليمن انكشفت عن جيش لا ينتمي للبلد وصار جيشاً لجماعة طائفية، فكان واجباً على القوى السياسية ، كما يرى البعض، أن تكون جزءً من المعركة ؟

-
نعم نعم.. هذا لا يعني أننا ضد المقاومة، نحن على العكس. نحن أعلنا لمنظماتنا ( منظمات الحزب )في اليمن كلها، بأن المنظمات التي تستطيع أن تنخرط في جيش وطني وتقاتل فليقاتلوا.
لكن الأمر الذي يجعلنا كأحزاب نلجأ الى قوى اقليمية، أو قوى داخلية، تمولنا بالسلاح والمال، من أجل أن نحارب وتفقدنا قدرتنا السياسية واستقلالنا، ليس مقبولاً لدينا  وتجنبناه، على الرغم من معاناة أعضاء الحزب المنخرطين في المقاومات المتحكم بها من أحزاب أخرى، ولا سيما مواجهة مشكلات عوائل الشهداء والجرحى.
نحن نقدم تضحيات في كل الجبهات ونتحمل تبعات ما يترتب على ذلك ونفتقد لإمكانية مواجهتها،والمنخرطين من صفوف الحزب في المقاومة في الغالب هم  من العسكريين المبعديين منذ حرب 94 وحينها عادوا الى صفوف الحزب،  ومن مختلف المحافظات خاصة عدن، الضالع ولحج وأبين وتعز ومأرب وذمار والجوف، علاوة على المدنيين الذين تطوعوا وانخرطوا في صفوف المقاومة وفي الغالب هم من القيادات الوسطى للحزب.
معظم القتلى في مأرب من العسكريين، هم عسكريين سابقين من الإشتراكي وبالذات من مناطق ريمة وعتمة، وُسرحوا من الجيش ثم عادوا الى الحزب وأثناء الحرب انتقلوا  إلى مأرب والى الجوف وأيضا إلى محافظات أخرى وخاصة  منطقة الساحل، ولكنهم لا يعملون  تحت راية الحزب الاشتراكي اليمني وإنما تحت راية الجيش الوطني ، ونحن نبارك هذا ونؤيده. كما قلت لك نحن ضد أن تتحول الأحزاب السياسية الى قوى عسكرية...


* البعض يرى أن انكفاء ما يسمى بالقوى الثورية المفترضة،  عن تنظيم عملية حمل السلاح والإنخراط في مواجهة الانقلاب،أدى الى اكتساح جماعات سلفية  ودينية متشددة للعمل المسلح
؟

-ليس السبب أن الأحزاب لم تخض هذه الحرب مباشرة، وهناك   أحزاب تلتحم بشكل مباشر، إنما السبب تعامل الدول الداعمة لهذه الحرب مع قوى محاربة بالوكالة.
نحن قلنا منذ البداية وطرحنا للتحالف العربي،في وقت مبكر عام 2015 ، بأنه من الخطر بمكان، أن يجري دعم جماعات مسلحة، تتحول الى مليشيات وإن كانت مقاومة، ومن الأفضل أن يتم دمج هذه المقاومة في جيش وطني وان يتم الدعم عبر الحكومة وحدها، وليس عبر الأحزاب أو قيادة الجماعات المسلحة، أياً كانت هذه الحكومة، سواءً كنا فيها أو لم نكن فيها.

الآن، الواقع  يُظهر أن طريقة الدول الداعمة للشرعية كان خطأً، وأن إستمرار هذا الخطأ ضار وعقد عملية استعادة الدولة.

 عدم استعادة الدولة ليس بسبب العصابات المحاربة الى جانب عائلة الحوثي ، وإنما سببها عدم وجود جبهة موحدة وعدم وجود استراتيجية وعدم وجود جيش حقيقي للشرعية، وإنما جماعات تحصل على دعم وتمويل من هنا وهناك،  وبعضها يحارب بالوكالة عن دول في التحالف. نحن لا نزال نتمسك بأن ماجرى ويجري الى الآن ليس سليماً ولا  صحيحاً ونطالب بالآتي
أولاً : إنهاء وجود مليشيات أو جماعات مسلحة وإن كانت في إطار المقاومة، وتحويلها الى جيش وطني يكون تسليحه ودفع رواتبه عبر الحكومة فقط .
ثانيا : أُفرغت الساحة السياسية ومُلئت بجماعات وقوى مسلحة، ونحن نرى بأن هذا أيضاً لا يضمن إستعادة دولة حقيقية في اليمن ونطالب بإستعادة الأحزاب السياسية لدورها، ودورها في المعركة، ليس بالضرورة في حمل السلاح، دورها في العمل السياسي وفي العمل الدبلوماسي وفي العمل الإعلامي.
نحن أيضا لسنا مع الجبهات المجزأة، ولسنا مع أن يتم العمل بشكل غير منسق، ليس في إطار استراتيجية موحدة، وتجمع قوات الحكومة والمقاومة  في إطار قوات الحكومة أيضاً الى جانب دعم التحالف. 


---------------

في الجزء الثاني من المقابلة :

- لماذا تعثر إعلان التحالف السياسي الواسع من الرياض، وكيف يُنظر للتقارب بين حزب الإصلاح وجناح صالح في المؤتمر

- ماهو دور اللقاء المشترك  وقياداته في خذلان الثورة وصولاً الى إهدار تضحيات الكفاح المسلح في مواجهة الإنقلاب

- كيف كان بإمكان الرئيس هادي  تجنب الإنقلاب وكارثة الحرب ، ولم يفعل..

- لماذا تصنف عائلة صالح بأنها  لاتزال في مربع الإنقلاب، وكيف سيتم التعامل معها مستقبلاً

- ما مصير مجرمي الحرب والمتورطين في الإنقلاب من منظور قانون العدالة الإنتقالية



Create Account



Log In Your Account