مركز دراسات يتحدث عن خطر كبير تتعرض له جهود السلام في اليمن
الأربعاء 17 أبريل ,2024 الساعة: 12:01 مساءً

كشف مركز دراسات استراتيجية، عن خطر حقيقي يحدق بجهود احلال السلام في اليمن، والمتعثرة منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة. 

وحسب مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فإن عملية السلام باليمن تتعرض بالفترة الحالية لواحدة من أكبر المخاطر، والتي تتمثل بتحول نظرة أهم الجهات الفاعلة الدولية إلى اليمن كمشكلة أمنية في المقام الأول، وأن تُهمل جهود بناء السلام التي كانت قد بدأت تُحقّق مكاسب إيجابية على الأرض. 

وكان المبعوث الاممي الى اليمن قد اعلن في اغسطس 2023 عن الخطوط العريضة لخارطة السلام، والتي توافقت عليها الاطراف باليمن، وتشمل اعادة فتح الطُرق، والدعوة إلى حوار سياسي قائم على مبدأ الشمول، وإطلاق سراح المعتقلين، وتهدئة الحرب الاقتصادية، ودعم نشاط المجتمع المدني اليمني وغير ذلك من المبادرات المُشجّعة. 

وقال المركز ان التخلي عن هذه المكاسب التي تحقّقت تدريجيا -حتى وإن بدت غير مُهمة لصانعي القرار الدوليين - يعني تزايد خطر تفاقم التهديدات الأمنية التي كانت تؤرّق المجتمع الدولي أساسًا. 

لتجنب هذا السيناريو، شدد المركز على الحاجة الماسة إلى تبني نَهْج استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار كيفية إعادة توازن القوى في اليمن، كَحجر أساس لعملية سلام هادفة، مع أهمية وضع الظروف الاقتصادية والإنسانية غير المستقرة في صدارة أي أجندات وسياسات قد تُعتمد بشأن اليمن. 

ودعا المركز الى توجيه الدعم الدولي لليمن بصورة تضمن تعزيز موقف الحكومة المركزية، عوضًا عن دعم أطراف بعَيْنها. 

واشار الى ضرورة التركيز بشكل رئيسي على مجالات مُعينة كَمكافحة الفساد، وتعزيز تلاحم القوات العسكرية التابعة للحكومة، وتوفير الدعم الاقتصادي. 

ودعا المركز واشنطن، الى مقاومة الأصوات المطالبة بفرض مزيد من العقوبات، والتي من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية وتؤثر سلبًا على المواطنين العاديين أكثر من تأثيرها على الحوثيين. 

وحذر المركز من رغبة الحوثيين بالسعي لمواجهة أكبر مع القوى الغربية قد تستمر لأمد غير معلوم، مشيرا الى ان الأمر لم يعد يقتصر على دعم أهل غزة والشعب الفلسطيني. 

وقال إن أسوأ ما في الأمر هو افتقار الجهات الفاعلة -سواء الإقليمية أو الدولية -لخطة خروج من هذا المأزق، لا سيما أن لدى الحوثيين طُول نَفَس لمواصلة تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، بل ويهددون باستهداف السفن في بحر العرب بعد أن غيّرت مسارها صوب رأس الرجاء الصالح. 

قبل ستة أشهر فقط، كان الترقّب بقمّة أوجه لتمَخُّض المحادثات بين ‎السعودية وجماعة الحوثيين عن صفقة سلام، لا سيما بعد أن أصبحت الخطوط العريضة والنقاط الأساسية للصفقة واضحة للأطراف في معسكر الحكومة واللاعبين الخارجيين المعنيين بالأزمة اليمنية. ورغم اعتراضات أطراف عدّة على شروط الصفقة، فُرضت كأمر واقع بسبب قبضة السعودية القوية على مجلس القيادة الرئاسي. 

شكّك أعضاء المجلس الرئاسي في نوايا ‎الحوثيين واستعدادهم لتشارك السلطة معهم وتشكيل حكومة موحدة، وبأن مبادراتهم لا تتعدى كونها ظاهرية. 

ورجح المركز أن تصبح التداعيات السلبية لإعادة الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين كـ "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" محسوسة في الأسابيع القليلة المقبلة، في ظل تراجع التحويلات المالية المتدفقة إلى صنعاء، وهو ما سيُلحق أضرارًا بالغة بالشركات والمنظمات الإغاثية. 

يحتاج 18.2 مليون شخص إلى مساعدات وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

وتوقع مركز صنعاء للدراسات الاستراتجية، أن يزداد الوضع سوءًا وقتامة.




Create Account



Log In Your Account